فيما أصدرت جماعة مسلحة في العراق تهديدا بقتل امرأة ألمانية وابنها
عواصم / وكالاتهددت مجموعة إسلامية متطرفة في بيان على موقع على الإنترنت تستخدمه عادة مجموعات مرتبطة بالقاعدة بارتكاب اعتداءات في ألمانيا والنمسا، في حال لم يسحب هذان البلدان جنودهما من أفغانستان.وأعلنت المجموعة في شريط فيديو نشر على الموقع امس الأحد أن "مشاركة ألمانيا للولايات المتحدة الأمريكية حربها على الإسلام والمسلمين لن يؤدي إلا إلى حدوث المزيد من التهديدات وإلى تعرض ألمانيا للخطر في عقر دارها". وقال رجل ملثم تلا بيانا في الشريط الذي بثه على الإنترنت تلفزيون "صوت الخلافة" المرتبط بالقاعدة "نحن نتساءل ما هي مصلحة ألمانيا أن تزج بألفين و750 جنديا في أفغانستان للقتال دفاعا عن كذب ودجل الرئيس الأمريكي جورج بوش وعصابته"؟. وهدد البيان النمسا أيضا إذا لم تسحب قواتها من هذا البلد وجاء فيه "أن النمسا كانت ولا زالت إحدى أكثر الدول أمانا في العالم ولكن في حال حدوث أي تهديد أمني تصبح النمسا على قائمة الدول المستهدفة من قبل المجاهدين وسوف يتغير هذا الوضع".وأذاع الشريط أيضا جزءا من فيديو قديم لأيمن الظواهري الساعد الأيمن لزعيم تنظيم القاعدة.وظهر في نفس اليوم وعلى نفس الموقع شريط فيديو أصدرته جماعة مسلحة غير معروفة في العراق تهدد فيه بقتل رهينتين امرأة ألمانية وابنها خلال عشرة أيام ما لم تسحب برلين قواتها من أفغانستان.وعارضت ألمانيا الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 لكنها أرسلت نحو 3000 جندي إلى أفغانستان في إطار قوة حلف شمال الأطلسي المرابطة هناك منذ أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة في عام 2001 بحكومة طالبان المتشددة التي كانت تأوي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.وقال المتحدث الملثم في شريط جماعة صوت الخلافة الذي تضمن ترجمة بالألمانية "وليس للنمسا أي مصلحة في هذه الحرب.. وهذه الحرب هي بين المجاهدين وأمريكا وكل من دخل في صفها".وفي فيينا قال المتحدث باسم وزارة الدفاع النمساوية إن بلاده ليس لها سوى خمسة ضباط في أفغانستان ولا تعتزم ارسال المزيد من القوات. وأضاف «إننا بالطبع على علم بهذه الرسالة المصورة. وقد اتخذنا على الفور أقصى احتياطات أمنية لضباطنا في كابول.. والذين صدرت لهم تعليمات بعدم مغادرة مبنى مقر القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي».وفي برلين امتنعت وزارة الخارجية الالمانية عن التعليق على الشريط المصور.وكان تقرير سري للحكومة البريطانية نشرت الأسبوعية البريطانية "صانداي تلغراف" أجزاء منه أواخر الشهر الماضي قد أكد أن التهديد بشن هجوم إرهابي في بريطانيا من قبل إسلاميين بلغ أعلى مستوياته منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في أميركا، وأشارت وثائق استخباراتية سرية في بريطانيا أن أعداد الإسلاميين البريطانيين الذين يخططون لشن هجمات ضد أهداف "ضعيفة" أكبر مما كانت تعتقد الجهات الأمنية. وكشفت الوثيقة أيضا أن القاعدة تطورت إلى تنظيم عالمي ولديها سلطات في كل دولة مسلمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا، مشيرة إلى أن أماكن التنقلات في لندن هي الأكثر عرضة للهجمات وأوضحت أن ما قد يصل إلى أكثر من إلفي شخص مقربين من القاعدة، أي أكثر بكثير مما كانت تقدره حتى الآن أجهزة الاستخبارات، يعدون لهجمات انتحارية على أهداف غير إستراتيجية.وأضافت الوثيقة أن "مستوى خطط القاعدة لشن هجمات في بريطانيا وعدد المتطرفين المستعدين للمشاركة في هجمات هو أعلى مما كنا نتوقع". وتابعت "لا نزال نعتقد بان القاعدة ستحاول البحث عن فرص لشن هجمات واسعة النطاق على أهداف وبنى تحتية أساسية. وهذه الهجمات يتوقع أن تنفذ عبر عمليات انتحارية". وأوضحت الصحيفة أن "المخططات لشن هجمات" ضد بريطانيا ستأخذ حجما اكبر هذه السنة معتبرة بحسب التقرير السري بان القاعدة تملك موطئ قدم في كل دولة تعد غالبية إسلامية.والوثيقة التي تحمل اسم "معطيات حول تهديد المتطرفين" تشير إلى أن أفغانستان ستتجاوز العراق كقاعدة للهجمات الإرهابية ضد القوات الغربية. واعتبرت الوثيقة انه "مع العنف الذي يتكثف في أفغانستان والذي أصبح في صلب تغطية وسائل الإعلام، ستصبح هذه الدولة أكثر جذبا للأجانب الراغبين في الجهاد".وقد حذرت مدير عام الـ (إم آي 5)إليزا مانينغهام من أن أكثر من 1600 فردا معروفا متورطا في التخطيط لهجمات. كما تمكنت الاستخبارات البريطانية من الكشف عن 200 شبكة إرهابية وحوالي 30 مخططا. وترجح الاستخبارات تورط أكثر من ألفي مواطن بريطاني في هذه المخططات الإرهابية.كما إن تقريرا سريا فرنسيا نشرت صحيفة "الحياة" العربية أجزاء منه أوائل الشهر الماضي قد نبه إلى خطورة مخطط لتنظيم "القاعدة" يسعى لاستهداف فرنسا خلال حملة انتخابات الرئاسة، بغية التأثير في نتائج هذه الانتخابات، كما سبق وحدث في الانتخابات الاسبانية، عبر تفجيرات مدريد، في مارس 2004، ويتألف هذا التقرير الذي رُفع مؤخرا إلى السلطات الحكومية من ثماني صفحات، ويحمل عنوان: "تقييم وضع حال التهديد الإسلامي الراديكالي في فرنسا". واستغرق إنجازه ثلاثة أشهر، بمشاركة مختلف أجهزة الاستخبارات والأمن المعنية بمكافحة الإرهاب في فرنسا.وأشار التقرير إلى أن قرائن عدّة ترجّح وجود خطة لتكرار السيناريو الاسباني فرنسياً، ومن أبرزها: "رسائل تهديد تم تداولها على مواقع إنترنت مقربة من "القاعدة"، وتتضمّن صوراً للحملة الانتخابية الحالية في فرنسا".