معالم وآثار
غرونوبل مدينة شتوية (هي صيفية فقط لمحبي التخييم في الجبال والطيران الشراعي ومشاهدة أجمل المناظر الطبيعية في جبال الألب الشهيرة). لكنها شتوية، لأنها مقصد كل هواة التزلج على الثلج الى جانب اللعب عليه، ليس من فرنسا فقط بل ومن أوروبا كلها. وتبلغ أقرب نقطة تزلج مسافة نصف ساعة في السيارة عن وسط المدينة الذي يتميز بصغر حجمه وبإكتنازه بالأماكن الهامة التي شكلت تاريخ فرنسا الحديث.للمدينة تاريخ بعيد وعريق في الآن نفسه، وهي ليست مدينة حديثة نسبياً، بل تعد من أقدم المدن الفرنسية، وكان لها في التاريخ الحديث والقديم محطات كثيرة من المهم تسجيلها لكي لا تضيع سدى في زحمة أرجل السياح على سفوح التزلج الشهيرة في الألب.أول إشارة وردت في المصادر التاريخية عن غرونوبل كانت في العام 43 قبل الميلاد، حين كانت تسمى Cularo ولم تكن سوى قرية أراد الحاكم الروماني في ذلك الوقت تحويلها الى مدينة شبيهة بفيينا وفالنسيا اللتين كانتا بحكم وجودهما في أماكن استراتيجية، من أهم المدن لقرون عديدة. في العام 256 ميلادية بلغت مساحتها تسعة هكتارات فقط، وتم في ذلك الوقت بناء الجدار الذي يسيجها على مثال معظم المدن القديمة من كافة الجهات. حيث كانت تتخلل هذا الجدار عدة أبواب للمدينة التي لا تبعد عن إيطاليا وسويسرا سوى عشرات الكيلومترات. مع ذلك فقد بقيت قرية الى أن جاء قرار الإمبراطور Gratien بتحويلها الى مدينة وتم تبديل اسمها الى غرونوبل وهو الاسم الذي لا تزال تحمله لغاية اليوم. وهي أكبر مدينة على ضفاف نهر إيزير التي يضمها إقليم Rhône-Alpeالتي أكبر مدنه ليون Lyon المدينة الثانية في فرنسا من حيث عدد السكان ومن حيث الأهمية أيضاً بعد العاصمة باريس. بفضل موقعها الجغرافي بين سلسلة جبال الألب، فإن غرونوبل عانت عبر التاريخ من عدد من الكوارث الطبيعية تمثل معظمها بفيضانات كبيرة هدمت أجزاء مهمة منها. ولغاية اليوم، فإن غرونوبل من مدن قليلة في العالم، التي تعوم على بركة جوفية من المياه التي تتسرب الى باطن الأرض في موسم ذوبان الثلوج على قمم الألب المحيطة.ولهذا فإن وجودها في منطقة نائية عن وقوع الزلازل لم يجنبها الفيضانات التي تحدث في أحيان كثيرة وفي أزمنة مختلفة. ففي العام 1191 تعرضت قرية مجاورة لها الى إنهيار في الجبل الأمر الذي أثر كثيراً عليها وسد منافذ الأراضي السويسرية القريبة، كما أن الإنهيار نفسه حبس النهر الذي يمر اليوم من المدينة.أما في العام 1219 فقد تسببت الفيضانات الشهيرة التي أصابت منطقة الألب الى تحطيم السور الذي كان يحيط بالمدينة من كافة جوانبها وعدد كبير من المنازل بداخلها، وقتل على إثره العشرات من السكان، وفر العدد الآخر تاركاً المدينة في حالة كارثية بقي صداها يتردد في مختلف الديار الرومانية لوقت طويل.