نافذة
أمسكت قلمي لأناقش القضايا البيئية التي تهم المواطن لطرحها اليوم على طاولة النقاش في هذه الزواية الجادة والتي دائماً أتناول فيه أهم المشاكل التي يعاني منها المواطنون بسبب قلة الوعي البيئي بين أوساط المجتمع اليمني رغم اهتمام صندوق النظافة بنظافة المدينة وبذل الجهود الجبارة لتحويل محافظة عدن إلى مدينة جميلة نظيفة خالية من التلوث وقد نجحت الجهود المبذولة في جعل مدينة عدن آية في الجمال والنظافة وما زالت عميلة التوعية البيئية تلعب دوراً فعالاً على مستوى محافظة عدن مستهدفة جميع الفئات الاجتماعية ولكن البيئة ما زالت تعاني الكثير من الإهمال وصحة المواطن تعتمد على نظافة البيئة المحيطة به. ولكن البيئة تبكي اليوم فراق صديق لها زميلنا الغالي عمر السبع والذي تنزل مقالته وللمرة الأخيرة في صفحة البيئة والمياه بعد أن فارق الحياة فجأة دون سابق إنذار، عرف عمر السبع بحبه الكبير للبيئة في متابعة جميع قضاياها ومعالجة أهمها، من خلال كتابة مقالات حرة حول هذا المجال بأسلوب شيق وممتع وغني بالمعلومات القيمة التي تهدف تحسين مستوى البيئة المحيطة بنا.كاتب صحفي أحب مهنة الصحافة وأبدع بكتاباته المختلفة ليدخل عالم المعرفة والاطلاع على كل جديد ليعطي ما عنده إلى جانب عمله الإداري في مؤسسة (14 أكتوبر) للصحافة والنشر فماذا علي أن أقول؟ غير لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. رحل إلى رحاب الله ولا بد أن هناك حكمة في هذا ولكني لا استطيع استيعاب غياب زميلي الذي كان أمس يجلس بالقرب منا في مركب واحد ثم ترك المركب دون أن يقول كلمة وداع فأدركت مدى أهمية أن يكون الإنسان بجانب أخيه الإنسان لتتغير أولويات حياتنا المزيفة ونعرف معنى وقيمة الإنسان وتفضيله على أي شيء. اعذرني زميلي العزيز واعذروني كل أصدقائي وزملائي وأقاربي لأني عرفت اليوم أن لاقيمة لأي يوم مادام الإنسان تائهاً في دوامة الحياة يبحث عن أولويات الحياة الخاطئة تاركاً أهمها خلفه والموت يأتي في أي لحظة يخطف أحباءنا من أمامنا ونحن هائمون في زوبعة الحياة اليومية نحارب وحش الغلاء المعيشي ونحاول تامين حياة لأسرتنا من اجل العيش بكرامة ونصارع الفساد مهملين صحتنا وضرورة العناية بها والذهاب إلى الأطباء للكشف والعلاج ( فلبدننا حق علينا). وداعا أيها القلب الطيب والصديق العزيز والزميل الرائع.. البيئة تبكي اليوم فراقك وستظل دوماً ذكرى في أعماق قلوبنا وفي صفحات ذكرياتنا ستفقد البيئة صديقاً لها كان بالأمس يناضل من اجل الحصول على بيئة خالية من الثلوث.