صباح الخير
سبعة أسماء مرت على موظف الجوازات بمطار صنعاء الدولي ضمن فوج سياحي قادم لزيارتنا. كان معظم هؤلاء قد طاف بشواهد الحضارة الإسلامية في الأندلس .. وقرأوا عن حضارة كانت هناك.. وعن دين قبرته المؤامرات لكنه ظل علامة فارقة في حضارة الإسبانيين . من يدري .. ربما قادت هؤلاء السبعة نزعة الفضول والإعجاب ولغة الحب والود التي نستقبل بها الضيوف وعيوننا الزائغة ، وعيون الزائرين لنا تستغرب : كيف حكم اليمني أركان الأرض الأربعة (!!) .. وصوت نسائي مبهور يقول : هل هؤلاء الذين غزوا الصين!؟. قادها تساؤلها .. وحركها انبهارها إلى معبد الشمس حيث كانت (بلقيس) هناك (أمنا وحضارتنا) باحثة عن إجابة لما تقول !! كانت تريد الحديث في خلوة مع (بلقيس) وحلمت أن تلمس يدها وأن تتحسس العرش المقدس. صوتها ضاع في الفراغ .. يداها تحولتا إلى قطع ممزقة ، بكت (بلقيس) وظلت في انتظار زائر جديد !. - أجبت أنا .. لسنا الذين كنتِ تحلمين .. نحن بقايا حضارة .. وأسرى عمائم .. وضحايا فتاوى . سقطت أقنعة المتأسلمين .. وغرقتِ أنتِ وحدكِ في بركة الدم المسفوح على جدار العرش ، ما كانت بلقيس لترضى أن يمزق ضيفها ، وما كان الله ليرضى أن يقطع ضيفنا ، وما كان النبي محمد ليرضى سفك دماء المستأمنين من غير ديننا, - ألأنهم نصارى قتلتموهم ؟ ، أم كونهم أشبه بالأمريكان تنتقمون لأطفال العراق .. وعجائز لبنان وهم الذين أسقطوا ذريعتكم، وبادر سياسيهم بخروج قواتهم من العراق!؟. - إذا ما بال حرمة دماء المسلمين .. سقط قتيلان لا ذنب لهما ولا دين يقر ما تفعلون ، هل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مرجعنا ومعلمنا ؟ .. أم أنهم من يخضعون خلف الجبال في أفغانستان .. ذلك البلد الذي أنهكه المتطرفون العرب وناقشوا فيه مسائل الفقه والاختلاف بلغة النار .. فمزقناهم معنا وأنهكناهم بفقهائنا وأذقناهم مرارة أن يكونوا مسلمين (!!). وفي مأرب بصق قائد الإرهاب الجديد لتنظيم القاعدة المتآمر على شعبه ، الحاقد على دينه.. في وجه الأديان .. وفي وجه الأنبياء .. وفي عرض الشريعة ، وترك الدين خلفه ، وبانت تقاطيع إبهامه على أشلاء الضحايا ، وغرز في المكان رمح الغدر ، واصطبغت السماء بلون الدم .. برائحة البارود المدمر .. وبكاء الحضارة النازف (!!). - لقد اهتزت العروش .. عرش الرحمن الرحيم .. عرش بلقيس العظيم .. و عرش القلوب الخائفة . وحسبنا الله ونعم الوكيل .