أطفال اليمن يرسمون أحلامهم في مهرجان صيف صنعاء
صنعاء / سبأ:لم تحظ فعاليات الطفل باهتمام من قبل مثلما حظيت به في مهرجان صيف صنعاء السياحي الرابع، ومن بين كم هائل من الفعاليات والأنشطة التي يشهدها المهرجان ثقافية، فنية، سياحية، وترفيهية وجد الأطفال مساحة للتعبير عن جزء من آمالهم وأحلامهم الممزوجة بالمرح والترفيه في شكل العاب ورسومات تفوق دلالاتها حدود سنهم الغض.المشرفة على فعاليات المرأة والطفل بالمهرجان نجيبة حداد تشير إلى اهتمام المجتمعات بتنظيم الفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية خلال إجازة الصيف، وسعي القائمين عليها لجذب اكبر عدد من الجمهور لما لذلك من انعكاسات اقتصادية وثقافية وتوجيهية للمجتمع من دون أن يكون هناك مساحة ولو ضئيلة للطفل.وأكدت ضرورة الاهتمام بالأطفال وتنمية قدراتهم وإبداعاتهم وبنائهم البناء الصحيح ومسؤولية الجميع في ذلك أسرة ومدرسة ومجتمعا كونهم يمثلون قادة المستقبل القادم ، مضيفةً « لابد أن نبني جيلا واعيا ونغرس فيه قيم الولاء الوطني والديني ليصبح قادرا على الوقوف أمام أي فكر متطرف ».[c1]المرسم الحر للأطفال[/c]تقول حداد : المرسم الحر للأطفال يلاقي إقبالا كبيرا نظراً لكونه متنفسا للطفل يمنحه الإحساس بالحرية والانطلاق خاصة مع تجمع الأطفال وأجواء الموسيقى وتوفير أدوات الرسم حتى أصبحت الأمهات تقوم بالرسم، لافتة إلى قيام 45 مشرفا ومشرفة بالاهتمام بعملية تنظيم المسرح. وتشير إلى أن المرسم يهدف إلى توعية الأطفال بالسياحة بشكل يومي حتى يقدموا من خلال لوحاتهم منظورهم للسياحة في اليمن وذلك عبر تقديم المعلومة الشيقة والمسلية ، منوهة بتقديم برنامج توعوي بهذا الخصوص كل يوم اثنين ومسابقة ثقافية وسياحية بجوائز فورية لتشجيع الأطفال وتوعيتهم بمعنى كلمة سياحة في اليمن. وتوضح المشرفة أم بحر قيامها مع زملائها بالإشراف على المرسم وتجهيزاته، مؤكدةً حرصهم على الاهتمام بالأطفال والتعامل معهم وخاصة صغار السن بالحب والحنان وتوفير أدوات الرسم لهم.وتنظم ضمن المرسم مسابقة رسم للأطفال تحت الـ 15سنة تهدف إلى خلق نوع من التنافس بين الأطفال وتحفيز مخيلتهم للفوز بالجوائز تحت مظلة السياحة كعنوان للوحات المتسابقة .وأوضحت أن المشرفين على المرسم يقومون كل يوم بجمع اللوحات وترتيبها وترقيمها واستبعاد اللوحات الخارجة على إطار المسابقة، حيث وصل عدد اللوحات إلى ما يقارب 6 آلاف و51 لوحة، لافتةً إلى الاحتفاظ باللوحات الفائزة ومشاركتها في الفعاليات الإقليمية والدولية التي تدعى إليها اليمن بهذا الخصوص. بينما تؤكد المشرفة أم بحر قيامها مع بقية المشرفين بأخبار الأطفال عن مسابقة الرسم ودعوتهم للمشاركة فيها وحصد جوائزها شريطة أن يرسم مناظر أو مناطق سياحية.. مضيفةً « بعد ذلك نقوم بجمع اللوحات حتى نهاية الأسبوع حيث تقوم الأستاذة نجيبة باختيار العشرين اللوحة الفائزة بالتالي نعلق أسماء اللوحات الفائزة لتسليم جوائزها اليوم الجمعة. وعن اللوحات المخالفة لشروط المسابقة تقول حداد : نحتفظ بها كذكرى لصيف صنعاء وخاصة المعبر منها والجميل، منوهةً بأن الأطفال رسموا لوحات خارج إطار المسابقة حول الوحدة اليمنية، المعمار اليمني، مناظر طبيعية وغيرها.وحول من يبت في اللوحات الفائزة تؤكد وجود لجنة برئاستها وعضوية نور باعباد وفاطمة الحريبي ورسامين يمنيين وعراقيين، مشيرةً إلى أنه يتم تقسيم المتسابقين بحسب فئاتهم العمرية.[c1]مسرح الدمى «العرائس»[/c]وضمن فعاليات الطفل تقدم فرقة شباب اليمن تحت إشراف المخرج المسرحي شوقي الخمري أعمالا مسرحية من خلال مسرح الدمى «العرائس» تتكون الفرقة من 7 أولاد أصغرهم علي معوضة 14 عاما وأكبرهم محمد عياش 20 عاما.وأشار المخرج المسرحي شوقي الخمري إلى أنه تم التنسيق بين الوكيل ووزارة السياحة لتقديم 6 أعمال مسرحية حول الترويج السياحي وبطريقة مبسطة توصل المعلومة للطفل من خلال مسرح الدمى وبأصوات الفرقة بالإضافة إلى بعض المعلومات الإرشادية.وأكد أنه تم اختيار مسرح الدمى نظرا لما تمثله الدمية في حياة الطفل، يقول : اعتقد أنها تكون أكثر قربا ومصداقية عند الطفل وأقوى من الظهور المباشر أمامه لتعلقه في هذه السن بالألعاب والدمى بالإضافة إلى اختيار فنانين صغار. ويلفت المخرج الخمري إلى أن عروض المسرح تهدف إلى الترويج السياحي وإيصال معلومات للطفل وإثراء معلوماته حول الأماكن السياحية في اليمن وموروثها الفني والديني والأدبي، موضحاً قيام نجيبة حداد بكتابة النصوص المسرحية نظراً لتجربتها الطويلة في التعامل مع أعمال وأدب الطفل.ويفيد أن نسبة الإقبال على المسرح كبيرة إلى درجة أن أعدادا من الجمهور لا يستطيعون مشاهدة المسرحية، مبيناً ما يحتمه مسرح الطفل من جهد وأفكار مبسطة لإيصال المعلومة إلى الطفل بما ينمي مداركه ومعارفه.وتشير حداد إلى تقديم عدد من الأعمال من خلال مسرح الدمى منها رحلة إلى وادي الضباب وأخرى إلى محمية عتمة، مدينة زبيد مدينة العلم والعلماء، رحلة إلى حجة قدمته فرقة من المعاقين، ورحلة إلى حضرموت، منوهةً بأن الاختتام سيكون بعرض رحلة إلى عرش بلقيس بمأرب.[c1]الألعاب الشعبية [/c]ومن ضمن برامج الطفل الألعاب الشعبية التي تجسد التراث الشعبي الغني من مختلف محافظات الجمهورية فيما يتعلق بألعاب الأطفال.تقول نجيبة حداد« حرصنا على أن نحيي التراث الشعبي في الألعاب الشعبية نتيجة لغيابه عن الساحة نظراً للحداثة والتقنية كالفضائيات والكمبيوتر وغيرها التي أبعدت أطفالنا عن التواصل مع هذا التراث الذي يوشك أن يندثر».ويشير المسؤول عن الألعاب الشعبية إبراهيم الصوفي إلى الجهود التي بذلت خلال عملية البحث عن هذا التراث الشعبي وجمعه من مختلف المحافظات منذ أن كلفته نجيبة حداد بهذه المهمة عام 2006م ، مضيفاً « حرصت على أن يشمل بحثي معظم الألعاب الشعبية من خلال زيارة معظم المحافظات ومعرفة ألعابها التراثية أو التواصل مع أشخاص من المحافظات التي لم أزرها لمعرفة ألعابها».ويؤكد توثيق 122 لعبة تراثية منها « الوقل، سباق الشوالات، الغميضة، البيضة، صيد السمك، الخال، سبعة صاد، الحريقصة وغيرها »، منوهاً بمحاولته إصدار هذا التراث في كتاب حرصاً عليه من الاندثار في ظل وجود الألعاب الالكترونية والحديثة.ولفت إلى مدى إعجاب الزائرين للمعرض ومدى إقبال الأطفال والكبار على تلك الألعاب، مشيراً إلى تنظيمهم لمسابقات في هذه الألعاب بجوائز تشجيعية كل يوم خميس طوال فترة انعقاد المهرجان بهدف إحيائها.[c1]أفلام توعوية [/c]وتشير حداد إلى عروض الأفلام كل يوم أربعاء بعد انتهاء فعاليات المرسم الحر عقب المغرب وحتى الثامنة مساءً من خلال عرض أفلام توعوية محلية حيث تم عرض « فيلم سلمى ، وفيلمين كرتونيين حول مشكلة تعليم الفتاة، والاختطاف والرهان الخاسر »بالإضافة إلى عرض بعض قصص الأنبياء، مبينةً أن هذه الأفلام تهدف إلى توعية الأطفال والشباب ببعض المشكلات المجتمعية.وتختم حداد بقولها : هذا بالإضافة إلى المسابقات الثقافية والسياحية كل يوم اثنين بجوائز فورية من خلال أسئلة ثقافية وسياحية وتقديم مواهب للأطفال في الشعر والغناء فضلا عن عروض الأزياء الشعبية كل يوم ثلاثاء حيث قدم الأطفال عرض أزياء 16 محافظة وأزياء بعض المهن والحرف.