نشرت صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية، أن مجموعة من العلماء الأميركيين قد توصلوا إلى تقنية جديدة للتخلص من خلايا السرطان، وبالتالي القضاء على أنواع محددة من المرض، وستكون قابلة للتطبيق في غضون عامين من الآن، وتتلخص التقنية الجديدة في حقن خلايا مناعة سليمة من أشخاص غير مصابين إلى أشخاص مصابين بالمرض. وقالت الصحيفة إنها قد اطلعت برفقة الدكتور زهانغ كوي من جامعة ويك فرويست الأميركية على التجارب التي يتم إجراؤها حيث يتم حقن خلايا مناعة مأخوذة من أجساد لا تعاني من المرض إلى أجساد المصابين. هذه الخلايا تكون أقوى بخمسين مرة في محاربة السرطان من خلايا مماثلة للمصاب بالمرض.وقال الدكتور كوي في بحث نشرته مجلة (ساينس) العلمية في وقت سابق، إنه قد طبق هذه التقنية على فئران التجارب، وقد لاحظ فعالية هذه الطريقة على محاربة السرطان والشفاء منه. وبعد نجاح هذه التجربة، لاقت هذه البحوث أي حقن خلايا المناعة للتخلص من مرض السرطان وتسمى (نظام قتل السرطان عبر الخلايا المناعة) دعمًا كبيرًا جاء على حساب الأبحاث الجارية لإيجاد دواء لهذا المرض. وقد تلقى الدكتور كوي دعمًا من إدارة الغذاء والدواء الأميركية التي سمحت له بإجراء تجاربه على 22 مريضًا وعلق كوي قائلاً: نتمنى أن يكون ما توصلنا إليه هو العلاج، حتى الآن التجارب تلاقي نجاحًا كبيرًا، لو كان تأثير ما نفعله على الإنسان هو نصف تأثيره على الفئران، فإن هذا قد يعني علاجًا أو على الأقل نعطي المريض سنة أو سنتين من العيش الرغيد، إن التكنولوجيا للقيام بهذه التجربة متوفرة ، فإذا نجحنا في تطبيقها على الإنسان، فإننا سننقذ الكثير من الارواح ويمكننا فعل ذلك في غضون عامين.ولعل أهم مزايا هذه التكنولوجيا، أن عناصرها الأساسية متوفرة في جميع المستشفيات على مستوى العالم والجهاز الذي يتم به الحصول على خلايا المناعة أو فصل البلازما وكريات الدم عن الدم نفسه ، أو يمكن الحصول عليها بسهولة. وقد علق الدكتور غريبان أحد العاملين في المختبر البريطاني لبحوث السرطان على نتائج هذه التجربة بالقول إنها مثيرة للغاية.وقد وجد إلى الآن، أنه حينما يتم اختلاط الخلايا المناعية مع خلايا السرطان ونتيجة لكونها من شخص مختلف، فإن الخلايا المناعية تبدي قدرة كبيرة على التعامل مع خلايا السرطان ومحاربتها وقد نجحت الخلايا في قتل 97% من خلايا المصابين في غضون 24 ساعة في خلايا المناعة القادمة من الإنسان القوي، أما القادمة من الإنسان الضعيف فوصلت النسبة إلى 2% فقط ولاحظ الدكتور كوي أن قوة النظام المناعي للشخص لمحاربة السرطان يتغير تبعًا لتغير السنة.وكانت التجارب قد بدأت عام 1999 حينما اكتشف الدكتور كوي ذكر فأر كان يبدو أن خلاياه مقاومة لعدة أنواع من السرطانات، ومنذ ذلك الوقت فإن اكثر من 2000 فأر في 15 جيلاً استطاع 40% من وراثة مناعة الذكر الاول .ويعرف في نظام المناعة، أن هناك انواعًا معينة من الخلايا التي تكون محاربة ومقاومة لأي نوع من الغزاة بينما هناك مجموعة أخرى من الخلايا تنتظر لتعرف هوية الغزاة الخارجيين قبل أن تقوم بعملية المقاومة. وكان العلماء الذين يسعون لإيجاد علاج للسرطان بحاجة إلى معرفة طريقة تحفيز خلايا المناعة التي تستوجب معرفة هوية الخلايا الغازية بأن تقوم مباشرة بالهجوم دون انتظار .وكان الدكتور كوي قد نجح في احداث صدمة في مجتمع المختصين في السرطان حينما قال إن الخلايا المقاومة للسرطان هي الخلايا التي تقوم بالهجوم على أي غزو خارجي دون انتظار أن تعرف هويته.وقد علق الدكتور كوي على هذا الأمر بالقول: كان هذا مفاجئًا بالنسبة إلينا لأنه كان في الاتجاه الآخر من تفكيرنا ولتصورنا للطريقة التي يقوم بها جهاز المناعة في الجسم في مقاومة السرطان، لقد جعلنا نفكر من جديد.
تقنية ثورية جديدة لمحاربة السرطان
أخبار متعلقة