إشراقة
عادت مدينة عدن تدريجياً ـ منذ أمس الأول ـ إلى طبيعتها المعتادة والهادئة بعد نحو أسبوع وأكثر من الوضع الاستثنائي الذي تعيشه المدينة ـ عادة ـ في الأعياد والمناسبات.وكعادتها عدن ـ المدينة والناس ـ ودعت زوارها ومحبيها بذات الروح السمحة والمحبة للحياة والألفة التي استقبلتهم بها، حتى يقضوا في ربوعها أجمل اللحظات الدافئة في حياتهم.صحيح أنه كان أسبوعاً مغايراً لمألوف المدينة من حيث تزاحم الناس وكثرة عدد السيارات ـ تقول الإحصائيات إن عدد الزوار بلغ نحو نصف مليون وأن ستين ألف سيارة دخلت المدينة خلال فترة إجازة العيد ـ الأمر الذي سبب ضجيجاً وازدحاماً في الأسواق والشواطئ والطرقات وغيرها من الأماكن، لكن مع ذلك الوضع الاستثنائي وما ترتب عليه، فقد ظل إيقاع الحياة في المدينة مضبوطاً وبدقة عالية، مع أنه في حالات كهذه إذا ما دخلت فيها المدن فإن اختلالاً لابد وأن يدب في أوصالها وتحدث الفوضى بشكل أو بآخر كحالة طبيعية ناتجة عن هذا التوافد الكبير، لكن ولله الحمد على الرغم من أن مدينة عدن خلال إجازة عيد الأضحى المبارك ـ أعاده الله على الجميع سالمين غانمين ـ قد استقبلت ما يربو على تعداد سكانها، لكن كان مسار الحياة فيها أثناء هذه الفترة طبيعياً ولم يخدش صفو وبهجة العيد شيئ يذكر من الفوضى أو الاختلال.وبالتأكيد فإن أمراً كهذا ما كان له أن يتم صدفة أو بالتمني أو بالركون والجلوس، بل أن ذلك كان نتاج عمل وجهود لمئات من الجنود الأوفياء والمجهولين في مجالات متعددة، قد يكون مستوى الوعي الذي يتميز به كثير من اليمنيين وتحليهم بالانضباط له دور في أن تسير الأمور بالشكل المرضي والمطلوب، لكن مهما بلغ مستوى وعي الإنسان ومدى التزامه لن يكون له الدور الأساس في أن يسير وقع الحياة هادئاً،إذ هناك كثير من الأمور عادة ما تغلب على سلوك الإنسان وتدفعه إلى بعض التصرفات التي قد لا يرى فيها سلباً، لكنها تلحق ضرراً بالآخرين..ولعل في مقدمة تلك الجهات التي كان لها الفضل والدور في ضبط إيقاع الأسبوع إضافة إلى جهات الكهرباء والمياه والسياحة والبلديات هي إدارة الأمن..وإن كان هناك من لوحة شرف تخط بأسماء هؤلاء الجنود المجهولين من عمال وموظفي تلك المرافق الذين آثروا أنفسهم وتنازلوا عن حقهم في فرحة العيد ليسعد ويبتهج الآخرون، وبذلك فإن أفراد الأمن يكون لهم مرتبة الامتياز في هذه اللوحة عموماً لما قاموا به.. وإذا ما حاولنا الثناء على جهود ودور رجال المرور فإن الذاكرة بما فيها من آيات امتنان لا تسعفنا.. إذ كل فرد ودوره خلال إجازة العيد يحتاج إلى لوحة شرف خاصة تكتب بماء الذهب.