جنازة بيار الجميل عبرت عن استفتاء شعبي مؤيد لقوى الـ 14 من اَذار
بروت/وكالات:دعا رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة الوزراء المستقيلين للعودة "الى صفوف الحكومة" التي ستعقد اجتماعا اليوم السبت وعلى جدول اعمالها مشروع انشاء المحكمة الدولية.وكان السنيورة قد ترأس اجتماعا وزاريا مصغرا الخميس تقرر خلاله عقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم السبت على جدول اعمالها مسألة انشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري والتي اقر مجلس الامن الدولي الثلاثاء مشروع انشائها.وجدد السنيورة في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع دعوة الوزراء المستقيلين الى "العودة الى صفوف الحكومة وتحمل المسؤولية لكي نعود ونفتح معا كل الصفحات والمواضيع بما يهم شعبنا ووطننا".وقال السنيورة "بذلك نعود الى الحوار والتبصر في امورنا واحوالنا والتحديات التي نواجهها وفي المسؤوليات الكثيرة والكبيرة الملقاة على عاتقنا بما في ذلك موضوع المحكمة الدولية التي ينبغي ان تكون عاملا موحدا لنا". واضاف "تعالوا جميعا جميع اللبنانيين لنلتف حول هذه المحكمة الدولية".وقدم ستة وزراء في الحكومة اللبنانية استقالاتهم قبل اكثر من اسبوعين بينهم خمسة وزراء ممثلين لحزب الله وحركة امل الشيعيين ووزير مسيحي مقرب من رئيس الجمهورية اميل لحود. وتتهمهم الاكثرية النيابية بانهم قدموا استقالاتهم لمحاولة عرقلة اقرار مشروع المحكمة الدولية داخل الحكومة.واعلن وزير الداخلية المستقيل حسن السبع وهو من وزراء الغالبية عودته عن استقالته عشية اجتماع الحكومة. وقال السبع في بيان نشرته الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية أمس الجمعة "اعلن العودة عن استقالتي من الحكومة واستعدادي لاستئناف تحمل مسؤوليتي في وزارة الداخلية".واضاف ان عودته عن الاستقالة جاءت "استجابة لدعوة رئيس مجلس الوزراء ونظرا للوضع السياسي الدقيق الذي يمر به لبنان (...) ويقتضي تغليب المصلحة العامة على كل الاعتبارات السياسية والشخصية".وكان السبع استقال من منصبه في الخامس من فبراير بعد حوادث شغب وقعت في بيروت وسط قضية نشر صحيفة دنماركية صورا مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.واقر مجلس الامن الثلاثاء مشروع انشاء المحكمة مشيرا الى ضرورة ان تكون مستندة الى الدستور اللبناني. ويفترض ان يقر المشروع داخل الحكومة قبل احالته الى البرلمان.واشار السنيورة الى انه يغتنم "المناسبة الحزينة والعظيمة" يوم مأتم الوزير والنائب بيار الجميل الذي كان ينتمي الى الاكثرية والذي قتل الثلاثاء قرب بيروت ليوجه دعوته الى الوزراء للعودة.وبيار الجميل هو سادس شخصية سياسية لبنانية تقتل منذ 14 فبراير 2005 تاريخ اغتيال الحريري. وتعرض لبنان ل16 اعتداء وعملية تفجير منذ اكتوبر 2004.وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد دعا أنصاره للتهدئة والانسحاب من الشارع، بعد تظاهرة قام بها مئات الأشخاص في الضاحية الجنوبية احتجاجا على التعرض بالكلام لنصر الله وتمزيق صوره.وقال نصر الله في اتصال هاتفي مع تلفزيون المنار التابع للحزب "تداركا لأي خطأ وحتى لا يدخل أحد على الخط أطلب من كل المحبين الانسحاب من الشارع"، مضيفا أن الوضع حساس جدا والمتربصون بالبلد كثر.وذكرت محطات تلفزة لبنانية وعربية أن المتظاهرين كانوا يحتجون على الإساءة إلى حسن نصر الله بالكلام وتمزيق صوره يوم الخميس خلال مأتم الوزير والنائب بيار الجميل في وسط بيروت وسط تجمع شعبي ضم مئات الآلاف من اللبنانيين وعبر عن استفتاء مؤيد لقوى الـ 14 اَذار.ومن اللافتات التي رفعها المتجمعون في ساحة الشهداء وسط العاصمة أمس الاول "لا سلاح إلا سلاح الشرعية"، تعريضا بسلاح حزب الله. كما أطلقوا هتافات قالوا فيها "يا نصر الله تعال شوف مين الأكثرية"، في إشارة إلى وصف نصر الله الأكثرية بأنها "وهمية".واعتبر والد الوزير القتيل رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل أن حضور الحشد الذي رفع شعارات ضد الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني إميل لحود بمثابة "إنذار من أجل لبنان وتحقيق السيادة وإنجاز الاستقلال".وقال الجميل "إن التغيير والإصلاح الكامل الحقيقي يبدأ بالعد العكسي من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وكشف أن تحالف 14 آذار بصدد اتخاذ خطوات عملية "حتى لا تذهب صرختكم سدى، بل لتكون مدوية بوجه كل التفجيرات وننال أهدافنا". وقد جددت قوى 14 آذار دعوتها الرئيس اللبناني إميل لحود إلى الاستقالة. وذكر زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري أن "وحدتنا الوطنية أقوى من سلاحهم وأقوى من إجرامهم وأقوى من إرهابهم".وأضاف "إنكم تثبتون لمن قال أكثرية وهمية أننا نحن الحقيقة وهم الأوهام، نحن الحرية، نحن الوحدة الوطنية وهم الوهم"، فيما بدت إشارة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.وبدوره أثار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في كلمة أمام المحتشدين قضية سلاح حزب الله، وقال إن أجهزة الدولة هي الوحيدة المخولة حمل السلاح سواء في الجنوب أو غيره.أما زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع فاعتبر أن اغتيال بيار يأتي رد فعل على القرار الدولي بتشكيل محكمة دولية خاصة للتحقيق بالاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.وفي سابقة بمهرجانات 14 آذار أعطيت الكلمة إلى القيادي بالجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمون) في لبنان أسعد هرموش الذي أكد وقوف الجماعة إلى جانب مطالب قوى 14 آذار بالمحكمة الدولية، وهاجم الرئيس لحود مطالبا إياه بالاستقالة. [c1]* ابرز الاغتيالات الحديثة في لبنان:-[/c]فبراير2005: رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والوزير باسل فليحانيونيو 2005: الصحافي سمير قصير يونيو 2005:الزعيم الشيوعي السابق جورج حاويديسمبر 2005: النائب والصحافي جبران توينينوفمبر 2006: وزير الصناعة بيار جميّل