أراضي عدن واحدة من المفردات التي أطلقتها بعض القوى السياسية ضمن شعارات الزيف والفوضى التي أريد لها أن تكون واجهة المرحلة وعنوانها العريض في إطار فعاليات جماهيرية سياسية حزبية موجهة ومنظمة وملغمة أيضاً.ومعلوم لدى القاصي والداني ومن بينهما أن أراضي عدن أغلبها- إن لم يكن كلها- ملكية عامة للدولة أو هكذا كان حالها يوم إعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام دولة الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م، مع الإشارة إلى أن الدولة وبتوجيهات من القيادة السياسية عالجت كثيراً من قضايا الأراضي التي تم نهبها وتأميمها على المواطنين الذين استطاعوا اثبات ملكيتهم أو حتى أحقيتهم في الانتفاع بالأراضي ليس في عدن وحسب بل وفي جميع المحافظات الجنوبية والشرقية خاصة في الفترة مابعد 1994م.نعم هناك من حصلوا على قطع أرض للبناء أو للاستثمار وهناك من تملك وهناك من استأجر وانتفع وهناك من مارسوا السطو والقرصنة والسمسرة وهناك من استغلوا نفودهم وإمكاناتهم للاستيلاء على أراضي الدولة في عدن. وهناك من صرفت لهم أجهزة الدولة والسلطات التنفيذية المختصة قطع أرض في عدن وضواحيها خلال الفترة المنصرمة منذ قيام وحدة الوطن ،غير أن بعض ألسنة الزيف والحقد والفتنة عندما تتحدث عن مشاكل أراضي عدن تحرص على أن تخص الفترة الزمنية منذ مابعد عام 1994م على أنها الفترة التي شهدت النهب والسطو على أراضي عدن وتوزيعها لمن يستحق ومن لايستحق.. وهذا التخصيص وإن كان كافياً لفضح غايات وأهداف أصحابه الا أن الموضوعية تقتضي أن نقف أمامه بمقارنة بسيطة بين إجمالي وتفاصيل المساحات التي تم صرفها وتوزيعها خلال الفترة ما بين عام 1994م و 2007م وخلال الفترة ما بين عام 1990م وعام 1994م.اعتقد- بل أجزم أن لدى الأجهزة المختصة في أراضي الدولة وسلطات عدن معلومات وبيانات وأرقاماً دقيقة للفترتين ، وهناك معلومات شبه مؤكدة أن إجمالي المساحات التي تصرف فيها ووزعها المتنفذون من قيادات الحزب الاشتراكي خلال الفترة 90 – 94م من أراضي عدن تتجاوز أضعاف ما تم التصرف فيه من أراضي عدن خلال الفترة 94 -2007م.وإذا كان الرقم الإجمالي للمساحات المتصرف بها خلال الفترتين يكفي لفضح بعض أبواق الزيف والمزايدات التي ما انفكت تتباكى على أراضي عدن فإن تفاصيل التفاصيل لكيفية التصرف بتلك المساحات والطريقة التي تم على أساسها ذلك التصرف وكذلك الجهات والشخصيات التي منحت لها تلك المساحات سوف تفضح البقية الباقية من المزايدين وخصوصاً منهم أولئك الذين التهموا أراضي عدن بالجملة وبالتجزئة..! ونراهم اليوم ونسمعهم يتصدرون طابور النائحين والمتباكين على أراضي عدن..!ولعل ذلك هو ما وعدتنابه صحيفة 14 أكتوبر عندما نشرت خبر حصول أكثر من واحد واربعين ألف مواطن ومواطنة على أراضي بعد حرب صيف 1994م من خلال 140 جمعية سكنية، ثم أشارت إلى انها ستنشر لاحقاً أسماء كل الذين حصلوا على أراضي منذ عام 1990م وحتى عام 2007م وعند جهينة الخبر اليقين. إننا على ثقة من أن لدى أجهزة السلطة والمختصين بيانات دقيقة تتضمن المساحات والمواقع والأرقام والأزمنة والأسماء ومن حقنا في ظل هذا الزيف والتباكي أن نطالب تلك الجهات المختصة بكشف حقائق وتفاصيل هذه القضية بشفافية مطلقة للشعب ليكون على بينة مما حدث ويحدث وليعلم من هو الذي تملك من أراضي عدن بالمتر ومن الذي تملك منها بالكيلو متر والهكتار.. ومن هو الذي حصل على قطعة أرض بمبرر مشروع ومن الذي استقطع منها ما أراد بلاحق ولا مشروعية ولا مبرر..؟!
أخبار متعلقة