أ.د / عبدالله محمد المجاهد :التلاحم ووحدة الارض والانسان ... خيار وهدف سام من اهداف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر .. وبتحقيق هذا الهدف بكل ابعاده سوف يجد كل باحث أن اليمن وكل من يعيش على امتداد الخريطة اليمنية ما تكمله من امكانيات متاحة من ارض وبيئات متنوعة ، وإنسان قادر على العطاء عندما يتم لاعداد الجيد والذي يمكنه من التفاؤل والادراك بان عظمة الوحدة تحقيق اهداف الثورة – هدف نبيل منجز لا يمكن أي منجز اخر ان يعلو عليه حتى يرث الله الارض وما عليها . واليوم ونحن نحتفل بمرور سبعة عشر عاما على قيام هذا الوطن وقيادته بتجاوز مخلفات الماضي باعلان اعادة الارض والانسان اليمني في 22 مايو 1990م والذي كان كان لمدينة عدن شرف اشراق هذا اليوم متوجه الملاحم النضالية للوطن اليمني وعلى امتداد الخريطة اليمنية بكل وديانها وجبالها وسهولها وصحاريها .. فمدينة عدن كانت هي المدينة والبيئة الخصبة التي احتضنت رواد حركة التحرير وتنمية الروح المعنوية للتخلص من النظام الامامي الكهنوتي المتخلف الذي كان جاثماً على جزء غال من هذا الوطن والجزء الاخر تحت سيطرة الاستعمار البرياطني البغيض ... اذا كان احرار اليمن امثال الزبيري والموشكي والحكيمي والنعمان ودماج وابو راس هؤلاء وغيرهم كانت عدن مصدراً مكنهم وغيرهم من الاحرار الذي لا يتسع الوقت لذكرهم ومن خلالهم كانت البدايات الاولى لاشعال الثورة .. وفي صنعاء وتعز وذمار واب ومدن اخرى ملاذا وبيئة مكنت العديد من الاحرار من الاعداد والتفاعل والتواصل مع غيرهم في عدن ولحج والمكلا بما في ذلك التواصل مع احرار اليمن في الخارج . كل تلك التراكمات والنضال دون كلل وملل وتقديم التضحيات والدماء الزكية الطاهرة للوصول الى مرحلة النضج والتخلص من النظام الامامي والاستعمار وقيام الثورة اليمنية ( سبتمبر – واكتوبر ) وصولا الى استكمال الطريق المعبد للوصول الى ذلك اليوم العظيم وهو الثاني والعشرين من مايو عام 1990م للميلاد عندما حدد الشعب اليمني بكل فئاته وقطاعاته حدا فاصلا بينه وبين التشطير لتوحيد البيت الواحد .. الذي مكن رواد الحضارة اليمنية القديمة العملاقة من صناعة المعجزات بامكانيات تقودها قيادة واحدة واستغلال كل ماهو متاح وكل ما هو مطلوب لرخاء الانسان ... وها هو اليوم يؤكد بان الحضارة لا تموت وانه قادر على اعادة الوجه المشرق للخريطة اليمنية وان يجعل من كل فرد في هذا الوطن عنصر للبناء والتنمية . وخلال مسيرة الوحدة ودخولها العام الثامن عشر .. لا يمكن لجاحد او متكبر ان ينكر او يتغابى .. لتلك المنجزات التي تحققت خاصة تلك المنجزات المرتبطة بالبنية الاساسية من تعليم عام ، جامعي ، واحداث قفزة نوعية بربط الوطن بشبكة متطورة في مجال الاتصالات والطرق ونمو معماري شمل كل المحافظات الوطن الى غير ذلك من المنجزات التي يصعب حصرها في هذا الحديث المختصر . واذا كانت الطموحات لا تتوقف نجد ان الوحدة المباركة هي التي سوف تمكن اليمن واليمنيين من الاستغلال الامثل لمواردهم الطبيعية خاصة تلك الموارد التي سوف تمتمكنهم من الثبات والثقة المتكاملة .. اذ تاتي في مقدمة تلك الموارد الاراضي الزراعية المتباينة التي ولا شك هي قادرة على اشباع اهلها وتمكينهم من المحافظة على وطنهم وحريتهم ومنجزاتهم وفي مقدمة ذلك منجز الوحدة الكبرى الهدف الذي لا يعلو عليه أي هدف و المنجز الذي لايعلو عليه أي منجز . وبرحلة سريعة نتجول معكم ومع كل من يقرأ هذا المقال ومن خلال صحيفة 14 اكتوبر لزيارة وديان اليمن للتعرف على بعض خصائصها ... لمتضي هذه الرحلة القصيرة الطريق لاهم متطلبات المرحلة القادمة .. واهم المنجزات الضرورية والمطلوبة تحقيقها في السنوات القادمة لتأمين الغذاء والكساء لشعب يتزايد سكانه يتزايد اعتماده على مصادر خارجية تمده بالغذاء والكساء وصولا الى ابسط المستلزمات التي تستنزف كل يوم وليلة ما هو متاح من اموال وواردات مصدرها في الاساس الموارد النفطية . وبرحلة بدايتها مدينة عدن التي كانت هي البداية لاعلان توحيد الارض او الانسان هذه المدينة التي وصفها لسان اليمن المرحوم الحسن الهمداني بانها اهم المدن تهامة فتهامة المحصورة بين الجبل والبحر والتي تستقبل وادي تبت ودلتا ابين هذان الوديان في مقدمة وديان تهامة التي تصب جنوبا مرورا باودية موزع ، رسيان ، نخلان ، زبيد ، رماع ، سهام ، سردد ، ومور ( ميزات اليمن الغربي ) وصولا الى وادي حرض وهذه وديان اليمن الي تصب غربا والتي تتميز بمناخها الحار الرطب وغزارة السيول التي تتدفق والمؤهل باستكمال الحواجز والمنشأت المائية التي تؤهل الاراضي الزراعية في هذه البيئة لانتاج المحاصيل التي تتناسب ومناخها واستغلال ما تحتضنة وديانها من اراضي صالحة التي تستغل منها من ( 5- 10 %) فقط . ومرورا بتهامة باتجاه الشمال الغربي في رحلة بتلك الوديان التي ترتفع عن سطح البحر تدريجيا في تعدد واضح للبيئات والمحاصيل والنباتات التي تميزها عن غيرها من مناطق اليمن المختلفة ... وبمرور وادي بني قيس ووديان حجة او تلك الاراضي والوديان التي تقع في نطاق محافظة المحويت وصولا الى تلك السهول الواسعة في مناطق البطنة والعشة وخيوان والقيعان الواسعة مثل قاع البون الشاسع ، وغيرها من القيعان التي تمتد من سهل صعده شمالا مرورا بسهل العمشية وسفيان وسهول خيوان وورور وسنوان والخارد وكلما اتجهنا جنوبا من البون نجد قاع سنعاء وقاع جهران وقاع الحقل انس وقاع بكيل مرورا بقاع ذمار والديلمي ومن ثم سهول خبان والسحول والوصول بعد ذلك الى قاع الجند الذي ترتبط به اوديه حيمه تعز ... وعندما نتحدث عن الوديان فنجد سلسله جبال السرات التي يتخللها العديد من الوديان الخصبة ومصدرا رئيسياً لتغذية الوديان التي تصب غربا وجنوبا واذا ما ادركنا بان المرتفعات الشرقية من خصائص تميزها عن غيرها وجعلها مع غيرها من الاراضي والوديان على امتداد الخريطة اليمنية ومصدر التكامل الانتاج وتعدد المحاصيل وتنوعها .. وعندما نستمر في هذا الوصف السريع المختصر ونحن في اتجاه مشرق اليمن ومن منطقة الخارد وفي اتجاه الجوف نجد المساحات الواسعه والصوافي الخصبة ومنها تلك التي تخترق الرمال كل ما اتجهنا شرقا وشمالا نحو خب وشعت متجهين نحو مارب وحريب وبيحان ومرخة ونصاب وصعيد والهجلة الحمراء ووادي الجنات وصولا نحو تلك الوديان المحصورة بين جبال من الرمال في حزر وثمود ورماح وبمواصلة النقطة التي بدأنا بها من اودية لبين وتبن لنتجه صوب اودية المحفد والوصول الى اودية حضرموت الساحل واودية حضرموت الوادي متجهين الى سيحوت في المهرة ووديانها ... وهذا لا يكفي لتوضيح العديد والعديد من الوديان والخصائص البيئية والمحصولية التي تمكن اليمن من تامين احتياجاته من الكساء والغذاء وعلى وجه الخصوص تلك الضروريات الاساسية التي نستوردها من الخارج وفي المقدمة محاصيل الحبوب والبقول والمحاصيل الصناعية الزيتية غيرها .. وفي الاخير ان عنوان هذا المقال بحاجة الى صفحات وصفحات لنؤكد بما لا يدع مجالا للشك او التردد بان مسيرة العطاء لوحدة اليمن المباركة سوف تقودنا الى تحقيق الاهداف ... مدركين بان ما تحقق من بنية تحتية تؤهلنا الى اتسغلال الارض وتوفير الغذاء والكساء وايجاد صناعات غذائية تعتمد على ماسوف تدره الارض من خيرات ، باستغلال الارض ومعها تلك الثروة الهائلة من ثروة سمكية واحياء بحرية تجعل منها في مقدمة الموارد وفي المرتبة الاولى على وجه الخصوص قبل النفط والمعادن . تحية للثورة اليمنية ...... والى ذلك اليوم العظيم 22 مايو عام 1990 ... ورحمة لشهداء الثورة والوحدة .
أخبار متعلقة