أعتقد ان كلمة فخامة الأخ الرئيس أمام الحشد الجماهيري الكبير الذي شهد الاحتفال الكرنفالي والشبابي في مدينة إب يوم أمس، تحمل تأكيدات على ان التوجهات خلال المرحلة المقبلة نحو ترميم البيت اليمني من الداخل بعد ان استطاعت اليمن ان تؤمن حدودها وتوطد علاقاتها مع الدول المجاورة وتعززها نحو الشراكة. ويمكن لأي متابع ان يستشف من كلمته أربع رسائل هامة اقتضب فخامته في بعضها وأسهب في بعضها الأخر ولكن جميعها لم تخرج عن استحقاقات المرحلة المقبلة من بناء وتنمية وتطوير وتجديد الدعوة إلى الاصطفاف حول الثوابت الوطنية. أول تلك الرسائل إعلان إب المحافظة السياحية والدعوة إلى الاستثمار السياحي فيها.. وثانيها تطوير فكرة الاحتفالات بهذه المناسبة العظيمة وتداولها بين المحافظات، والاحتفال سنويا بالمشاريع والمنجزات إعلاميا وسياسيا فيما يكون الاحتفال الكرنفالي والعرض العسكري كل خمس سنوات، وهذا ما يجعل الاحتفال بهذه المناسبة أكثر فائدة حيث ان ذلك يمكن كل محافظة تستضيف الاحتفال من التخطيط المبكر للمشاريع التنموية التي تحتاجها وتوزيعها على مختلف مناطقها ومديرياتها وفي مختلف المجالات كما يمكنها من تجاوز سلبيات تنفيذ المشاريع ومخالفتها للمواصفات بسبب امتلاكها مساحة من الوقت لدراسة المشاريع ومتابعة اعتماداتها وتنفيذها وفقا للمواصفات، بخلاف ما شهدته المحافظات التي احتضنت الاحتفالات خلال الأعياد السابقة، كما سيمكن المحافظات التي ستحتضن الاحتفالات من الاستفادة من تجارب المحافظات التي سبقتها في هذا الاتجاه، ما يعني ان فائدة الاحتفالات بالعيد الوحدوي ستتحقق على ارض الواقع من خلال مشاريع تنموية وخدمية ملموسة وبالجودة المطلوبة والاستفادة من المخصصات التي رصدت لها في مجالها الطبيعي بدلا من ان يصرفها ضيق وقت الإعداد إلى مشاريع محدودة و بلا مواصفات وجودة، وتوجيه مخصصات ونفقات كبيرة نحو المهرجانات والاستعراضات التي يستفيد منها ثلة في وقت قياسي على حساب المشاريع والبنية التحتية.الرسالة الثالثة وجهها فخامة الرئيس إلى عناصر التمرد في صعدة والتي تقلق الأمن والسكينة وتضر بالاقتصاد الوطني، بإعلانه تعليق العمليات العسكرية في هذا اليوم الفرائحي إجلالا لهذا اليوم الغالي على قلوب اليمنيين، وتعتبر فرصة لتلك العناصر لتسليم أسلحتها وإعلان توبتها والرجوع عن الغي الذي هي فيه.. وما يؤكد ذلك قول فخامته" ينبغي على تلك العناصر أن تدرك وتستوعب معاني ودلالات هذه الرسالة, التي نوجهها للمرة الثانية والثالثة, فقد سبق وعلقنا العمليات العسكرية في صعدة عسى ان تستجيب تلك العناصر لقرار مجلس الدفاع الوطني ولنداء علماء اليمن". وفي حين أشار فخامة الرئيس إلى ان الدولة على استعداد لمناقشة وبحث مطالبهم إذا ما أعلنوا توبتهم، لكنه أكد في نفس الوقت ان طلبهم بالعودة إلى الوراء والنظام الأمامي فذلك مستحيلا كونه ثابتاً من الثوابت الوطنية التي لا ينبغي حتى طرحه للنقاش. وباعتقادي ان تلك العناصر لن تستفيد من هذه الفرصة وستضيعها كما أضاعت الفرص السابقة. أما الرسالة الرابعة فكانت للأحزاب والقوى السياسية بدعوتها إلى الحوار لعمل عقد سياسي مماثل للعقد الاجتماعي، والاتفاق على كل القضايا التي تحمل تباين في الرؤى بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة والمتصلة باليات العمل والبرامج السياسية من اجل خدمة الوطن وتطوره، وهي دعوة لتأكيد السلم الاجتماعي وتطوير التجربة الديمقراطية عبر الحوار وقبول كل طرف بالآخر، مع التأكيد على عدم التنازل عن أي ثابت من الثوابت الوطنية وعدم حتى محاولة طرحها للحوار لأنها مقدسات لا تقبل المساومة وليس من حق أي شخص او حزب او جهة ادعاء تمثلها وإقصاء الآخر فالدين الإسلامي هو دين الجميع والثورة هي ثورة الجميع وأهداف الثورة هي أهداف الجميع والوحدة اليمنية هي وحدة الجميع وهذه ثوابت وطنية لا غبار عليها بحسب قول فخامة الرئيس. وتأكيده على حاجة الجميع إلى الحوار ووجوب قبول الجميع بهذا المبدأ وان كان بالنسبة لهم مرا، وتذكيره لهم ان الحوار بوابة لابد المرور بها سواء قبل الاقتتال او بعد الاقتتال لذلك فاللجوء إلى الحواء بنية صادقة قبل الاقتتال لمنع رفع البنادق على بعضنا البعض أفضل من الجلوس على طاولة الحوار مكرهين بعد سفك الدماء وتحت أصوات آلات الموت فذلك لا يبنى وطنا ولا يحمي حقوقاً ولا ينمي إنساناً.
أخبار متعلقة