صباح الخير
في المهرجان التضامني مع صحيفة 14 أكتوبر ورئيس تحريرها والعاملين فيها حضر الصحافيون والصحافيات وغابت نقابتهم، لتثبت للجميع أنها غدت تسير في فلك تلك المنظمات التي تدعي تمثيل المجتمع المدني، بينما هي في الحقيقة تتبنى مشاريع أخرى لاعلاقة لها بالمهنة أو حقوق المنتمين لها أو بالأهداف التي وجدت من أجلها..وفي المهرجان ذاته الذي شهدته ساحة الديمقراطية صباح الثلاثاء تعرى أدعياء الحرية والمتنطعون بالديمقراطية والمزايدون على حرية الرأي والتعبير، حينما أحجموا عن الانضمام إلى زملائهم وزميلاتهم الذين جاءوا إلى تلك الساحة لإدانة التكفير والتهديد والإرهاب واستخدام الدين وتسييس المساجد ودور العبادة.. لقد أثبت أولئك الأدعياء أنهم يسيرون في فلك الفوضى والزيف والمكايدة والمناكفة والتطفل على المهنة وحقوق منتميها بلا ضوابط.. بلا مشروعية.. بلا قضية.. بلا قيود.. بلا قيم..ومثلما يرتدي حملة مشروع الطلبنة ثياب الدين والعقيدة لبث سموم التشدد وثقافة الإقصاء ومنهجية العنف والدمار، كذلك يفعل أقرانهم ممن يحاولون القفز على القوانين النافذة، والنيل من النهج الديمقراطي والإساءة إلى الحرية المكفولة، واستغلال مناخات الحرية والديمقراطية لممارسة الفوضى وانتهاك حقوق وحريات الآخرين، وتكريس ثقافة الفوضى على أنها الحرية.. وهم بذلك لا يتبنون حقاً مطلبياً مشروعاً أو قضية ذات صلة بالحرية أو الديمقراطية أو المستقبل، بل إنهم يمضون ويحاولون أن يدفعوا بالناس إلى المضي في تنفيذ المشاريع الصهيونية الهادفة تفكيك المجتمعات وخلق الإشكالات والزوابع المندرجة تحت ما يسمى بـ "الفوضى الهدامة" التي لا غاية لها ولا هدف سوى تقويض الأنظمة وزعزعة الثقة بين مكونات المجتمعات.ومثل هؤلاء وأولئك يفعل الغارقون في مستنقعات المناطقية والفئوية والعنصرية والسلالية والجهوية وغيرها من المسميات التي صمت آذاننا بهرطقات وشعارات الموتورين من حسين الحوثي إلى شحتور.. ومن حقوق المتقاعدين إلى مجلس التضامن.. ومن أدعياء الغيرة على مواطني الجعاشن إلى حملة مشاريع الفدرلة.. ومن تبرير جنون التمرد إلى شرعنة القتل والتهديد والإرهاب والتحريض.. ومن التسويق لدعاوى الصوملة واللبننة والصهينة، إلى استخدام أعراض الناس في المماحكات السياسية، إلى تسخير الصحف والأقلام ومنظمات المجتمع المدني للدفاع عن المجرمين والخارجين على القوانين وأرباب وربات السوابق الجنائية والأخلاقية..إنها الفوضى.. إنه التقويض.. إنه التآمر.. إنه الزيف.. إنه التدليس.. إنه التكالب على الوطن والوحدة والنهج الديمقراطي والاستقرار والسلام.. إنه العداء المطلق للحياة والمستقبل.. إنها الحرب العلنية ضد ثوابت الوطن ومنجزات الوطن ودستور البلاد وقوانينها النافذة.. إنها المواجهة المعلنة لكل خطوة بناء وتنمية وسكينة.. إنه التضاد مع المشروع التقدمي التنموي النهضوي الديمقراطي الذي يشهد وطن 22 مايو تحقيق مفرداته على مختلف الأصعدة..إنه الفكر الشمولي.. إنها العقول الصدئة.. إنه النزوع إلى ثقافة الإقصاء.. إنها مخرجات التعبئة الرجعية الاستبدادية المتخلفة.. إنه السقوط العظيم في وحل الكفر بالمستقبل بما هو عليه أمل وانفتاح وحوار وتنمية وازدهار وتقدم..ولأننا أمام خطر بهذا الحجم وبتلك الصور المتعددة فليس أمامنا سوى الاصطفاف الجاد لمقاومة وردع وتعرية مشاريع الطلبنة والصهينة واللبننة والصوملة.. حماية لديننا وقيمنا ووطننا ووحدتنا ومشروعنا التنموي الديمقراطي الحضاري.. و لانامت أعين الحاقدين.