صقر عبدالله أبو حسن أسباب الفراغ عديدة وطرق إملائه كذلك عديدة .. ولكن بين الأسباب وطرق الحلول ( المؤقتة ) تقف قضية ملء الفراغ وقتل الوقت بشيء لا يفيد محل شك من جدوى هذه الطرق . التسكع .. البلياردو .. الدمنة .. الشطرنج .. الانترنت .. مشاهدة التلفاز .. وغيره . كل هذه مفردات أيقن أن لا أحد يجهل إحداها فهي واقع ملموس لا يمكن لأحد إنكاره .. لعل الفراغ والبطالة وتسربات التعليم هي وراء وجود هذا الواقع . يحادثني ( ص. م ) عن بداياته مع لعبة ( الدمنة ) وهو يبحلق بعينه على طاولة وضعت عليها قطع ( الدمنة ) .. بدأت قبل ثلاث سنوات .. تعلمت الشطرنج والبلياردو ، والتنس , والدمنة , وأحببت الدمنة لأني أجد نفسي فيها و ( أزيد على الكل ) .. وأتحدى أي واحد .. وأنا لا العبها إلا في وقت الفراغ ( وبيني وبينك ) أن أغلب أيامي فراغ ، عندما سألته عن الدراسة وهل يتعاطي ( القات ) .. أكملت الثانوية ( بس ) المعدل ضعيف .. وأنا ( أخزن ) اذا أدى الله ( حق القات ) .. بعد عدة تمتمات بأحرف وتحليق طويل على حبات ( الدمنة ) يصرخ بصوت جهوري قفلة على بياض ) . لم يكن ( ص.م ) هو الوحيد في هذا العالم وبالطبع لن يكون هو الأخير فمثله الكثير قاسمهم المشترك ( اللهو ) وقتل الوقت بشيء من التسلية والمرح والترويح عن النفس ولكن ماذا إذا استمر هذا وقتاً طويلاً ؟ من المستحيل إملاء فراغ بدون ( التجول ) و ( التخزينة ) .. قال هذه العبارة وهو يرسم على وجهه بسمة خفيفة .. وجدته يتسكع بين المحلات .. أعرفه منذ زمن أيام الدراسة فقد كان .. ذكياً .. بادرت إلى سؤاله عن أحواله .. شكى كثيراً وتذمر من هذا الواقع الذي لا يرحم .. يا أخي أربع سنوات وإحنا نلاحق على وظيفة .. عند سؤالي له هل يعمل أجاب وفي عينية حزن خفي .. ( لا عمل ولا مهره ) .. مهرتي الوحيدة هي ( التجوال ) والإطلالة بين الفينة والأخرى على مكتب الخدمة المدنية .. ودعته والألم يملأ نفسي !! الفراغ هو الفراغ مهما كانت طرق سد هذا الفراغ .. شباب وأناس كثر شدتهم حبال ( الجريمة إلى دوامتها ليكونوا فريسة سهلة المنال تنشر _ أي الجريمة – شباكها من خلالهم إلى المجتمع ليصبحوا في نظر هذا المجتمع ( مجرمين ) ومذنبين يجب معاقبتهم .. إذا عدنا إلى أسباب هذه الجريمة أو تلك فقد نجد ( الفراغ ) له نصيب في الجريمة أياً كان نوعها . وعالم اللهو والتسلية ليس اقل خطورة من الفراغ ولكنها طرق تمنع أشرار الفراغ من الوصول إلى مرحلة ( الإجرام ) وارتكابه .. وأياً كان نوع الطريقة التي تقتل الفراغ وتملأ وقته .. فهي عالم بحد ذاته له إفراده له طقوسه وله أيضاً المعجبون به والممارسون له .. العاب كثيرة وأشياء عديدة لا تنمي شيئاً للفرد . أو تثقف أو يفيد .. أي لا تسمن ولا تغني من جوع ولكن إهتمام البعض بها يفوق كل شيء .. الألعاب ليست من الضروريات بقدر ماهي كماليات أحياناً كثيرة تصبح ضروريات ويخرج عن طبيعتها التي صنعت من أجلها . لم يتوقع صانع الشطرنج أن لعبته هذه سوف تصبح عند البعض كل شيء وأهم شي ( بهذه العبارة بدأ عبدالرحمن حديثه الطويل عن الفراغ وطرق ملئه وأضاف إن التسلية ليست كل شيء فهناك أشياء أكثر أهمية .. مثل ( الدراسة – القراءة – العمل – البحث ) .وأخيراً : كلنا يملأ وقت فراغه بالشيء الذي يريده والشيء الذي يرغب فيه .. فعندما بادرت بسؤال عدد من الشباب في أماكن مختلفة كيف وبماذا تقضي وقت فراغك ) ؟إجابات مختلفة وردود كثيرة انحسرت معظمها بين القات والانترنت ومشاهدة التلفاز والتسكع واللعب بجميع أنواعه لتبقى أداة المعرفة والعلم ( القراءة ) في آخر اهتماماتهم أو إنها احياناً – لا توجد .
|
تقرير
الفراغ عالم للهواة والمحترفين أيضاً
أخبار متعلقة