سلامة البشرية في سلامة البيئة
إعداد / داليا عدنان الصادق :قد لا يكون صيد السمك بالصنارة هواية واسعة الانتشار في بلادنا، لكنه كذلك في أمريكا دون أدنى ريب، فقد بلغ عدد الذين يمارسون هذه الهواية 54 مليون نسمة في الولايات المتحدة وحدها، تراهم وقد انتشروا على ضفاف الآبار وشواطئ البحيرات والخلجان وترى أنّهم يتغيرون ويتبدلون بأسرع مما فعلوا في الماضي، حين كان الصياد يقضي ساعات طويلة في مكان واحدٍ قبل أن يعود إلى بيته يجر أذيال الفشل.. أو يحمل ما سمحت له الصدفة بصيده كثيراً كان أم قليلاً.على أنّ صيد السمك بالصنارة دخل مؤخراً العصر الإليكتروني ولم يعد يعتمد على الصدفة، كما كان في عصور ما قبل التاريخ.لقد دخل العصر الإليكتروني من أوسع أبوابه تبعاً للأجهزة الحديثة التي ابتكرت لهذا الغرض.نذكر من هذه الأجهزة ساعة حرارة الأعماق التي توجه الصيادة إلى بقاع في أعماق البحر ذات برودة فائقة نسبياً لا تلبث أن تجتذب السمك إليها في أيام الصيف الحارة.ونذكر أيضاً ساعات أخرى تساعد على تحديد الحموضة فتوجه الصياد إلى مواطنها حيث يتجمع السمك طلباً للغداء، كما لا ننسى الأجهزة التي تتحرى مواطن الضوء وتقرر أي الألوان أكثر جذباً للأسماك في ذلك اليوم وفي تلك المواطن على الأخص فتعمد إلى الإفادة منه، وتبقى الأجهزة التي تبعث على العجب والأكثر رواجاً على الصيادين تلك التي تعتمد سير الأعماق أساساً لاكتشاف الأسماك.وقوام هذه الأجهزة صندوق تحكم يرسل نبضات ((إليكترونية)) إلى محول مركب على مقدمة القارب أو ((مؤخرته)) ولا يلبث هذا المحول أن يحول تلك النبضات إلى موجات صوتية بالقاع أو بالسمكة ارتدت من حيث أتت ويلتقط المحول هذه الأصداء ويرسلها إلى صندوق التحكم وتظهر النتائج على ورق وتدل الخطوط المتواصلة على قاع البحر وتدل الأقواس أو ما إليها على الأسماك ويمثل عمق القوس طول السمكة الموجودة وقد لا يزيد طول هذه السمكة على 1.5 بوصة ومع ذلك فإنّ بعض أجهزة السير هذه تستطيع تحديد موقعها بضبط ودقة.كما أنّ بعضاً من هذه الأجهزة يحدث صوتاً مميزاً لدى العثور على السمكة وبعضها الآخر يعطي ألواناً مختلفة ترمز إلى صفوف السمك المختلفة فالأحمر للدولفين مثلاً والأخضر للسلمون وهكذا بعد أن نذكر بأنّ هذه الأجهزة التي نقلت هواية صيد السمك من العصور الحجرية إلى القرن العشرين دفعة واحدة باتت تهدد الثروة السمكية في المناطق التي انتشر استعمالها فيها.