محمد عبدالجليلالم اقل لكم سلفاً: ان العيد لم يكن واحداً عند الجميع.. فقد كان لكلٍِِِِِ عيده، وبحجمه، وعلى قدر النقود التي في جيبه والبعض وهم القليل في مجتمعاتنا العربية والإسلامية هم الذين يعيشون كل أيام العام أعياداً في أعياد وهؤلاء القلة لا يتجاوزون في عددهم الـ 5% من السكان بينما الأغلبية السكانية أصبحت الأعياد المحددة بيومين في العام إلى نوم، بل إلى تناوم لأنهم لا يملكون السيارات والنقود ليقضوا أوقاتاً أجمل خارج بيوتهم، وربما خارج مدنهم وقراهم.جرى ذلك في كل الأعياد الماضية وتجري اليوم أيضاً، ولو بنسبة أقل حدة مما مضى والسبب هو إبقاء التفاوت الكبير بين دخولات الناس، وبقاء العطالة أو البطالة تكبح البعض في ان يعيشون حياتهم بصورة طبعية وسوية أضف إلى ذلك تصاعد الأسعار في كل شيء دون رقيب أو حسيب وانحسار القيم الإنسانية والأخلاقية في علاقات الناس والروابط التي تربطهم معاً في مختلف الأطر والمستويات بحيث أصبح كل يفكر فقط في نفسه.هكذا اوحت لنا بعض مشاهد العيد الغريبة والعجيبة على الأقل في المدينة التي قضينا فيها العيد وهي مدينة إقامتنا الدائمة منذ خمسة عقود من الزمن، ولمسنا قدراً كبيراً من الحساسيات والمفارقات، ومن أحاسيس البعض والكراهية بين الناس ومشاعر الجحود والغطرسة والتعالي عند البعض ومشاعر النفور والانطواء عند البعض الآخر من جراء هذا التفاوت الفج في مستويات حياة الناس وكأننا لسنا مجتمعاً واحداً، ولا نقع تحت مسؤولية دولة وحكومة واحدة.أصابني الدوار والغضب من منظر المتسكعين والبلاطجة والصعاليك، ومنظر الشحاتين والمجانين الذين يلاحقون السيارات الفارهه من كل شكل ولون، وأصابني ذلك المنظر بقدر كبير من المهانة والإبتذال وهذه الحالة لم أرها من قبل وحري بناء العمل الجاد والملح لمسح هذه العيوب التي يريد البعض لصقها بالوحدة والديمقراطية وهي بريئة منها براة الذئب من دم ابن يعقوب نتمنى ان تتلاشى سريعاً مثل هذه المظاهر الفجة.
|
تقرير
مفارقات العيد
أخبار متعلقة