بعد( 17) عاماً من الوحدة المباركة
"يومٌ من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى، بل صنعناه بأيدينا".. اليوم، الثاني والعشرون من مايو، وحدة التاريخ يتكلّم ليسمع العالم كله، أنّ اليمنيين صنعوا قبل سبعة عشر عاماً تاريخهم بأيديهم، عانقوا الشمس، أذهلوا العالم بتحقيقهم المعجزة المفخرة في زمن لا معجزات فيه، أعادوا رسم لوحتهم بألوان زاهية بعد عقودٍ من التخلف والجهل والمرض.. بعد أن مزقت هذه العقود السوداء لوحة اليمن السعيد.. فكاد العالم ينسى تاريخ اليمن المشرق.. تاريخ المجد الذي كان منبع حضارة الجزيرة والخليج.. نعم عقود التمزق والتشطير والاحتراب بين أبناء الأرض الواحدة، كانت عقوداً سوداء أساءت للتاريخ اليمني.. فكانت الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وقبلها كان قائد الوحدة وربان سفينة الوطن في السابع عشر من عام 1978م، يوم قرر الشعب بانتخاب المواطن البسيط علي عبدالله صالح – رئيساً للجمهورية العربية اليمنية آنذاك.. فبدأ الحلم، حلم إعادة وحدة الأرض اليمنية شمالاً وجنوباً بنظام جمهوري واحد.إعادة اللُحمة اليمنية الممزقة إلى التوحد من جديد.. بدأ هذا الحلم يتجسد في تفكير وقيادة الرئيس علي عبد الله صالح لتحويله إلى حقيقة، وكانت التحديات والمؤامرات الداخلية شمالاً وجنوباً والخارجية تتصدى بكل قوة لهذا الحلم لمنعه من التحقق.. المواطن اليمني كان يحلم وحلمه يكبر يوماً بعد يوم لمحو آثار وملامح الصورة السوداء التي يعيش في داخلها وهو ممزق.. ومع كبر هذا الحلم كانت المؤامرات تكبر، غير أنّ إرادة القائد من إرادة الشعب، في تحقيق الحلم تكبر هي الأخرى وكان الله مع حلم الشعب والقائد فتحققت المعجزة.. وبصوتٍ قوي دوى فوق سماء العالم كله قال الشعب اليمني في صبيحة الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وفي مدينة عدن .. : "اليوم نولد من جديد .. اليوم نبدأ في إعادة مجد السعيدة.. اليوم نفتح من جديد كتاب التاريخ لنسجل سطورنا المشرقة ونواكب العصر بعد سنوات طويلة من تخلفنا عنه. اليوم وبعد سبعة عشر عاماً من الوحدة عن ماذا نتحدث أيُّها التاريخ وأنت الشاهد على عظمة هذه السنوات التي سابقنا بها الزمن؟!نتحدث عن المنجزات التي غيرت صورة اليمن وجعلته يمن ينظر إليه العالم بإعجاب وتقدير.. منجزات أحدثت تغيراً جذرياً في حياة الإنسان، مئات الآلاف من الكيلو مترات من الطرق الوعرة التي كانت قبل الوحدة تمزق الوطن، عبدت لترسم مع كل كيلو متر واحد عنواناً جديداً للوحدة.. ربطت الطرق كل الوطن وصار التنقل بين أنحاء الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ميسراً بطرقٍ معبدة وحديثة.. عن ماذا نتحدث؟! قرى وعُزل ونواحي كان المواطن فيها لا يعرف حبة الدواء التي تقيه المرض، صارت هذه المناطق المعزولة في زمن التشطير، تتمتع في زمن الوحدة بالمئات من الوحدات الصحية والمستشفيات كما تزامن ذلك مع المدارس والمعاهد والكليات حتى الجامعات صارت في أكثر من مدينة بعد أن كانت فقط في عدن وصنعاء.. عن ماذا نتحدث؟! الوحدة أعادت الاعتبار لحرية المواطن اليمني وصارت الديمقراطية منهجاً وسلوكاً بين المواطنين والسلطة، التي هي من الشعب.. حرية التعبير وقول كل ما يريد قوله المواطن دون خوفٍ وأحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني ملأت الساحة، حرية في اختيار من يحكمنا عبر صناديق الاقتراع في انتخابات لا حاكم عليها إلا إرادة الشعب.. المرأة كسرت خوفها وأعطتها الوحدة حقها في المشاركة مع أخيها الرجل في كل المجالات السياسية والاقتصادية، فصارت وزيرة وقاضية ومحامية وطبيبة ومهندسة وسفيرة.. عن ماذا تتحدث أيُّها التاريخ ونحن في العام السابع عشرة من عمرنا الجديد الذي أمنه فخامة الأخ الرئيس القائد / علي عبدالله صالح – حفظه الله – كل شيء في الوطن تغيير، العالم صار يسمع صوتنا بوضوح وآراؤنا ومقترحاتنا تؤخذ، لأنّها صادقة وحريصة على السلام والحرية والديمقراطية وحوار الأديان واحترام آراء ومعتقدات الآخرين ونبذ ومكافحة الإرهاب.. عن ماذا نتحدث؟! .. الأطفال في زمن الوحدة وقيادة الرئيس علي عبدالله صالح، لا يخافون من المستقبل، فالمنجزات التي شيَّدتها الوحدة المباركة في مجالات التنمية والصحة والتعليم أمنت مستقبلهم.. فاسمع أيُّها التاريخ ماذا يقول الطفل ؟.. "شكراً يا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، إنّك صنعت لنا ذلك بعد أن عاش أجدادنا في حرمان وظلام وآباؤنا في خوف حتى جاءت الوحدة وكنت قائدها وأمينها..".أيُّها التاريخ .. سجل بأحرف من نور ما تشاهده اليوم على الأرض اليمنية.. إننا اليمنيين بعد أن حققنا حلم أحلامنا في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وأعلنا قيام الجمهورية الثالثة نخوض اليوم خلف القائد معركة البناء والتنمية بعد أن عززنا الديمقراطية وقال العالم لنا "نعم نحن مع التنمية في اليمن" فاليوم في العيد السابع عشر لوحدتنا آلاف المشاريع التنموية والاقتصادية والخدمية سيتم افتتاحها ووضع حجر الأساس لها.. اليوم أصبح الوطن آمناً ومستقراً وأكثر قوة.. فسجل أيُّها التاريخ أنشودة الوحدة.