رئيسة مجلس سيدات الأعمال اليمنيات بعدن( 14 اكتوبر ) :
لقاء / أثمار هاشمبعزيمة لا تلين وإرادة لا تقهر استطاعت المرأة اليمنية دخول عالم الأعمال بعد أن كان لسنوات طويلة حكراً على الرجال فقط، مجتازة كافة العقبات والعراقيل التي وقفت و تقف في طريقها للوصول إلى هدفها المنشود.اليوم يوجد في الساحة اليمنية عدد لا بأس به من سيدات الأعمال اليمنيات اللاتي وإن كانت لكل واحدة منهن تجربتها ومعاناتها الخاصة في المجال الذي اختارته إلا أنه يجمعهن شيء واحد ، هو الرغبة في النجاح وإثباث الذات ولعل هذا الأمر هو ماد فعهن لتشكيل كيان يجمعهن وينظم أمورهن تحت ما يسمى ((مجلس سيدات الأعمال اليمنيات)).صحيفة «14 أكتوبر» التقت الأستاذة كلثوم محمود ناصر رئيسة مجلس سيدات الأعمال اليمنيات بعدن وكانت الحصيلة التالي:[c1]على من تطلق صفة «سيدات أعمال»؟[/c] - يختلف مفهوم سيدة الأعمال في اليمن عند في الخارج، ففي الخارج سيدات الأعمال هن اللاتي يقمن بمزاولة أعمال وأنشطة كبيرة ذات مستوى فيما اللاتي يقمن بأعمال لها علاقة بالمجال الخدمي يندرجن تحت أسم مهنيات ونحن في اليمن نعتبر كل امرأة تحاول أن تعمل عملاً حراً سيدة أعمال مثل صانعات البخور أو صاحبات مشاغل الخياطة لأننا نحرص على استقطاب كل امرأة عندها عمل أكان كبيراً أو متواضعاً على أمل أن المشروع المتواضع قد يأتي عليه يوم ويكبر وفي ذات الوقت نفتح المجال للشراكة بين سيدات الأعمال الكبيرة أو المتواضعة وإيجاد نوع من التنسيق المهني والمادي لطرفين لفائدة للطرفين.[c1] كيف جأت فكرة إنشاء مجلس سيدات الأعمال (عدن) وما هي طبيعة مهامهً؟[/c]- في عام (2005م) اجتمعنا في جمعية التضامن التنموية بالتنسيق مع المنظمة الألمانية (GTZ) وقمنا بعمل ترتيبات لأنشاء جمعية لسيدات الأعمال في عدن لأن هناك نهضة نسائية في جميع أنحاء العالم ومن ضمنها المنطقة العربية لمشاركة المرأة في عالم الاقتصاد وقد تبنت منظمة (GTZ) هذه الفكرة لذلك قمنا بعمل اللوائح والقوانين المنظمة لعملنا وقدمناها الوزارة الشؤون الأجتماعية في (2007) ولكن بعد تلك قامت مجموعة من سيدات الأعمال في صفاء بتشكيل مجلس سيدات الأعمال وطلبوا منا تشكيل مجلس بدلاً من جمعية وفعلاً شكلنا المجلس في مارس (2008م) ولقد وجدنا أن معظم سيدات الأعمال في عدن يفضلن أن يكن تحت مظلة الغرفة التجارية وأن يكون لهن صفه وجهة رسمية تتبنى النساء وبالذات اللاتي بحاجة لتدريب أو قروض وقد قامت الغرفة التجارية في عدن بتخصيص غرفة لنا يتم تجهيزها الأن لتكون مكتباً لنا نزاول فيه عملنا وأضافت قائلة في المؤتمر الوطني الأول لسيدات الأعمال اليمنيات الذي عقد في صنعاء أو أخر يناير (2009م) تم الاتفاق على إنشاء إدارة لسيدات الأعمال في كل الغرف التجارية لذا فأنا اعتبر أن المكتب الذي أنشئ في عدن بمثابة إدارة، إما فيما يخص طبيعة مهامنا فإنها تتمثل في تشجيع سيدات الأعمال وإرشادهن إضافة إلى إعطائهن معلومات عن باقي سيدات الأعمال في باقي المحافظات وعمل ترابط وتنسيق بينهن.[c1] هل بالإمكان أن نعرف كيف يتم انتخاب عضوات مجلس سيدات الإعمال (عدن)؟[/c]- سيدات الأعمال تم اختيارهن عضوات في المجلس بطريقة التعيين ذلك بالتنسيق مع (GTZ) لأن اغلب سيدات الأعمال في حينها لم يكن يمتلكن أي فكرة عن هذا المجلس لذلك كان هناك نوع من التقصير في حضورهن أضف إلى ذلك أن كثيرات منهن لم يكن لديهن رؤية حول ما يمكن أن يكون عليه دور هذا المجلس لذلك قررنا أن يكون مدته عاماً واحداً فقط وبعد ذلك يتم إجراء انتخابات جديدة وخلال هذه الفترة تمكنا من تجميع كافة المعلومات عن سيدات الأعمال المتواجدات بالساحة كما أننا نجحنا بجمع عدد لأبأس به من سيدات الأعمال الذين أبدوا تجاوباً معنا خاصة وأن هناك سيدات أعمال ليس لهن علاقة بالغرفة التجارية وإنما يمارسن عملهن بشكل فردي ومستقل.[c1] تكرر في حديثكم ذكر منظمة (GTZ) فهل يمكن القول بأنها الجهة الداعمة للمجلس؟[/c]- نحن كسيدات أعمال لا يتم دعمنا مادياً سواء كان من GTS أو أي منظمة أخرى ولكن GTS دائما نصائح وإرشادات فيما يتعلق بعملنا حتى نكون مواكبين للتغيرات الاقتصادية والاستفادة من كافة الفرص لنجاح عملنا.[c1] لديكم مجلس لسيدات الأعمال في عدن يمثل فرعاً للمجلس في صنعاء ولديكم أيضاً مكتب سيدات الأعمال الذي هو مستقل عن المجلس ألا يؤدي ذلك إلى حدوث تعارض وتضارب فيما بينهما؟[/c]- كل من مجلس والمكتب لهما اتجاه واحد ولكن الفكرة فقط أن سيدات الأعمال في عدن نظراً لنمط حياتهن والنواحي التجارية التي يمارسنها فضلن أن يكون المكتب تحت مظلة الغرفة التجارية والإيجاد تنسيق بيننا وبين رجال الأعمال في الغرفة التجارية.[c1] بما أنكم فرع للمجلس في صنعاء فهل هناك مشاريع مشتركة يينكم؟[/c]- هناك وجهات نظر مشتركة تجمع بيننا وتفهم لأوضاع بعضنا البعض وربما هذه الأشياء قد تقود في المستقبل للقيام بمشاريع مشتركة فيما بيننا.[c1]كيف تنظرين لواقع سيدات الأعمال في اليمن بشكل عام وفي عدن تحديداً؟[/c]- يمكن القول أن هناك نهضة كبيرة لسيدات الأعمال في اليمن بشكل عام ربما لأنهن وجدن أنفسهن بأنه حان الوقت للاعتماد على أنفسهن بعيداً عن الوظائف الحكومية ففي عدن مثلاً لمست لدى الشابات الخريجات حماس شديد للعمل بحرية في مجال التجارة حتى أن بعضهن قمن بيع مصوغاتهن الذهبية أو أخذن قرض من أقاربهم للبدء بمشروعاتهن الخاصة وفتح محلات للملابس، الكمبيوتر، الديكور وهؤلاء الشابات يترددن علينا بكثرة إما طلباً للنصيحة أو لأخذ قروض ونحن الأن في خضم محاولة إيجاد قروض مسهلة للشابات اللاتي فعلن يردن الدخول بالمجال التجارية لكنهن عاجزات عن ذلك بسبب المادة.[c1] من أين تحصلون على القروض لسيدات الأعمال؟[/c]- كما قلت سابقاً نحن في مجلس سيدات الأعمال نعمل على توجيه النصائح والإرشادات لسيدات الأعمال لذلك نقوم بإرشادهم إلى بعض محلات الجملة التي تتناسب وطبعة النشاط التي يمقمن بمزاولته للأخذ منه بالأجل ويتم التسديد أول بأول.[c1] ما مدى تجاوب تجار الجملة مع هذه الفكرة؟[/c]- عادة ما يطلب تجار الجملة تقديم ضمان كأن يكون المحل مسجلاً رسمياً وأوراقة رسمية أيضاً وأن يكون هناك أساسات للمشروع مثل بعض وجود بعض التجهيزات داخل المحل التي تدل على مدى جديه صاحبه المشروع أو طالبة البضاعة.[c1] هذا يعني أن الشروط التي يطلبها تجار الجملة لا تختلف كثيراً عن شروط صناديق تمويل المشروعات الصغيرة؟[/c]- على العكس هناك اختلاف بينهما فصناديق التمويل تطلب ضمانه مادية وتأخذ فوائد شهرية نسبتها 2% أي ما يعادل 24% بالنسبة فيما نحن نقدم خدماتنا مجاناً ونقوم بإعطاء النساء وسائل توجيهيه بضمانه الفرد أو التاجرة نفسها ونرشدها للتاجر الذي قد يساعدها وفق قائمة نمتلكها لتجار لمسنا عندهم حباً لمساعدة الآخرين وحتى عندما هؤلاء التجار يطلبون أن يكون محل التاجرة أو أوراقها رسمية فهذا شيء طبيعي لضمان حقهم.[c1] الايوجد لديكم إحصائية لعدد سيدات الأعمال في عدن؟ [/c]- سيدات الأعمال القديمات منذ الستينات عددهن أكثر من (250) سيدة أعمال كن عضوات في الغرفة التجارية ولكن الأن سيدات الأعمال لسن جمعيهن عضوات في الغرفة التجارية حيث ينبغي على الفرد أن تكون تجارته مرتفعة الدخل ليتمكن من دفع قيمة العضوية التي تصل إلى (15) ألف ريال سنوياً لذا فأنا اعتقد بأن الشابات أو سيدات الأعمال المبتدئات لسن بحاجة لهذه العضوية ويكفي أن يكون لديهن ترخيص مزاولة مهنة من البلدية ونحن الأن عملنا حصراً لسيدات الأعمال في عدن وقدمنا طلبات لكل البلديات بهذا الشأن وصلنا أكثر من (100) أسم لسيدات أعمال ولاتزال قوائم الأسماء تتوالى تباعاً.[c1] باعتقادك لماذا تحجم سيدات الأعمال اليمنيات عن الخوض في مشاريع كبيرة كأخذ وكالات لشركات عالمية أو بناء فناوق ويصررن على العمل في مجالات محددة ومتشابهة؟[/c]- للأسف الشديد هناك بعض المعوقات التي تقف إمام سيدات الأعمال منها العادات والتقاليد أو ما يمكن أن نسميه النظام الاجتماعي فالمرأة قد تمتلك رأسمال ولكن يتحكم فيها الأب أو الأخ أو الزوج والايدعوا اسمها يتصدر المشروع الذي تقيمه لدى تجدها تكلف آخرين ليتصدر أسمهم المشروعات التي تقام برأسمالها كذلك هناك قوانين كثيرة تعيق المرأة لكونها امرأة فعلى سبيل المثال أنا تقدمت بعدد من المشاريع ولم يأتيني الرد على أي واحد منها فبمجرد أن يكون هناك اسم امرأة على مشروع ما فأنه يهمل لهذا اعندما انشأنا المجلس أملنا بأن لا تقدم كل سيدة إعمال مشروعها لوحدها وتنتظر الرد وإنما نحن نسعى لنرتب أمورنا ونكون مجاميع فإذا سنحت لنا الفرصة لعمل مشروع كبير فليس لدينا مانع لنكون شركاء خاصة وأن هناك استعداد كبير من قبل سيدات الأعمال للدخول في مشاريع مشتركة وأن تتعاون معنا الدولة في ذلك لنتمكن من ترسيخ هذا المجلس وإقامة مشاريع نسائية كبيرة وفي ذات الوقت تشجيع باقي سيدات الأعمال اللاتي يعملن بغطاء ذكوري من الإفصاح عن أسماءهن. [c1] لكل عمل صعوباته فما هي الصعوبات التي تواجهكم؟[/c]- نحن نعاني من الضرائب والوجبات فكلاهما تفرضان على التجار مبالغ كبيرة تشكل عبئاً عليهم أضف إلى ذلك فأن كثير من النساء الذين تفرض عليهن الدفع لتلك الجهات مسؤلات عن أسر وأن الحاجة هي التي دفعتهن لخوض مجال الأعمال وأنا هنا لا أعني بأن تخفف الضرائب المفروضة على النساء فيما الرجال يظلون يعانون منها وإنما يجب أن يكون هناك شيء من المنطقية فيما ينبغي على التجار وسيدات الأعمال دفعه للضرائب والواجبات كذلك نحن نعاني أيضاً من ارتفاع الفواتير التجارية للماء والكهرباء والتي بدورها تأخذ منا مبالغ كبيرة إلى جانب كذلك نحن في عدن نفتقر إلى وجود العمالة المدربة فعلى سبيل المثال خريجي الفندقة ليسوا أهلاً للخدمة في الفنادق لأنهم لا يعرفون كيفية وضع طبق الطعام أمام الزبون حتى في مجال الخياطة نفتقر لنساء مؤهلات للعمل في مشاغل الخياطة وإنما يتم استقدام خياطين رجال من تعز للعمل في تلك المشاغل بمعنى أخر نحن نفتقر للأيدي العاملة المدربة تدريباً جيداً وهنا يأتي دور الدولة لأقامة معاهد لتدريب الشباب على المهن اليدوية باعتبارها أكثر طلباً في سوق العمل الأن كذلك أصبحنا نشاهد النساء والفتيات يتسولن بإعداد كبيرة في الفترة الأخيرة فلو قامت الدولة بتجميعهن وتدريبهن على بعض الحرف أو التدبير المنزلي فانه بالإمكان الاستفادة منهن كعمالة مدربة.[c1] ما النصيحة التي تودين قولها لأي امرأة تفكر في دخول عالم الأعمال؟[/c]- أهم شيء أن يكون لدى المرأة حس تجاري وقدرة على الإبداع ليكون عملها مميزاً في السوق ويتم الإقبال عليه خاصة أن الناس سئمت البضائع أو الأعمال المشابهة وأصبحت تبحث عن أشياء تلفت نظرها كذلك يجب أن يكون لديها رأسمال حتى ولو كان بسيطاً لتتمكن من التحرك من خلاله وأن لا تتجه منذ البداية للقروض لأن هذا معناه أنها توجد لنفسها عائقاً أمام الاستمرار فالقرض في أخر العام سيأخذ ربحها لدى فأنا أتمنى من كل مبتدئة تفكر في دخول عالم الأعمال أن ترتب أمورها وتعرف مدى مقدرتها وإمكانياتها وتحاول أن يكون لديها المام في كيفية التعامل مع الأرقام وعمل دراسة أوليه للمشروع الذي تنوي القيام به وفي هذا الصدد أود القول بأننا في مجلس سيدات الأعمال نحرص على تقديم النصائح والإرشادات للمبتدئات اللاتي يأتون إلينا ولكن في الأخير يبقي بيد صاحبه المشروع فيما إذا كانت ستأخذ بنصائحنا أم لا.[c1] أخيراً ما هي تطلعاتك المستقبلية؟[/c]- على المدى القريب أتمنى أن تساعدنا المعلومات التي نقوم بجمعها عن سيدات الأعمال في إقامة ندوة مفتوحة في شهر ابريل تجمع بين سيدات الأعمال في عدن والغرفة التجارية لتتمكن سيدات الأعمال من طرح أفكارهم وتوحيد جهودهم كذلك أتطلع إلى ازدهار بيئة الأعمال في اليمن فالصراع القادم بين الدول سيكون في المجال الاقتصادي إننا مقبلون على عصر الاقتصادات القوية لدى أتمنى أن يتم الاهتمام أكثر ببيئة الأعمال اليمنية وتوفير الإمكانيات اللازمة لنهوضها.