لدى افتتاحه المنتدى الثالث لتعزيز القدرات الإحصائية ..ظ
صنعاء /سبأ: أكد الأخ عبدالكريم إسماعيل الأرحبي نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي أهمية توافر المعلومة الدقيقة في البناء المؤسسي و في اتخاذ القرارات و رسم السياسات التنموية السليمة . جاء ذلك في كلمة ألقاها الأرحبي بافتتاح المنتدى الثالث لتعزيز القدرات الإحصائية العربية و الاجتماع الإقليمي لقياس التقدم في المجتمعات الذي بدأ أعماله أمس بصنعاء ويستمر ثلاثة أيام، وقال"ان كثيراً من المؤسسات سواء على المستوى الوطني أو العربي لا تزال تعاني من نقص البيانات ..كما ان هناك من لا يزال يعيش في الهاجس القديم الذي ورثناه من فترة الحكم الشمولي الذي ظل يعتبر الحصول على المعلومة نوعا من المؤامرة وأن استخدام البيانات قد يهدد أمن و استقرار الوطن رغم ان من يحتاج إلى بيانات يستطيع الحصول عليها من أماكن أخرى" .وأشار إلى أن الحكومة تجري حاليا الترتيبات لتوسيع عملية إتاحة البيان للمستخدمين لما لذلك من أهمية قصوى في عملية التنمية الشاملة والتخطيط السليم ، وقال " إذا أردنا الدفع بالقطاع الخاص لقيادة عملية التنمية فينبغي أن نوفر له البيانات الكافية التي يحتاجها في عملية البحث و التطوير و نسهل عملية الحصول عليها من غير تحفظ". و أشاد بالدور الرائد الذي يقوم به الجهاز المركزي للإحصاء من أجل جمع المعلومات ومعالجتها وتوفير البيانات وإتاحتها للمستخدمين بشكل مهني دقيق نال إعجاب الكثير من الدول و المنظمات الإقليمية والدولية .. معبراً عن أمله في أن يوجد المنتدى الثالث لتعزيز القدرات الإحصائية الحلول و المعالجات الناجعة الكفيلة بإزالة المعوقات التي تواجهها أجهزة الإحصاء العربية .من جانبه أشار الدكتور أمين محيي الدين رئيس الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن المنتدى يهدف بشكل أساسي إلى مناقشة تجارب الدول العربية فيما يتصل بالإستراتيجيات و تصميمها، لافتا إلى أن اليمن تعد من أوائل الدول التي أعدت إستراتيجية وطنية للإحصاء.وأوضح أن انشغال المسؤولين في الجهاز خلال العامين الماضيين في عمليات التعداد و المسوحات السكانية المتنوعة التي نفذها الجهاز حالت دون التمكن من تنفيذ هذه الإستراتيجية مؤكداً أن عملية تنفيذ الإستراتيجية ستتم خلال المرحلة القادمة . وقال إن هناك دولاً عربية عديدة لاتزال في طور إعداد استراتيجيات وطنية لها، مشيرا إلى أن عملية التعامل مع المانحين ستكون أسهل أمام الدول التي انتهت من إعداد الإستراتيجية الوطنية للإحصاء الخاصة بها . وأشاد بمستوى الإستراتيجية الوطنية اليمنية للإحصاء و التي أشرف على إعدادها رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الماليزي و هو يعد اليوم واحدا من كبار خبراء البنك الدولي .وأوضح الدكتور محيي الدين أن الاجتماع العالمي لقياس التقدم في المجتمعات الذي سيعقد اجتماعه التمهيدي عقب هذا المنتدى في اسطنبول يهدف إلى مراجعة المؤشرات التي يتم على ضوئها حساب التقدم في المجتمعات .و استعرض الأخ لوئ شبانة رئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى بعض المحطات الرئيسة في تأريخ المنتدى منذ فكرة تأسيسه في العام 1990م .. مشيرا إلى أن الهدف من المنتدى هو اطلاق حوار شامل بين المنتجين و المستخدمين للبيانات و تعريف المؤسسات الدولية على النظام الإحصائي العربي و إعطاء زخم للجامعة العربية لتقوم بدور قيادي للعمل الإحصائي العربي على المستوى القومي. وأوضح أن اللجنة المنظمة المكونة من فلسطين و اليمن وعمان والأردن ومنتدى الشراكة الإحصائي في القرن الواحد والعشرين (باريس 21) عقدت خلال العامين الماضيين سلسلة من الاجتماعات الهادفة إلى جعل المنتدى الثالث مميزا يخدم قضايا الإحصاء العربي بشكل إيجابي و يسهم في تبادل الخبرات بين أجهزة الإحصاء العربية . فيما أكد راؤول سواريز المنسق العام لمشروع (ميتاجورا) - باريس 21 أهمية المنتدى باعتباره يدعو إلى تعزيز القدرات الإحصائية في الدول النامية لتمكينها من تحسين قدراتها التخطيطية.وقال " إن المنتدى الثالث لتعزيز القدرات الإحصائية الذي يعقد حاليا في اليمن يمثل فرصة للاطلاع على التجربة اليمنية في مجال الإحصاء، ، منوها بما سيسهم به المنتدى على صعيد مناقشة الاستراتيجيات والسياسات العربية والإقليمية والدولية وتشجيع الحوار الفعال بين منتجي الإحصاءات لتأسيس إستراتيجية وطنية ينهجها الجميع من أجل ضمان صحة إتخاذ القرار. وأضاف سواريز : نحن في هذا المنتدى اجتمعنا من أجل مناقشة العديد من القضايا الهامة التي تحتاج إلى خبراتنا جميعا لوضع خطة عمل و آلية لتسهيل إحصاء المعلومات و تطويرها بما يواكب العصر في عملية حصر المعلومات في شتى القضايا المعاصرة في جميع أرجاء العالم.وشدد على أهمية تأسيس إستراتيجية وطنية للاحصاء في جميع الدول العربية معربا عن شكره للجامعة العربية و مركز الإحصاء الفلسطيني و منظمة الأسكوا في لبنان على تعاونها في تنظيم هذا المنتدى. و بدأ المنتدى امس بمناقشة جدول أعماله باستعراض عدد من أوراق العمل المدرجة على جدول الأعمال و منها ورقة عمل حول تعزيز المشاركة العربية في النظام الإحصائي الدولي أستعرضها بول تشونغ عن اللجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة. و في الجلسة الثانية التي حملت عنوان (التقدم في تصميم وتنفيذ إستراتيجيات الإحصاء الوطنية في الدول العربية ) جرى استعراض ورقتين (القضايا المتعلقة بتصميم وتخطيط وتنفيذ الاستراتيجيات الإحصائية ) و (الدروس المستفادة من دراسة وتقييم الأنظمة الإحصائية في منطقة الاسكوا). و استعرضت الجلسة الثالثة ورقتين حول الدروس المستفادة من التجربة التونسية في تطبيق الاستراتيجية الإحصائية ومتطلبات تطبيق الإستراتجيات .. فيما جرى خلال الجلستين الرابعة و الخامسة مناقشة خمس أوراق عمل حول تمويل الاستراتيجيات مع استعراض التجربة الفلسطينية في هذا المجال .