واشنطن / وكالات :تتجه المعركة السياسية بين البيت الأبيض والأغلبية الديمقراطية في الكونغرس إلى مرحلة حرجة مع إصرار الرئيس جورج بوش على رفض تحديد جدول زمني للانسحاب من العراق.ويرسل الكونغرس إلى بوش غداً الثلاثاء القانون الذي تبناه مجلسا النواب والشيوخ الأسبوع الماضي ويقضي بتخصيص 124 مليار دولار للحرب، ولكنه يربط ذلك ببدء انسحاب الوحدات المقاتلة من العراق بحلول أكتوبر المقبل.وكان البيت الأبيض قد أعلن أن بوش سيستخدم حق النقض الرئاسي على القانون فورا وربما في نفس اليوم الذي يصل إليه. ويشار إلى أن الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس لا تكفي لتجاوز حق النقض الرئاسي. وفي ضوء ذلك بدأت خلف الكواليس مناقشات بين نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري للتوصل إلى صيغة حل وسط تكون مقبولة لدى الرئيس.وقد دعا بوش بالفعل قادة الحزبين إلى اجتماع في البيت الأبيض الأربعاء المقبل لمناقشة محاولة ثانية بخصوص صياغة مشروع قانون التمويل الإضافي للحرب. وضمن الحلول المطروحة لتجاوز هذه الأزمة تحديد معايير وأهداف يتم من خلالها قياس مدى التقدم الذي تحقق في العراق.وقد التقى زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد مع زعيم الجمهوريين ميتش مكونيل لبحث الموضوع، ومن المقرر أن يلتقيا مجددا اليوم الاثنين. وصرح ريد مؤخرا بأن بوش خسر الحرب في العراق، ما عرضه لانتقادات من الجمهوريين الذين وصفوه بالانهزامي.وناقش رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ كارل لفين صياغة مشروع قانون جديد سيقيس التقدم الذي تحرزه الحكومة العراقية في تحقيق أهداف معينة مثل إقرار تشريع لاقتسام عائدات النفط "بطريقة عادلة" في العراق.وأشار مكونيل وجمهوريون آخرون بالكونغرس إلى استعدادهم لقبول هذا النهج، وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض رفض الكشف عن اسمه إن هذا يعد "نقطة مبشرة".ولا يحبذ البيت الأبيض والكثير من الجمهوريين أي نهج يؤيده بعض الديمقراطيين يكون من شأنه تقليص المساعدات للحكومة العراقية إذا فشلت في تحقيق الأهداف المحددة.وعلى مسار منفصل تحدث العضو الديمقراطي لمجلس النواب جون مورثا - وهو من المنتقدين للحرب - عن مشروع قانون لا يتضمن تحديد مواعيدـ لكنه سيمول الحرب لشهر أو شهرين فقط.لكن مدير الميزانية بالبيت الأبيض روب بورتمان اعتبر أن أي قانون قصير الأمد سيمثل عائقا أمام التخطيط العسكري.وواصل النواب الديمقراطيون حملتهم ضد الحرب، وخاطب عضو مجلس الشيوخ باراك أوباما وزميلته هيلاري كلينتون أمس تجمعا مناهضا للحرب في كاليفورنيا. يشار إلى أن أوباما وهيلاري يتنافسان للفوز بترشيح حزبهم في انتخابات الرئاسة عام 2008. وقالت هيلاري إن أول شيء ستقوم به في حالة فوزها بالرئاسة هو إنهاء الحرب في العراق.ومن المفارقات أن القانون سيرفع إلى بوش في اليوم الذي تحل فيه الذكرى الرابعة لخطابه الذي ألقاه بوش على متن حاملة طائرات وأعلن فيه انتهاء العمليات القتالية الكبرى في العراق.
المعركة السياسية في أمريكا تتجه إلى مرحلة حرجة مع إصرار بوش على رفض جدولة الانسحاب من العراق
أخبار متعلقة