طبيبة تبتكر رداء طبياً يقضي على آلام الحروق
القاهرة/14اكتوبر/ وكالة الصحافة العربية:أدهشت د. أشرف الملوك استشارية جراحة الحروق والتجميل الأوساط الطبية بعد نجاحها في ابتكار بدلة طبية تحتوي علي مادة طبية تستخدم في علاج حالات الحروق الحرجة ، وهي تشبة إلى حد كبير الملابس التي يرتديها رجال الفضاء حيث إنها تحوي جهازاً يشبه جهاز التكييف، وقد أثبت هذا الاكتشاف نجاحاً كبيراً جداً في إنقاذ المصابين بالحروق الحرجة ويساعد على الشفاء في وقت أسرع ، وللوقوف على تفاصيل أدق حول هذا الابتكار ، إلتقينا د. أشرف الملوك ، وكان الحوار..* كيف جاءتك فكرة الاختراع ؟- عملي كطبيبة مقيمة في إحدى مستشفيات الحروق كان البداية حيث كان يقصد المستشفى مرضى الحروق من جميع دول الشرق الأوسط ، وكانت نسبة الوفيات مرتفعة بني مصابي الحروق ، فتساءلت : لماذا يموت مصابو الحروق ؟! ولم أجد إجابة كافية وفي تلك الفترة طبق إحدى المستشفيات في النمسا فكرة رائعة ، وهي وضع المصاب في حوض مملوء بالثلج ، وكان لهذه الفكرة أثر رائع في إنقاذ عدد كبير من مصابي الحروق ومن هنا بدأت في التفكير في اختراع بذلة طبية أطلقت عليها بذلة إنقاذ حالات الحروق الحرجة ، وكما أكدت سلفاً وضعت فيها من الداخل جهازاً يشبه جهاز التكييف أوتحديداً هو جهاز تكييف ولكنه جهاز تكييف يختلف عن الأجهزة العادية ، هذا بالإضافة إلي أن المادة التي تمت منها صنعت البذلة مادة خاصة جداً ، وهي أشبه بالسحر ، ولا يمكن الحديث عنها أو عن الجهاز الموجود في البذلة ، لأنني بذلك قد أفشي سر اختراعي !* كيف توصلت باختراعك لإنقاذ مصاب الحروق حتي لو كانت النسبة فوق 60 %؟- عندما يصاب الإنسان بالحروق ، فإنه يتعرض لخمس صدمات دفعة واحدة ، وهذه الصدمات تقضي علي حياته بنسبة كبيرة جداً ، الأولى عبارة عن صدمات الآلام التي يتعرض لها المصاب ، والتي تتلاشى مباشرة فور وضعه بالبذلة ، لأن درجة الحرارة فيها منخفضة وهي بذلك تخفف من آلامه تماماً ، والصدمة الثانية هي نزح السوائل التي يفقدها المصاب وتقدر بحوالي 12 لتراً من السوائل الموجودة في الجسم ، ما يؤدي إلى هبوط في الدورة الدموية وبالتالي الوفاة ، ولكن وضع المصاب في البذلة يوقف عنده نزيف السوائل . أما الصدمة الثالثة فهي الخاصة بفقد كرات الدم الحمراء ،التي يفقد المصاب7 %. منها لكل10 % من نسبة الجروح ، ووضع المصاب داخل هذه البذلة لايعرضه مطلقاً لنزيف الدم ، والصدمة الرابعة هي الصدمة الشمسية ، حيث يبدأ جسم المصاب في امتصاص الأنسجة الميتة وهي أنسجة يتواجد فيها السم بنسبة كبيرة نتيجة لتوقفها عن العمل ، وهنا يعمل الجهاز على قتل السم في هذه الأنسجة ، أما الصدمة الخامسة فهي الصدمة البكتيرية ، حيث يقضي الجهاز علي أية بكتيريا أو جراثيم قد تنمو في الجروح . [c1]درجة الحرارة[/c]* وماذا عن درجة حرارة البذلة هل هي ثابتة أم متغيرة؟- هناك جهاز منظم يتحكم في درجة الحرارة التي يتطلبها المصاب ، وتتحدد وفقاً لنسبة الجروح في الجسم ، فليس كل المصابين يحتاجون لدرجة حرارة واحدة ، وأعتقد أن ذلك إحدي مميزات هذه البذلة . * هل تستخدم هذه البذلة في أي وقت لمصابي الحروق ؟- يفضل استخدامها خلال 36 ساعة من حدوث الحروق لأن ذلك يؤدي إلى أن تلعب البذلة دورها تماماً في إنقاذ حياة المصاب ، والتأخير في الإسراع بالمريض للعلاج يضر به ، لذا فإنه كلما استخدمت هذه البذلة بسرعة كان ذلك في مصلحة المريض . [c1]استخدامات أخري[/c]* وما هي استخدامات هذه البذلة غير إنقاذ مصابي الحروق؟ - تستخدم للمريض الذي يتجه للعلاج الإشعاعي ، فارتداؤه لها ينقذه من أية آثار جانبية للعلاج الإشعاعي ، لأن تعرض المريض الذي يعالج بالليزر للضوء قد يسبب له ضرراً كبيراً «، إلى جانب أنها تعتبر خير وقاية لمن يعملون لساعات طويلة ويتعرضون لأشعة الشمس المباشرة وهي بذلك تتناسب تماماً مع حجاج بيت الله الحرام أثناء موسم الحج ، كم تم استخدام هذه البذلة كثلاجة لحفظ الأعضاء البشرية لحين إعادة استخدامها في العمليات الجراحية ، بالإضافة إلي أنها تحفظ الموتى لساعات طويلة ، تصل إلى عدة أيام . ڈ ولماذا لم يتم تسويقها حتى الآن ؟لأن ذلك ليس من صميم عملي ، والتسويق يتطلب شركات كبرى تملك الدعاية والإعلان بصورة كافية ، ولكن تم عمل جدوى اقتصادية لهذا الإختراع ، أكدت هذه الجدوى أن الاختراع قد يصل ثمنه إذا تم تسويقه جيداً إلى 7 مليارات جنيه مصري ! * وهل لك اختراعات أخرى ؟- لي أربعة اختراعات غير هذا الاختراع كلها اختراعات متنوعة مابين الأجهزة الطبية وأجهزة الحاسبات الآلية، ولكن لم أتقدم بها لأكاديمية البحث العلمي ، لانشغالي باختراع هذه البذلة . * وما هي أمنياتك ؟-أتمنى ألا يتم تسويق اختراعي هذا في الدول الأوروبية والأمريكية بل يتم تسويقه أولاً في مصر والدول العربية، ثم يتم تسويقه بعد ذلك في أي مكان وأية دولة في العالم .