شوقي عبد الرقيب القاضي : نبارك للعريسين العراقيين ـ من مدينة الناصرية ـ زفافهما الميمون ، وندعو لهما أن يكون زواج الدنيا والآخرة، ومن حقهما كزوجين وشريكين أن يختارا لعرسهما أية طريقة طريفة وبديعة ، وقد فعلا وبحسب قناة العربية [ الأربعاء 30 ديسمبر المنصرم / برنامج صباح العربية ] كان زفافهما على [ جرَّافة / حرَّارة / تراكتور ] أو كما يسميها حبايبنا العراقيون [ شفل ]!! لكن الذي حيَّرني وأحببت أن أناقشه هو أن هذين العروسين الجميلين اتفقا على تسمية مولودهما الأول بـ [ شفل2009 ] .. تصوروا هذا الطفل يكبر ويخالط الناس واسمه [ جرَّافة ] .. ويتعلم وربما احتل مكانة علمية مرموقة واسمه [ جرَّافة ] .. ويتقدم لخطبة شريكة حياته [ ندى أو زهور أو ألطاف ] واسمه [ جرَّافة] .. وربما ساقته الأقدار لمواقع ومناصب واسمه [ جرَّافة ] .. هل سيكون سعيداً بهذه التسمية ؟! الله أعلم .. وربما لا أعتقد .حكا لي صديقي العراقي أن له صديقا اسمه [ لوري مقلوب ] وسبب التسمية أن أمه عندما أسعفت في حالة وضعها به انقلبت بها سيارة الإسعاف جوار سيارة نقل متوسطة تسمى [ لوري ] فاختارا له هذه التسمية من باب الحادثة التي رافقت مولده ومن باب الوقاية من العين !!! ولا أدري على ماذا ستصيبه عيون الحساد !! وهناك ممن نعرفهم يتمنون تغيير أسمائهم وأسمائهن ، ويترحمون على والديهم أنهما ـ غفر الله لهما ـ لم يكونا موفقين بهذه التسمية ، واسألوا المحاكم والمدارس عن شباب وفتيات لهم أسماء مزدوجة ، بل وعن شباب اختاروا لأنفسهم أسماء غير التي اختارها آباؤهم وآباءهن. إن تسمية المولود ـ أيها السادة والسيدات ـ هي من حقوق الطفل ، وليست من ممتلكات ومقتنيات الآباء والأمهات وبموجب مزاجهما وعلاقاتهما وذكرياتهما ومحط إعجابهما فقط ، كما نوهت لذلك السيدة فيروز في أغنيتها [ أسامينا ]. إن على الآباء والأمهات أن يختارا لمولودهما الاسم الذي سيتشرف به ، وستطيب به نفسه في زمانه ومكانه وبين أقرانه وجيله امتثالاً لنداء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: إن من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه. وكان صلى الله عليه وسلم يشير على بعض أصحابه بتغيير أسمائهم من [ صعب ] إلى [ سهل ] ، .. وغيرها كثير .. والروايات في ذلك متعددة.ختاماً .. أناشد العريسين العراقيين [ عبد الرحمن وميسون ] أن يتراجعا عن تلك التسمية [ جرَّافة2009 / شفل2009 ] ويختارا لمولودهما اسماً جميلاً كجمال اسميهما وكروعة عرسهما.