(سبأ): علي الزكري :اختتمت بأبوظبي مطلع الاسبوع الجاري فعاليات الندوة الاكاديمية الدولية بإصدار " بيان ابوظبي حول التواصل الثقافي والحضاري" دعت فيه الى إنشاء معهد اكاديمي وثقافي في الامارات لدعم التواصل الثقافي بين الشعوب والاديان عبر التعليم الجامعي.واكد البيان ان التعددية الثقافية تستوجب ايجاد سبل للتعاون المشترك وتعزيز التواصل الثقافي بين المجتمعات والافراد وقبول الآخر والاحترام المتبادل للاختلافات وايجاد الأرضية المشتركة معه.واشارت الندوة في البيان الى ان الاختلافات بين الجذور الثقافية والدينية تعد عامل قوة واهمية للمجتمعات البشرية وان الرؤى الثقافية المختلفة للمجتمعات تمثل دافعاً للسعي قدماً الى تحقيق الأهداف المشتركة لما فيه خير البشرية.وأكدت ان بناء جسور التواصل الثقافي وايجاد نقاط التلاقي بين المؤسسات الأكاديمية في العالمين الاسلامي والغربي يتطلب مزيداً من الحوار البناء وتعاون تلك المؤسسات على مختلف الأصعدة منها تشجيع المنح الدراسية والبعثات العلمية وإقامة الندوات العلمية.ودعت الى العمل على تعزيز التواصل الثقافي على جميع المستويات، وضمن السياقين الأكاديمي والمجتمعي وبين الديانات والثقافات وايضاً ضمن التجمعات الدينية والثقافية في داخل المجتمع الواحد مؤكدة ان تاريخ الامة العربية والمسلمة يؤكد إمكانية التعايش السلمي بين الشعوب والحضارات والتواصل الثقافي بين الاديان المختلفة واحترام حقوق الانسان.. موضحة ان تقدم العهد العمرية-التي أعطاها امير المؤمنين عمر بن الخطاب/ رضى الله عنه / لاهل ايلياء- والمبدأ الرئيسي والمحوري لبيت المقدس تعد نموذجاً اساسياً للتعديدة الثقافية والتواصل الثقافي والتفاهم المشترك والاحترام المتبادل.وقالت " وبلا شك فإن بيت المقدس يقدم لنا نموذجاً من المساحة المشتركة التي تمكن اناساً من خلفيات متعددة من العيش فيه سوية ومركزاً يزدهر فيه التنوع والتعدد.وشددت الندوة في " بيان ابوظبي" على ضرورة العمل على كافة المستويات لكسر الحواجز التي تقسم عالمنا المعاصر وتفرقة لاسيماً في ميادين التواصل الثقافي والتعليم.. مشيرة الى ان تحسين التفاهم بين الشعوب يتطلب تفعيل التواصل الثقافي الذي يؤدي فقط الى ان تعترف الشعوب بإختلافاتها وتحترمها بل تكون على استعداد للعمل معا في بيئة من التعايش السلمي.ونوه " بيان ابوظبي" الى ان التعليم في مجتمع متعدد الثقافات يشك الوسيلة الاساسية لمواجهة التطرف والتعصب والاستعلاء ويساهم في تحقيق الارضية المشتركة والاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الشعوب والامم والاديان والثقافات.واكد ان هناك حاجة ماسة الى تطوير الدراسات الاسلامية في مرحلة التعليم الجامعي لتلبية احتياجات مجتمعاتنا المحلية والدولية وإعداد خريجين جامعيين قادرين على النهوض بدورهم في تنمية وتطوير مجتمعاتهم.وقال البيان انه من اجل تطوير واقع الدراسات الاسلامية في الجامعات الغربية والمسلمة وتعزيز التواصل الثقافي، والحوار البناء بين الحضارات ومواكبة مستجدات القرن الحادي والعشرين يتعين على تلك الجامعات تدريس الدراسات الاسلامية باللغتين العربية والانجليزية.وركز على ان الدعوة الى التواصل الثقافي والحضاري من خلال التعليم يجب ان تتزامن وتتفق بشكل خاص مع تصحيح المفاهيم الخاطئة والتفسيرات الضيقة عن الاسلام والتي تشكل مصدراً للعديد من المشكلات في مجتمعاتنا.وكان المشاركون في الندوة قد اتفقوا على ضرورة العمل من اجل انشاء معهد اكاديمي وثقافي يهدف الى تعزيز الحركة المتبادلة في المسار المزدوج بين وضمن الشعوب والثقافات والاديان ويعمل على ارساء القواعد اللازمة لجدول الاعمال الجديد للتواصل الثقافي عبر التعليم العالي وعلى ان تشمل رسالته تعليم الاجيال القادمة من العلماء والممارسين العاملين على الصعد المحلية والاقليمية والعالمية لتمكينهم من مواجهة التحديات في مجتمع مفتوح وعالم متنوع ومتعدد الثقافات في القرن الحادي والعشرين. وان يكون المعهد مكاناً للبحوث المتميزة لتفعيل الحوار والتفاهم المتزن للتواصل الثقافي والحضاري وعن الاسلام والدور الذي يضطلع به المسلمون في العالم المعاصر وان يسعى لايجاد البيئة المناسبة للحوار البناء والتواصل بدلاً من الصدام.وقد اقترحت دار زايد للثقافة الاسلامية انشاء هذا المعهد في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تمثل مركزاً للتسامح والتعايش السملي.
|
ثقافة
الندوة الأكاديمية الدولية حول التعددية الثقافية تدعو لإنشاء معهد أكاديمي وثقافي لدعم التواصل الثقافي بين الشعوب والأديان
أخبار متعلقة