خاطرة
طارق حنبلهعندما تقسو الأيام وتسلب مني حتى ذكرياتي عندما تقسوالأيام وتضع جداراً أسود بيني وبين حبيبتي يقطع أوصالي وأمالي واشواقي ويشعل ناراً من اليأس والحزن تلتهم كل شئ حتى ذكرى لقائنا الأول. عندما تقسو الأيام ويهاجر كل أحبائي بعيداً عني كطيور النورس!! ترى أين مستقرها.. في أي شاطئ من هذا الكون المعتم...الكئيب.عندما تقسو الأيام ويصبح النظر إلى وجه حبيبتي جريمة وخروجاً عن الملة وانتهاكاً لحقوق الإنسان.عندما تقسوا الأيام وتعامل القلوب كالأحذية والنفوس كعلب الساردين الفارغة ويتحول الدين الى ذريعة لمحاربة كل جميل إنها جريمة..إنه عبث بقدسية الأديان وروح هذا الإنسان التي هي نفحة من روح الله.. هل تدكون..يبدوا أنكم لاتدكون.. يبدوا أنكم لاتدركون شيئاً سوى أحلامكم المريضة وتؤمنون أن الطريق إليها واحد وحيد.. إنها القوة..القوة فقط..فهل نصفق لكم..ام نبكي على ضحاياكم.عندما تقسوا الأيام ويصبح العبث دستوراً ولجنون قانوناً وهي محكمة والموت والدماء المراقة والرعب والخوف شيئاً عادياً تترجمه حاملات الطائرات والقنابل العنقودية وراجمات الصواريخ فوق رؤوس الأسر البريئة هنا وهناك.عندما تقسوا الأيام ويموت العدل والسلام والحق على مقصلة القوة وشريعة الغاب..عندما تصبح الهمجية فناً سياسياً والبطش لغة دبلوماسية لمن يملكون القوة..عندما تقسو الأيام ويصبح القتل بحسب الهوية الدينية مجازاً..فهذا يستحق الحياة وهذا لايستحقها! أبداً عندئذ هل تكون الحياة حياة ؟!أيها الزمن المر ماذا أبقيت لعالمنا وإنسانيتنا..متى يتوقف نزيف الدم وتتدفق شلالات الحب والتسامح لتتوهج أيامنا المتعبة من عبث النار الساعية لالتهام اما لنا وابتساماتنا وذكرياتنا.أيها الزمن المر..لن نقف مكتوفي الأيدي أمام قسوتك وبطشك وجنون روحك المتغطرسة.. سنكتب وسنرسم قوس قزح لوطننا لامالنا..لمستقبلنا..ولن نسقط..