واشنطن تتحفظ والجامعة العربية تدعو إلى رفع الحصار
فلسطين المحتلة / وكالات :يعرض رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف إسماعيل هنية صباح اليوم السبت حكومته وبرنامجها السياسي على المجلس التشريعي الذي يعقد جلسة خاصة في غزة ورام الله بحضور عدد من ممثلين عن دول عربية وإسلامية وأجنبية.وسيبدأ المجلس التشريعي جلسته الخاصة عند الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (9,00 تغ) من اليوم السبت في مركز الشوا الثقافي في غزة ومقر المجلس التشريعي في رام الله ليعرض هنية أسماء اعضاء حكومته للتصويت لنيل الثقة.وأوضح مصدر في الرئاسة الفلسطينية ان دعوات وجهت لممثلي وسفراء الدول العربية والأجنبية الى الجلسة التي قد يحضرها الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي.وقال احمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة ان هنية سيلقي خطابا يطرح فيه البيان الوزاري الذي يتضمن البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية ثم سيجري نقاش بين النواب حوله قبل عرض أسماء اعضاء الحكومة وبرنامجها للتصويت لنيل الثقة".وأضاف بحر ان الرئيس محمود عباس سيلقي كلمة في بداية الجلسة. وتوقع ان تحصل الحكومة "بدون صعوبات" على الثقة من المجلس التشريعي لان "هناك توافقا وطنيا بين كافة الفصائل خصوصا اكبر كتلتين في المجلس حماس وفتح". وعبر عن أمله في نجاح حكومة الوحدة.وينص القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية على ضرورة حصول الحكومة لنيل الثقة على موافقة نصف الأعضاء زائد واحد أي سبعة وستين من نواب التشريعي البالغ عددهم 132.وتعتقل إسرائيل ستة وثلاثين نائبا ينتمي غالبيتهم الى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبينهم احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومروان ألبرغوثي القيادي في حركة فتح.وقال بحر ان "أهم أمر تم تحقيقه هو التوافق الوطني في هذه الحكومة والإرادة الفلسطينية المدعومة عربيا" مشيرا الى ان هناك "تقدما في موقف اللجنة الرباعية الدولية خصوصا الاتحاد الاوروبي وروسيا نحو اتخاذ موقف ايجابي تجاه حكومة الوحدة وهذا مهم".واعتبر رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دو فيلبان الخميس في نيويورك ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية يمكن ان يتيح "الخروج من المأزق الراهن" الذي وصلت إليه عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.وتطالب اللجنة الرباعية الفلسطينيين بالتخلي عن السلاح في مواجهة إسرائيل والاعتراف بوجودها وبالاتفاقات الموقعة سابقا بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.وسيؤدي هنية وأعضاء حكومته من قطاع غزة اليمين الدستوري أمام الرئيس عباس حوالي الساعة 17,00 (15,00 تغ) من اليوم السبت في غزة. أما وزراء الضفة الغربية الذين لن يتمكنون من الوصول الى غزة لعدم حصولهم على تصاريح من إسرائيل فسيقسمون اليمين في اليوم التالي في الضفة الغربية.وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة انه "يتوجب ان توقف إسرائيل العقبات أمام حكومة الوحدة الوطنية لأنها تمثل الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والهدوء في المنطقة".وكان هنية قدم رسميا الخميس لائحة نهائية بتشكيلة اول حكومة وحدة وطنية للرئيس محمود عباس الذي بدوره اصدر مرسوما رئاسيا لقبولها تمهيدا لعرضها على المجلس التشريعي.إلى ذلك رحبت منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وروسيا بحكومة الوحدة الفلسطينية التي تم تشكيلها الخميس، فيما فضلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التريث إلى أن تقدم الحكومة الجديدة برنامجها السياسي.وقالت منظمة المؤتمر الإسلامي في بيان لها إن هذه الحكومة الجديدة تنسجم مع اتفاق مكة المكرمة بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) "والذي أيده كل الشعب الفلسطيني".ودعت المنظمة المجتمع الدولي وخاصة المجموعة الرباعية إلى التعاطي مع هذه الحكومة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.ومن جانبه رحب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بتشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، ودعا المجتمع الدولي إلى رفع الحظر الذي تفرضه على الفلسطينيين.واعتبر موسى تشكيل الحكومة خطوة هامة ستنهي حالة الاحتقان السياسي ومختلف تداعياته "بما يسمح للفلسطينيين العودة إلى التركيز على قضيتهم الأساسية وهي إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". دوليا دعت روسيا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى قبول الأمر الواقع والتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي أعلن تشكيلها أمس الاول.وأشار بيان للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامنين إلى أن بلاده ترحب بحكومة الوحدة التي تشكلت من كافة الفصائل الفلسطينية، وقال إن على دول العالم التعامل معها.وبالمقابل تحفظت الولايات المتحدة عن تقويم حكومة الوحدة الفلسطينية في انتظار أن تطرح برنامجها السياسي، مذكرة إياها بوجوب الاستجابة لشروط المجموعة الرباعية الدولية، وخصوصا الاعتراف بإسرائيل.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك "سننتظر تشكيل الحكومة فعليا والاطلاع على برنامجها لإجراء تقويم نهائي، ونحن لم نبلغ بعد هذه المرحلة".من جهته دعا المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إيجاد الوسائل اللازمة لتنفيذ مطالب المجموعة الرباعية لإفساح المجال أمام استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية.نفس الموقف أكده منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي قال في تصريحات بألمانيا إن الاتحاد سينتظر إعلان تشكيل الحكومة رسميا قبل أن يقرر التعامل معها أو عدمه. وكانت إسرائيل أعلنت أنها لن تتعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، وقالت المتحدثة باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية ميري أيسن لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الموقف الإسرائيلي لم يتغير.. لن نعترف أبدا بهذه الحكومة ولن نتعامل معها أو مع أعضاء فيها".وأعربت أيسن عن أملها في أن يفرض المجتمع الدولي على الحكومة الجديدة تنفيذ مطالب المجموعة الرباعية.وحث المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف المجتمع الدولي على "التمسك بمبادئه ورفض التعامل مع حكومة تقول لا للسلام ولا للمصالحة".على صعيد آخر قال مسؤول مصري بمعبر رفح الحدودي إن إسرائيل عاودت أمس إغلاق المعبر بعد تشغيله يومين متتالين لمرور الفلسطينيين المنتظرين على الحدود بين مصر وغزة.