في القرن العاشر الهجري ( القرن السادس عشر الميلادي ) , دارت معارك حامية الوطيس على أرض اليمن بين العثمانيين والإمامة الزيدية وعلى وجه التحديد بعد سقوط عدن بيد العثمانيين سنة 1538م وتوغلهم داخل مناطق نفوذ الأئمة الزيديين . فالعثمانيون يعملون على بسط وترسيخ نفوذهم السياسي في كل مكان في اليمن أو معنى آخر يريدون ملأ الفراغ السياسي في اليمن بعد سقوط دولة المماليك في مصر سنة ( 921 هـ / 1516 ) بعد مصرع آخر سلاطينهم السلطان قنصوه الغوري في موقعة مرج دابق بالقرب من حلب من ناحية والعمل على فك الحصار المضروب من قبل الفرنجة البرتغاليين على السواحل والموانئ المصرية واليمنية ومن ناحية أخرى . المؤرخون يدلون بدلوهموفي أثناء ذلك دارت معارك شرسة حامية الوطيس بين العثمانيين والإمامة الزيدية المتمثلة بالإمام شرف الدين يحيى ومن بعده ابنه المطهر المتوفي سنة ( 980 هــ / 1572 م) من ناحية أخرى مع ثورة الإمام القاسم وابنه المؤيد اللذان تمكنا من طرد العثمانيين من اليمن سنة ( 1045هــ / 1635م ) بعد صراع دامي طويل ومرير شهدته اليمن والذي أستمر قرابة أربعين عاما . وفي أثناء ذلك دار صراع من نوع آخر يتمثل بين المؤرخين اليمنيين الذين انحازوا للعثمانيين أو الذين كانوا ( عثمانيو الهوى) والذي نطلق عليهم بالمؤرخين والكتاب الرسميين ، والمؤيدين والمنحازين للإمامة الزيدية والذي نطلق عليهم المؤرخين أو الكتاب المعارضين ـــ على حد تعبير الدكتور سيد مصطفى ـــ . وكانت عدة هؤلاء وأولئك اللسان والبيان والقلم وكان من نتيجة ذلك الصراع الفكري أو الانقسام بين المؤرخين الرسميين ، والمؤرخين المعارضين ، أن ظهر على مائدة الفكر اليمني مؤلفات غزيرة وهامة دارت كلها حول الصراع السياسي والعقائدي بين العثمانيين والأئمة الزيديين أو بعبارة أدق أن هؤلاء وأولئك الكتاب والمؤرخين سجلوا تاريخ الصراع السياسي بين العثمانيين والإمامة الزيدية منذ أن أشتعل بينهم فتيل القتال في عهد الأمام شرف الدين يحيى ، وابنه المطهر والتي انطفأت بعد خروج العثمانيين من اليمن على يد الإمام القاسم وابنه المؤيد ـــ كما ذكرنا سابقا. اتجهات متباينةوالحقيقة أن سبب كتابة تلك المقدمة يعود إلى كتاب بعنوان (( المؤرخون اليمنيون في العهد العثماني الأول 1538 ـــ 1635 م )) لمؤلفه الأستاذ الدكتور سيد مصطفى سالم )) ـــــ عميد تاريخ اليمن الحديث ـــ , وبالرغم أن الكتاب عدد صفحاته لا تتجاوز مئة صفحة غير أنه يكشف الستار عن عدد من الكتاب أو المؤرخين اليمنيين الذين أدلوا بدلوهم فيه أو شاركوا في الصراع السياسي والعسكري ولكن من خلال كتاباتهم المتباينة المشارب السياسية والمذهبية . فكان هناك المؤرخين الذين رسموا صورا مشرقة ومضيئة للدولة العلية العثمانية في اليمن . وكان هناك من الجانب الآخر أو الجانب المعارض للعثمانيين من رسم صورة قاتمة لحكمهم في اليمن . كواكب دريةوإلى جانب ما رواه صاحب الكتاب عن المؤرخين الرسميين المؤيدين للعثمانيين من ناحية والمؤرخين المعارضين من ناحية ثانية فإنه تناول بالشرح والتفسير والتحليل على نحو يدعو إلى الإعجاب والتقدير العميقين بترجمة للعدد من اليمنيين خاضوا بحر العلوم والمعارف من فقه وصوفية ، وصاروا كواكب درية في سماء الفكر اليمني أو بمعنى آخر كان لهم بعد الصوت في ميدان الحياة الثقافية وخصوصا في حضرموت بصفة خاصة ، وجنوب اليمن بصفة عامة. أسباب حركة التأليفوالحقيقة أن الدكتور سيد مصطفى أماط اللثام عن قضية تاريخية هامة تتمثل بأن حركة التأليف في اليمن في القرن الحادي عشر الهجري ( القرن السابع عشر ) كانت مزدهرة ازدهار واسعا بأنها ترجع إلى عدة أسباب وهى أن اليمنيين كانوا أصحاب حضارة عظيمة تضاهي الحضارات القديمة الأحرى كالحضارة الفرعونية في وادي النيل ( مصر ) ، وحضارة الهند في وادي السند وحضارة بلاد الرافدين ( بابل ) وغيرها من الحضارات الرائعة التي ظهرت على سطح العالم القديم وقتئذ أو بالأحرى أنها حضارة كانت تؤثر وتتأثر وتتواصل مع الحضارات الأخرى من ناحية أن البيئة أو الطبيعة اليمنية كان لها تأثيرها الإيجابي في نشاط اليمنيين وخصوصا أبناء الهضبة الوسطى المتميزين بالذكاء الحاد ، والحيوية والحركة الدائمين سواء كان ذلك في العمل الميداني أو في ميدان الإبداع من ناحية ثانية . وعندما بزغ نور الإسلام اليمن ، فقد كان اليمنيين من أوائل من شاركوا في الفتوحات الإسلامية الكبرى , وكان لهم دورا كبيرا في نشر الثقافة الإسلامية ومبادئها وقيمها في الكثير من البلدان والأمصار التي استقروا بها , وكان روادا حقيقيين في الفكر الإسلامي , وعلماء نوابغ في الفقه , وتفسير القرآن والحديث ، وفي ميدان النحو والبلاغة وغيرها من فروع العلوم الإسلامية.اليمن والتيارات السياسية وعندما أنفجر الصراع السياسي المغلف بالتيارات العقائدية والمذهبية في العالم الإسلامي في فترة حكم الدولة الأموية و في عهد الخلافة العباسية والذي برز في عهدها بشكل ملحوظ وخصوصا عندما تولى كرسي الخلافة العباسية بعض خلفاء فرضوا على الناس فكر محدد مثل فكر المعتزلة وعلى وجه التحديد في عهد الخليفة العباسي عبد الله المأمون المتوفي سنة ( 218 هـ / 833 م ) ولقد كانت اليمن في ذلك الوقت من أهم الميادين التي دارت فيها تلك التيارات المذهبية المختلفة التي سادت العالم الإسلامي وقتئذ حيث وجدت بعض المذاهب الدينية في اليمن متنفسا للنشر مذاهبها الدينية و مأوى آمن لها لكونها بعيدة عن يد الدولة المركزية في بغداد . العثمانيون في الساحة اليمنيةويضيف سيد مصطفى أن من الأسباب المباشرة والقوية التي أدت إلى نشاط حركة التأليف التاريخي في اليمن في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين (العاشر والحادي عشر الهجريين ) هو دخول العثمانيين إلى ساحة اليمن واصطدامهم باليمنيين أو بالأحرى بالإمامة الزيدية فنتج عن ذلك أن تباينت وجهات نظر المؤرخين اليمنيين ـــ كما مر بنا سابقا ـــ بين مؤيدين للعثمانيين ومعارضين لهم . وهنا ربما كان مناسبا ، أن نورد ما ذكره سيد مصطفى حول تلك المسألة ، إذ يقول: " أما بالنسبة للنقطة الثانية الخاصة بالظروف التاريخية في القرنين السادس عشر والسابع عشر التي أدت إلى نشاط حركة التأليف التاريخي في اليمن في تلك الفترة ، فهي خاصة بالعامل السياسي ، فقد جد حينذاك عامل جديد هو دخول العثمانيين إلى اليمن واصطدامهم باليمنيين ، وخاصة بالأئمة الزيديين الذي اشتد ساعدهم في اليمن منذ أوائل القرن السادس عشر. والذين تمكنوا بالتالي من قيادة الثورات الوطنية حينذاك ضد العثمانيين ، مما ساعدهم في النهاية على أن يلعبوا الدور الرئيسي في تاريخ اليمن منذ ذلك الوقت حتى خروج العثمانيين منه في سنة 1635 ... ". العثمانيون وحركة التأليفولقد تطرق الدكتور سيد مصطفى إلى أن العثمانيين لم يكن لهم أية أثر يذكر في نشاط حركة التأليف سواء كان سلبا أو إيجابا ، فالعثمانيين لم يكن يعنيهم من قريب أو بعيد نشاط الحركة الثقافية والفكرية في اليمن . فقد كان يعنيهم فحسب هو السيطرة على مقادير البلاد والعباد . وفي هذا الصدد يقول سيد مصطفى : " أن العثمانيين لا يهمهم من وراء وجودهم في اليمن غير بقائه خاضعا لسيطرتهم وغير تدعيم هذه السيطرة باستمرار" . وفي موضع آخر ، يقول سيد مصطفى حول عدم اكتراث العثمانيين للحياة الثقافية والفكرية البلدان العربية ومنها اليمن بسبب أن الدولة العلية العثمانية كانت في المقام الأول دولة جيش ولم تمتلك من الحضارة التي تساعدها على التأثير على الثقافة العربية . وفي هذا الصدد يقول سيد مصطفى : " يلاحظ أنه نظرا لطبيعة العثمانيين الأولى ، ونظرا لطبيعة نشأة دولتهم ، فقد كانت الحكومة والجيش قبل أي شيء آخر ، أي كانت الحرب هي المهمة الأولى للدولة ثم يأتي الحكم في المرتبة الثانية " ويضيف قائلا : " ويرجع هذا إلى حد كبير إلى تأخر العثمانيين حضاريا بالنسبة للبلاد التي أدخلوها في طاعتهم بوجه عام وبالنسبة للحضارة العربية بوجه خاص أو بالأحرى لم يكن لديهم ما يفرضونه في تلك البلاد. أو يحدثوا به آثارا واضحة بها ". ويفهم من ذلك أن نشاط حركة التأليف سار بعيدا عن العثمانيين لم يتدخلوا فيه وبمعنى آخر أن الحياة العلمية في اليمن لم تخضع لرقابة العثمانيين , لذلك ــ كما قلنا سابقا ــ سارت دون عراقيل ومعوقات بسبب أن العثمانيين لم يعنيهم سوى سيطرتهم على البلاد . مدرسة التاريخ الإسلاميويتناول سيد مصطفى بالتفصيل وبعمق نشوء وتطور مدرسة التاريخ الإسلامي وأثرها على المؤرخين اليمنيين في القرن السادس عشر والسابع عشر فيصفها ، قائلا: " فقد بدأ التاريخ عند العرب المسلمين فرعا من علم الحديث . فكان حريا أن يتأثر بطريقة المحدثين في جمع الرواية التاريخية ونقدها ولذلك كان النقد عندهم ، أو الجرح والتعديل كما كانوا يسمونه ذاتيا منصبا على الرواة لا موضوعيا منصبا على المرويات " . نشوءها وتطورهاوفي الواقع أن مدرسة التاريخ الإسلامي ــ كما هو معروف عنها ــ أنها تروي الأحداث حتى ولو كانت غريبة ومثيرة دون الوقوف عندها أي لا تعمل على تحليلها التحليل العميق وتلك الصفة هي من صفات المؤرخين القدامى الذين يرون الأخبار دون تفسيرها وشرحها وتحليلها أو بمعنى آخر دون استقرائها واستنباطها ينقلون ما قد سبقه في رواية الأحداث التاريخية دون التمحيص في حقيقتها أو قربها من الحقيقة . ويبدو أن تلك المدرسة الإسلامية قد صاحبها تطورا ملموسا على يد بعض الكتاب والمفكرين النوابغ أمثال العالم والمفكر الاجتماعي ابن خلدون وغيره من المؤرخين المسلمين . وفي هذا الصدد يقول : " وتطورت كتابة التاريخ الإسلامي ... إذ اهتم المؤرخون بتفسير الأحداث وتحليلها أي أنهم عرفوا الطريق إلى السببية والعللية ، وبلغ ذلك ذروته عند ابن خلون في مقدمته المشهورة " . ويواصل حديثه , فيقول : كما أصبح علم التاريخ نفسه موضوعا قائما بذاته مثلما فعل السخاوي في كتابه ((الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ )) . ويواصل الحديث عن صفات المدرسة الإسلامية التاريخية ، بقوله " ... فقد ظل الإسناد وضبط التوقيت والترتيب على السنين مع الكتابة الموسعة المفصلة التي تتضمن الأمور السياسية والاجتماعية إلى جانب شيء من التراجم والجغرافيا والتنجيم والفلسفة ، مع استخدام السجع أحيانا أو الشعر أحيانا أخرى لإظهار المقدرة على الكتابة أو سعه الثقافة والإطلاع ، ظل هذا كله الصفات العامة التي التزمت بها الكتابة التاريخية خلال تطورها الطويل ، رغم تنوع صورها أو اختلاف مواضعها " . مدرسة التاريخ اليمني ولقد نهل المؤرخون اليمنيون من ينبوع مدرسة التاريخ الإسلامي , وكانت كتاباتهم امتدادا لتلك المدرسة الإسلامية والتي كانت سائدة في العصور الوسطى حيث تميزت بالكتابات الموسوعة والشاملة حيث أن المؤرخ كان يكتب ويدون ويسجل في قرطاسه الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية الشريفة, والشعر ، والظواهر الطبيعية الفلكية , ويسوق الأمثلة ، والمواعظ ، والعبر . وفي هذا الصدد ، يقول سيد مصطفى : " ... حافظ هؤلاء المؤرخون على باقي الصفات العلمية التي تحلت بها مدرسة التاريخ الإسلامي بوجه عام ، مثل ترتيب الأحداث على طريقة الحوليات أو سوق هذه الأحداث مساق القصة المرتبة على العهود وإبراز العظة والاعتبار ، وذلك مما كان من الأهداف الرئيسية لكتابة التاريخ عند المسلمين ، أو مثل الاهتمام بترجمة حياة الشخصيات الهامة الذين عاصروهم ، وبالكتابة الموسعة ذات التفصيلات المطولة لنواحي الحياة المختلفة بما في ذلك ذكر الظاهرة الفلكية ــــ وهذا مما يمكن أن نسميه الكتابة الإنسكلوبيدية ( أي دائرة المعارف ) التي تميزت بها كتابة التاريخ في العصور الإسلامية بوجه عام ". ويشير سيد مصطفى إلى مسألة تتعلق بالمؤرخين اليمنيين أن الأغلب والأعم منهم كانوا يهتمون بالقضايا اليمنية الخاصة أي بذكر الأحداث اليمنية البحتة أو بمعنى أدق كل ما ورد عن فضل اليمن يدونه في مؤلفاتهم . وفي هذا الصدد ، يقول سيد مصطفى: " ... إذ أهتم مؤرخو هذه الفترة العثمانية بصفة أساسية بذكر الأحداث اليمنية فقط ، ولم يخرجوا عن هذا الحيز المحلي إلا لماما ". ويضيف قائلا : " ... وتبلور هذا الطابع المحلي في صورة أخرى وهي حرص هؤلاء المؤرخين في مقدمات كتبهم على ذكر فضائل اليمن وما أمتاز به من الصفات على سائر البلدان " . أصحاب كتب التراجم بعد أن رسم سيد مصطفى الخطوط العريضة حول الأسباب المباشرة وغير المباشرة في نشاط أو دفع حركة التأليف في اليمن إلى الإمام في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين . وكيف أن هؤلاء المؤرخين اليمنيين تشربت كتاباتهم بمنهج المدرسة التاريخية الإسلامية والتي كانت سائدة في العصور الوسطى ـــ كما مر بنا سابقا.المؤرخ بامخرمةأنتقل بنا إلى صفحة أخرى من صفحات كتابه وهي مجموعة أصحاب التراجم ، فيختار سيد مصطفى بعض المؤرخين المختصين في ميدان الترجمة وهم العيدروس والشلي . والحقيقة لقد ألقى أضواء قوية وساطعة على هذين المؤرخين بصورة تدعو إلى إلا عجاب . فقد شرح بسلاسة ووضوح حياتهم الاجتماعية والمؤثرات العلمية التي أثرت على كتاباتهم . ولقد ذكر ــ أيضا ـــ إلى جانبيهما المؤرخ بامخرمة المتوفى سنة 947 هـ / 1540م ولكنه لم يدخله في زمرتهما وسبب ذلك يعود كما قال : " لم نشأ أن نضعه ضمن المجموعة التي نقوم بدراستها لأنه ينتسب من حيث مؤلفاته التاريخية ــ إلى مؤرخي الفترة السابقة للفتح العثماني رغم أنه عاش حتى شاهد هذا الفتح". العيدروسومن أول تلك الشخصيات التي ترجمها هي شخصية ( العيدروس ) ومن الملاحظ أن سيد مصطفى توسع في ترجمة تلك الشخصية الهامة ، وأفاض في تحليلها أفاضة واسعة ويبدو أن ذلك يعود إلى المراجع التراثية التي تحدثت عنه بصورة مفصلة ومستفيضة والتي كانت متوفرة بين يدي سيد مصطفى . وكيفما كان الأمر فإنه أول ما ابتدأ به هو تعريفنا عن أسمه الكامل ، إذ يقول ـــ أنه ـــ : " ... عبد القادر ابن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن الشيخ عبد الله العيدروس " . وعن أشهر مؤلفاته يقول : " ... صاحب كتاب (( النور السافر في أخبار القرن العاشر )) الهجري ( ويوافق السادس عشر الميلادي تقريبا ) . ثم يتحد ث عن أسرته ، وأنها كانت صاحبة نفوذ وجاه وخاصة في حضرموت وعدن , وأن جذورها وأصولها تنتسب إلى الرسول ــ صلى الله عليه وسلم .الفتوحات القدوسية ويشير ــ أيضا ـــ إلى تراثهم العلمي التي أنجبت الكثير والكثير من العلماء ، والفقهاء النوابغ ، وأقطاب الصوفية سواء في حضرموت أو في الهند أو في مكة المكرمة . وأن لهم أتباع ومريدين في داخل اليمن وخصوصا في حضرموت وعدن ، وخارجها في الهند . وفي هذا الصدد ، يقول سيد مصطفى : " وأنجبت هذه الآسرة ... الكثير من الأولياء والمتصوفة ، ولبعضهم مزارات في جنوب اليمن وفي الهند ... يبدو أنهم أصحاب طريقة صوفية وممن يعطون العهود لمريديهم سواء في داخل اليمن أو خارجه ". ويمضي في حديثه ، فيقول : " ... فقد جاء في ترجمة جده (( ولبس منه الخرقة جماعة من أعيان مكة ، ولذلك فليس غريبا أن يكون من ضمن مؤلفات عبدالقادر الكبيرة كتابا بعنوان (( الفتوحات القدوسية في الخرقة العيدروسية )) ولكن لم نعرف الطريقة أو الفئة الصوفية المشهورة في البلدان الإسلامية الذي ساروا على نهجها ولبسوا خرقتها الصوفية ـــ على حد تعبير مصطلح الصوفية ـــ ويبدو أن لديهم صوفية خاصة بهم . ما أسباب انتشار الصوفية ؟ والحقيقة التي تطل برأسها أن الصوفية كانت في وقت من الأوقات هي السائدة في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين ( العاشر والحادي عشر الهجريين ) في البلدان العربية وعلى وجه الخصوص حضرموت ، وعدن ، وتعز وتهامة , , و أما المناطق الشمالية فقد كانت باهتة اللون بسبب أن الإمامة الزيدية حاربتها لأنها تصدم بأفكارها وقيمها المذهبية الزيدي المغاير تماما للصوفية ومن المحتمل أن الإمامة الزيدية كانت تخشى أن تنافسها وتزاحمها على نفوذها الروحي والسياسي في مناطقها . والحقيقة أن انتشار الصوفية ذلك الانتشار الواسع في المناطق التهامية اليمنية يحتاج من الباحثين والمهتمين بها الوقوف على أسباب ازدهارها بها وخصوصا في القرن العاشر والحادي عشر الهجريين . النور السافر والحقيقة أن عبد القادر بن شيخ العيدروس ألف عددا من الكتب وهو كتاب (( الدرر الثمين في بيان المهم من علم الدين )) ، (( والفتوحات القدوسية في الخرقة العيدروسية)) , ولكن تعد من أهم وأشهر مؤلفات العيدروس الذي ألفها هو كتاب ((النور السافر عن أخبار القرن العاشر )) فالكتاب يعد موسوعة في التاريخ ، والأدب والتراجم وتألفه يسير على نهج المؤرخين القدامى أو بالأحرى على طريقة المدرسة التاريخية الإسلامية التي تتحدث عن مختلف المواضيع التاريخية وغير التاريخية مثل الظواهر الفلكية و التراجم . وهنا ربما كان مناسبا أن نورد ما قاله سيد مصطفى حول سمات كتاب (( النور السافر )) ، إذ يقول " وقد عكس كتابه (( النور السافر عن أخبار القرن العاشر )) هذه الثقافة الواسعة . وفي الحقيقة ، فلم يكن كتاب تراجم فحسب بل وهو كما كان يأمل مؤلفه في المقدمة حيث ، يقول : " و أرجو أن يكون هذا الكتاب كتاب حديث ، وفقه ، وتاريخ ، وأدب " . ويضيف , قائلا : " وقد أوضح المؤلف في المقدمة أيضا ــ كعادة مؤرخي ذلك العهد ــ المنهج الذي سار عليه في كتابه فذكر أنه جمع تراجم الشخصيات الهامة التي توفيت في القرن العاشر ( الهجري ) ، وذلك إلى جانب ذكر بعض الأحداث الهامة ــ وغير الهامة أيضا ــ التي وقعت في خلاله ... ". الشلي الحضرميويواصل سيد مصطفى ترجمة أحد مجموعة أصحاب التراجم وهو الشلي ، وأسمه الكامل محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن علوي الملقب جمال الدين أبو علوي الشلي الحضرمي المولود سنة ( 1030هـ / 1621 م ) , والمتوفى سنة (1093هـ / 1682م ) . والحقيقة أنه كان يوجد أوجه شبه كبير بينه وبين المؤرخ الحضرمي الهندي العيدروس في كثير من الجوانب الأسرية والعلمية. وفي هذا الصدد يقول سيد مصطفى : " وهناك أوجه شبه كبير بين العيدروس والشلى تفسر إلى حد ما توسعنا في ترجمة الأول ، فكلاهما من أسرة كبيرة معروفة في جنوب اليمن (حضرموت وعدن ) وهما أسرة العيدروس وأسرة علوى ، وكلاهما نشأ في بيت علم ، وفي كنف أبوين من العلماء . كذلك تشابهت اهتماتهما وطريقة تحصيلهما العلم ، وميلهما إلى التصوف وإقامتهما خارج اليمن, ويعلل سيد مصطفى سبب ذلك ، بقوله: " ولا شك أن هذا التشابه يرجع على أنهم عاشا ظروفا علمية وتاريخية واحدة لتقاربهما من الناحية الزمنية إذ عاصر بعضهما بعضا لفترة قصيرة". السناء الباهر ولقد ألف الشلى كتابا بعنوان (( السناء الباهر بتكميل النور السافر في أخبار القرن العاشر ) وهوعلى نسق كتاب العيدروس ( النور السافر )) والذي قام بتكملته , وربما هنا كان مناسبا أن نورد ما ذكره سيد مصطفى حول كتاب الشلى الذي كان تكملة (( للنور السافر )) لعيدروس ـــ كما قلنا سابقا ـــ , وما أحتوى في ثناياه من مواضيع مختلفة ، إذ يقول : " وقد سار الشلى على منهج العيدروس ، فرتب تراجمه وأحداثه سنة بعد أخرى من سنة 5910 هـ ( 1495 م ) إلى 1000 هـ ( 1592 م ) . وأشتمل كتاب الشلى على ما فات كتاب العيدروس من تراجم ، أو ما جاء مختصرا فيه منها , وهي تتضمن كثيرا من العلماء والفقهاء والأمراء وغيرهم من أعيان البلاد العربية ، وكذلك من الهند والروم أي اشتملت على تراجم من هذه الجهات باعتبار أن أصحابها جزء من التراث الإسلامي العام ". والحقيقة لقد أشاد سيد مصطفى بكتاب الشلى الحضرمي (( السناء الباهر )) بسبب مادته الغزيرة لكون صاحبه كان يعيش في مكة وهي قلب العالم العربي والإسلامي حيث يأتيها العلماء والفقهاء وطلاب العلم وطلاب الشهرة من كل بلدان العالم الإسلامي وفي هذا الصدد يقول : " وقد أفاد الشلى كثيرا من إقامته في مكة في جمع مادة كتابه (( السناء الباهر )) إذ كان من السهل عليه الاتصال بالوفود العلمية التي تأتي إلى مكة للحج أو طلبا للعلم ... ولذلك جاءت مادته غزيرة شاملة وخاصة بالنسبة لتراجم المشرق العربي ". ولكن في الوقت الذي يشيد سيد مصطفى بكتاب ( السناء الباهر ) نجد أن المؤرخ والمحقق عبد الله محمد الحبشي في تحقيقه لكتاب (( تاريخ الشحر وأخبار القرن العاشر )) ينتقده نقدا لاذعا ، إذ يقول : " فوجد ( الشلى ) كتاب النور السافر على الرغم من ضخامته واستطراده لكثير من التراجم والأشعار الأدبية وجده ينقصه الكثير من التراجم التي فاتت مؤلفه ... فما كان منه إلا أن الحق النص بما فات مؤلفه الأول من تراجم كثيرة ضمنها كتابه هذا فإن كتابه هذا مع حرصه على إيراد ما جاء في الكتاب الأم . ومع ذلك فإن لكتاب النور السافر رونقه وطابعه الخاص بم حواه من تراجم يمنية في حين أغرق الشلي كتابه بتراجم مبتسرة لكثير من رجال العالم الإسلامي يجدها الباحث في مصادر أخرى معروفة"المؤرخون الرسميونوينتقل بنا سيد مصطفى من مشهد آخر من مشاهد الكتاب وهو المؤرخين المؤيدين لوجود الدولة العلية العثمانية في اليمن , والمعروفين بالكتاب أوالمؤرخين الرسميين وهم ابن داعر، أحمد بن يوسف فيروز ، محمد بن يحيى المطيب ، الموزعي ، ومؤلف مجهول وسنتحدث عن أحد هؤلاء المنحازين للعثمانيين في اليمن وهو ابن داعر صاحب كتاب (( الفتوحات المرادية في الجهات اليمانية )) والغريب في الأمر ، أن ذلك المؤرخ غير معروف موطنه الأصلي ، وتاريخ وفاته ، وأين توفى ؟ . ولقد حاول الدكتور سيد مصطفى البحث عن حياته في كتب التراجم المعروفة والطبقات ولكنه لم يخرج عن ذلك بطائل . وكل الذي عرف عنه من خلال كتابه " ... هو أسمه الكامل ، والأسباب التي دعته إلى تأليف كتابه ، ثم تحديد الفترة التي عاشها في اليمن ". وكل الذي عرفنا عنه في مقدمة كتابه أنه ولد وتربى في بيئة علمية , " وإن كان غير واضح أين ولد وتربى بالتحديد . ولقد عرفنا من مقدمة كتابه أنه كان يعشق القراءة والإطلاع عن أحوال البلدان المختلفة منذ صغره . وعندما شب عن الطوق رحل إلى القاهرة المعزية , والحجاز . وحول الأسباب التي دفعته إلى السفر إلى اليمن فيقول سيد مصطفى : " وعندما وصل إلى مكة وسمع وقرأ فيها الكثير عن اليمن من حيث ثروته الطبيعية وفضائله الكثيرة ، ومن حيث كثرة الاضطرابات والفتن والحروب التي كان قد سمع بها أيضا من قبل ". ويواصل حديثه ، فيقول : " واشتاق إلى زيارة هذا البلد حتى يتحقق بنفسه ما عرفه عنه من متناقضات . وهكذا يتضح تعلقه بالتاريخ منذ طفولته ، وأن هذا التعلق هو الذي قاده إلى زيارة اليمن ". الفتوحات المراديةوعندما وطأت قدمي ابن داعر اليمن وجد الهدوء يلفه من أدناه إلى أقصاه , وكان فضل ذلك يعود إلى السلطان مراد الثالث العثماني ( 1574 ـــ 1595 م ) والى الوالي العثماني في اليمن حسن باشا الوزير . والحقيقة لقد أوضح ابن داعر أن من الأسباب التي قادته إلى كتابة كتابه هذا الذي يحمل عنوان (( الفتوحات المرادية في الجهات اليمنية )) إذ يقول : " وسميته ( وأسميته ) بالفتوحات المرادية في الجهات اليمانية خدمت به سدة سلاطين الزمان وخاقان خواقين العصر والأوان . خليفة الله الأعظم في عالم الإنسان ... مولانا السلطان مراد خان ". وهذا ما أكده سيد مصطفى حول السبب في تأليف كتابه هذا ، إذ يقول " ولقد كان ابن داعر واضحا في تفسير دافعه إلى الدولة العثمانية ، وتسجيل أعمل السلطان مراد الثالث, وكذلك حسن باشا والي اليمن . مؤرخ منصفوالحقيقة ابن داعر على الرغم من الثناء والمدح الكبيرين للعثمانيين وإنجازاتهم ــ على حد تعبيره ــــ الكبيرة في اليمن , فقد كان يفسر الأسباب التي دفعت اليمنيين إلى التمرد وذلك بسبب سوء تصرف بعض الولاة العثمانيين إزاءهم . وفي الواقع أن كتاب (( الفتوحات المرادية في الجهات اليمانية )) أعطانا صورة واضحة " ... هذا الكتاب عن سعة إطلاع صاحبه على كتب التاريخ وعلى غيرها ، كما يدل على أنه من البحاثة المدققين كما نشعر بذلك في كثير من أجزاء كتابه . ومن الإنصاف لابن داعر أن نشر إلى محاولاته للوقوف عند بعض الأحداث لتحليلها وتعليل أسبابها ". الكتاب المعارضونوأما عن المؤرخون المنحازون للأئمة الزيديين أو كتاب المعارضة , فقد أختار الدكتور سيد مصطفى منهم عيسى بن لطف الله ، الجرموزي ، يحيى بن الحسين ، ومؤلف مجهول . ونحن بدورنا سنختار من هؤلاء المعارضين للوجود العثماني لليمن عيسى بن لطف الله . والحقيقة أن هذا المؤلف على الرغم أنه من المعارضة إلا أنه كان يتسم بالموضوعية , ويترفع عن السباب والشتائم في نقد العثمانيين بخلاف بعض الكتاب الذي كان منهم من يخرج عن دائرة سرد الوقائع والأحداث التاريخية إلى الهجوم العنيف ألاذع على العثمانيين وتتحول كتاباته التاريخية إلى سباب وشتائم تصل إلى تناول العيوب الجسدية " ... كما تضمنت تسفيه العقائد والاتهام لخروج على الدين إلى غير ذلك ".كتاب روح الروح وهنا ربما كان مناسبا أن نورد ما ذكره سيد مصطفى عن ترجمته ، إذ يقول : " ... هو عيسى بن لطف الله بن المطهر بن الغمام شرف الدين يحيى ، صاحب كتاب (( روح الروح فيما حدث بعد المائة التاسعة من الفتن والفتوح )) . وكما يبدو من الاسم ، فهو من أسرة الإمام شرف الدين ــ سالف الذكر ـــ ، وحفيد المطهر الذي قاد جيوش الزيديين وأشعل ثوراتهم ضد العثمانيين طوال الربعين الثاني والثالث من القرن السادس عشر الميلادي .أسباب تأليف الكتابوفي الواقع أن عيسى بن لطف الله ، ألف كتاب (( روح الروح )) وذلك بتكليف من الوالي العثماني في اليمن محمد باشا الوزير فالأخير كان رغبا أن يكتب الأحداث التي جرت بين العثمانيين والإمام شرف الدين وابنه المطهر كاتب مطلعا على تلك الأمور عن كثب أو بالأحرى من بيت الإمام شرف الدين . صحيح أن المؤلف لطف الله لم يعيش أحداثها ولكنه سمع عنها من مصادرها أي من أسرة الإمام شرف الدين نفسها ، فيكون بذلك قادرا ومتمكنا على كتابتها وتدوينا والخوض بعمق في تفاصيلها من ناحية أن أسرة الإمام شرف الدين عندما اندلعت ثورة الإمام القاسم بن محمد في وجه العثمانيين سنة ( 1006 هـ / 1598 م ) والتي دامت أربعين عاما ، قد ضعفت شوكتها أو بالأحرى قد ارتبطت مصالحها بمصالح الأخيرين, فكان من الطبيعي أن تكون سياستها معارضة لسياسة الإمام القاسم . ولكن لا يفهم من ذلك أن صاحب كتاب ((روح الروح )) كان في كتابه يؤيد الوجود العثماني في اليمن بل أستعرض الأحداث والوقائع التي حدثت بين الإمام شرف الدين وابنه المطهر المتوفى في سنة ( 980هـ / 1572 م ) و العثمانيين . وتناول ـــ كذلك ـــ في ثنايا الكتاب تاريخ مجيء المماليك إلى اليمن وقضائهم على الطاهريين ، ثم قيام دولة آل شرف الدين وحروب المطهر وزوال دولته من أيدي أبنائه ". وفي ختام الحديث عن ترجمة المؤرخ عيسى لطف الله المتوفي سنة ( 1048 هـ / 1638م ) ، يقول الدكتور سيد مصطفى : " وهكذا تتضح الظروف السياسية والشخصية التي أحاطت بعلاقة عيسى ابن لطف الله بالوالي العثماني محمد باشا ، تلك العلاقة التي ترتب عليها ظهور كتاب (( روح الروح )) إلى الوجود بما كان يحمله من توسع في تاريخ أسرة الإمام شرف الدين ، ومن اعتدال في عرض تاريخ العثمانيين في عرض تاريخ العثمانيين في اليمن . وكيفما كان الأمر ، فيعتبر عيسى بن لطف الله ـــ دون شك ــ من أهم من أرخ لليمن منذ بداية القرن العاشر الهجري حتى سنة 1029 هــ ( 1495 ـــ 1619 م ) توقف عندها الكتابة ". الخلاصة والحقيقة أن الكتاب أستطاع أن يقدم بعض المؤلفين والمؤرخين اليمنيين الذين كان لهم دورا كبيرا في العهد العثماني الأول في اليمن وذلك من خلال ترجمة حياتهم الأسرية أو الظروف الاجتماعية التي أحاطت بهم وكان لها أثرها الواضح في شخصيتهم العملية والعلمية وذلك من خلال الشرح والتفسير ، والتحليل العميق أو بمعنى أخر تحت مجهر البحث التاريخي. ولسنا نبالغ إذا قلنا أن الدكتور سيد مصطفى ـــ عميد التاريخ اليمني الحديث ـــ تمكن بمهارة عالية أن يجعل الشخصيات سواء كانت من المؤرخين أو الكتاب أن ينفخ فيهم الروح من جديد ، فيطلوا من على صفحات الكتاب كأننا نراهم رأي العين ، فنشعر بأنفاسهم الحارة والمتدفقة ، ونحس بمعاناتهم في كتابة مؤلفاتهم , ونلمس غضبهم سواء من المنحازين للعثمانيين في اليمن، أو المؤيدين للأئمة الزيديين . وفوق ذلك كله ، فقد ألقى أضواء ساطعة وقوية على مؤلفاتهم المختلفة من ناحية ونهجهم في كتابة التاريخ من ناحية ثانية واتجاهاتهم السياسية واهتماماتهم الفكرية من ناحية ثالثة. الهوامـــــــش :ءالدكتور سيد مصطفى سالم ؛ المؤرخون اليمنيون في العهد العثماني الأول 1538 ـــ 1635 م ، سنة الطبع 1971م ، الناشر : الجمعية المصرية للدراسات التاريخية. ( 1 ) محمد بن عمر الطيب بافقيه ؛ تاريخ الشحر وأخبار القرن العاشر ، تحقيق: عبد الله محمد الحبشي ص5 ، الطبعة الأولى 1419 ــ 1999 م ، مكتبة الإرشاد صنعاء. قام الباحث والمحقق الكبير الأستاذ إبراهيم أحمد المقحفي بتحقيق مخطوط ( روح الروح ) والتي تميزت تحقيقاته بالعمق ، وسلاسة الأسلوب ووضوح الشرح والتفسير ، وقدرته الفائقة على تعريف الأماكن والمناطق اليمنية التي ذكرت في الكتاب , والجدير ذكره قام الأستاذ إبراهيم المقحفي بتأليف مجلدين ضخمين بعنوان (( معجم البلدان والقبائل اليمنية )) في صورة غاية في الروعة وهو يعد أول معجم حديث يعرف المناطق والأماكن والمدن جغرافيا وتاريخيا في ظلال الوحدة اليمنية المباركة . ويعتبر ــ كذلك ــ من أفضل المعاجم التي صدرت في اليمن وإن لم يكن أفضلها ؛ ويعدان تلك المجلدين مرجع هاما للباحثين في جغرافية( المحرر).
|
تاريخ
الصراع الفكري في اليمن
أخبار متعلقة