فلسطين المحتلة/وكالات:أكد تقرير إسرائيلي أن الأحوال المعيشية والسياسية لسكان أراضي 48 عشية الذكرى السابعة لانتفاضة القدس والأقصى ازدادت سوءا وأن المواطنين العرب في إسرائيل يعانون حرمانا كبيرا وتمييزا عنصريا متصاعدا، في حين حذر وزير إسرائيلي من" انتفاضة ثالثة".وقال التقرير الذي أصدرته جمعية "حقوق المواطن في إسرائيل" -وهي منظمة حقوقية تدافع عن حقوق الأقليات- إن لجنة التحقيق الإسرائيلية الرسمية (لجنة أور) أكدت فشل الحكومات المتعاقبة في إرساء المساواة بين المواطنين العرب واليهود.وأشار التقرير إلى عدم الاكتراث بتوصيات اللجنة بتحقيق المساواة الحقيقية لفلسطينيي 48 في مجالات الميزانيات، والتربية، والإسكان، وتوفير الفرص للمواطنين العرب للتعبير عن ثقافتهم وحضارتهم وهويتهم في الحياة العامة بشكل مقبول ومحترم، ونوهت اللجنة بشكل خاص لمعاناة المجتمع البدوي في النقب. وبين التقرير الذي صدر متزامنا مع الذكرى السابعة لانتفاضة القدس والأقصى التي استشهد فيها عدد من عرب 48 أوجه التمييز العنصري والاضطهاد الرسمي الممارس ضد المواطنين العرب في إسرائيل البالغة نسبتهم 18% من مجمل السكان.ولفت إلى استمرار الملاحقات السياسية للقيادات العربية كالدكتور عزمي بشارة والشيخ رائد صلاح، وعضو الكنيست سعيد نفاع، من قبل جهاز المخابرات العامة (الشاباك).وذكر التقرير أن ملاحقة "الشاباك" لم تقتصر على قيادات المجتمع العربي فحسب بل طالت الجمهور العربي برمته، واستذكر تصريح رئيسه آفي ديختر مطلع العام حينما عرّف العرب في إسرائيل بأنهم يمثلون "خطرا إستراتيجيا"، وأوضح أن جهازه سيحبط كل نشاط "متآمر" حتى لو كان قانونيا وديمقراطياً. وأضاف التقرير "واليوم نرى النتائج على أرض الواقع من ملاحقات ومطاردات وإجراءات إدارية وتحقيقات". كما أفرد التقرير فصلا لإمعان السلطات الإسرائيلية في انتهاك الحريات الأساسية وانتهاج سياسة هدم البيوت العربية خاصة في القرى غير المعترف بها إسرائيليا في النقب، ولفت إلى هدم عشرات المنازل في كل شهر وتشريد عائلاتها وتركها دون سقف يحمي خصوصية وكرامة سكانها.وأكدت جمعية حقوق المواطن أنه بعكس توصيات "لجنة أور" ما زالت الحكومة الإسرائيلية تنتهج سياستها الهادفة لتفريغ النقب من سكانه العرب، وتجميعهم في مسطحات محدودة، بغية الحد من فرصة البقاء والتطور بشكل يؤدي لمراكمة الشعور بالظلم والغضب لدى المجتمع العربي.وأشار التقرير إلى استمرار عنف وعدوانية الشرطة وأجهزة الأمن تجاه المواطنين العرب منذ عام 2000 ولفت لقتل 33 مواطنا عربيا بيد رجال الشرطة بحجج واهية دون مقاضاة القتلة أو محاسبتهم بما يناقض توصيات "لجنة أور" وأضاف أن "سياسة الضغط السريع على الزناد لا تزال على حالها". وحذرت الجمعية من استمرار سياسات وممارسات التمييز، وطالبت بأن يتم تحديد الأول من أكتوبر لمناقشة مواضيع المساواة والتمييز وحقوق الأقليات.وكان وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعازر قد حذر قبل أيام من اندلاع انتفاضة ثالثة داخل أراضي 48 جراء استمرار التمييز في حق المواطنين العرب، وإقصائهم بشكل منهجي عن مختلف مناحي الحياة العامة.وتواصل الفعاليات الوطنية والإسلامية داخل أراضي 48 المظاهرات والاعتصامات على مفارق الطرق في إسرائيل تحت شعار "الجرح المفتوح" و"باقون ما بقي الزعتر والزيتون".وأكد رئيس لجنة ذوي الشهداء حسن عاصلة أن إحياء ذكرى الانتفاضة وهبة القدس والأقصى حيوي بالنسبة لفلسطينيي 48 من أجل تبيان عدم نسيانهم وغفرانهم لما ترتكبه السلطات الإسرائيلية من جرائم قتل لهم.وأشار عاصلة إلى أن المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة لا تزال تتهرب من مقاضاة القتلة الذين يسرحون ويمرحون ويمارسون وظائفهم الرسمية، وأضاف "لا صفح ولا غفران ونحن ماضون في فضح الوجه العنصري للدولة العبرية وفي تأمين عيش كريم وحر للأجيال الصاعدة في وطنها".