أولمرت دعا عباس في لقائهما أمس إلى الحوار حول المبادرة العربية
فلسطين المحتلة / وكالات :أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما رئاسيا بتشكيل مجلس الأمن القومي الفلسطيني الذي يتولى رئاسته ويشغل رئيس الحكومة إسماعيل هنيه منصب نائبه، والمجلس هو الأول الذي يضم في قيادته ممثلين عن حركة حماس.وقال مسؤول فلسطيني رفيع ان المرسوم الرئاسي حدد مهمات مجلس الأمن القومي في وضع السياسات الإستراتيجية للأمن الفلسطيني ووضع السياسات الأمنية والخطط وهو ليس بالتالي جهازا امنيا تنفيذيا. وأضاف ان المجلس سيطلع كذلك على المفاوضات الأمنية ويشرف على الأمن الاقتصادي للسلطة الفلسطينية.ويضم وفق القانون المنظم له وزراء الخارجية والداخلية والعدل والمالية ورئيس المخابرات الفلسطينية وقائد الأمن الوطني الفلسطيني. كما سيكون في عضويته أيضا مستشار الأمن القومي محمد دحلان ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات.وكانت الحكومة الفلسطينية أقرت السبت خطة أمنية لوقف الفلتان الأمني في الأراضي الفلسطينية تنص بصورة خاصة على تشكيل مجلس الأمن القومي.ويأتي تشكيل مجلس الأمن القومي تنفيذا لاتفاق مكة المكرمة بين حركتي فتح وحماس والذي نص على تشكيل مجلس الأمن القومي بعد تنصيب الحكومة.وتنبع أهمية مجلس الأمن القومي من كونه يوحد عمل الأجهزة الأمنية سواء تلك التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو التابعة لوزارة الداخلية ومنها القوة التنفيذية التي شكلها وزير الداخلية السابق في حكومة حماس.ويعتبر جهاز الأمن الوطني بتركيبته بمثابة الجيش في السلطة الفلسطينية وهو يتشكل من قوات جيش التحرير الفلسطيني التي عادت من الخارج بعد اتفاق أوسلو وإقامة السلطة الفلسطينية العام 1994.والعنصر المهم الثاني ان المجلس سيضم بين أعضائه لأول مرة مسؤولين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الى جانب قياديي حركة فتح وهذا يعني مشاركة في اتخاذ القرارات بين الحركتين اللتين شهدت العلاقات بينهما توترا أدى الى مواجهات دامية في قطاع غزة مطلع العام الجاري.في غضون ذلك شدد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني أمس الأحد على ضرورة توفير الإمكانات المادية اللازمة لتنفيذ الخطة الأمنية وإنهاء الفلتان الأمني في الأراضي الفلسطينية المحرومة من المساعدات الدولية.وقال هنية في كلمة خلال حفل تكريم حفظة القران الكريم في غزة "نؤكد على ضرورة توفر الإمكانات المادية لتنفيذ الخطة الأمنية لإنهاء الخطف وخطف الصحافيين وانتهاك الأعراض وتوفير مقومات الصمود وإنهاء الفوضى المؤثرة حتى على برنامج مقاومة الاحتلال".ودعا هنية الى إنهاء الحصار المفروض على الفلسطينيين. واعتبر ان "هناك حراكا على المستوى الأوروبي لكنها حركة بطيئة لم ترتق الى مستوى معاناة شعبنا".وأكد هنية ان حكومة الوحدة الوطنية وضعت في أولوياتها "إنهاء الفوضى الأمنية والفلتان وحفظ النظام ..الخطة الأمنية التي تم إقرارها في جلسة للحكومة أمس (الأول) ستبدأ الأجهزة الأمنية بتنفيذها على الأرض".على صعيد أخر زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنه مستعد لإجراء مفاوضات بشأن مبادرة السلام العربية, فيما بدأ اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقدس الشريف المحتلة.وقال أولمرت في الاجتماع الأسبوعي لحكومته "نحن مستعدون لإجراء محادثات مع أي مجموعة عربية حول أفكارها, وسأكون سعيدا للاستماع إلى أفكارهم حول المبادرة السعودية", التي أعادت قمة الرياض إقرارها الشهر الماضي.وكان شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إن حكومته مستعدة لإجراء اتصالات تمهيدية مع الجامعة العربية, قائلا إنه "لا يوجد في الوقت الحاضر أي قناة لإجراء محادثات بين إسرائيل والجامعة العربية, وينبغي أن تقتصر المرحلة المقبلة على اتصالات تمهيدية".وأضاف في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة أن "الجامعة العربية ومعظم الدول العربية لا تعترف بإسرائيل, لكن من الممكن فتح حوار مع مجموعات مختلفة من الدول حول مسائل مختلفة بغية السعي إلى إيجاد أرضية تفاهم".في المقابل قالت القاهرة إن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لن تكلف بالتفاوض مع إسرائيل وليس من حقها التفاوض معها. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن "التفاوض مع تل أبيب شأن خاص بكل طرف له مشكلة معها سواء الفلسطينيون أو سوريا أو لبنان".ووصف أبو الغيط الرغبة التي تبديها تل أبيب في فتح حوار تفاوضي مع بعض أعضاء اللجنة بأنه "طرح لا أتصور أن الجانب العربي يمكن أن يقبل به", مشيرا إلى أن المجموعة التي ستتحدث مع إسرائيل من الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.ومن المتوقع أن تبدأ لجنة تابعة للجامعة العربية تضم 13 وزير خارجية في القاهرة الخميس المقبل، محادثات بشأن تشكيل مجموعات عمل للترويج لمبادرة السلام العربية المطروحة عام 2002 التي تعرض على إسرائيل التطبيع مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967.وجاءت تلك التصريحات عشية اللقاء بين أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي عقد بعد ظهر أمس في القدس.وكانت ميري إيسين -المتحدثة باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية- إن اللقاء سيتناول "المسائل الأمنية والاقتصادية والبحث عن أفق سياسي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي".وأضافت إيسين أن وزير الدفاع عمير بيرتس ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني سيشاركان في المحادثات, مؤكدة أن "المشكلات المتعلقة بالحل النهائي للنزاع مثل الحدود ووضع القدس واللاجئين غير مدرجة على جدول الأعمال".ميدانيا اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة قبل الماضية 12 فلسطينيا في كل من رام الله والخليل بالضفة الغربية. وقال جيش الاحتلال إنه تعرض لإلقاء عبوة ناسفة أثناء عملية عسكرية في جنين ولإطلاق نار في رام الله. كما أكد مصدر أمني فلسطيني أن قوة عسكرية كبيرة من الاحتلال اقتحمت مدينة البيرة جنوبي رام الله وسط إطلاق نار كثيف وقامت بإغلاق المدينة, قبل أن تشرع بتنفيذ حملة دهم.وفي جنين حاصرت قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة قرية مفرق الشهداء جنوبي المدينة. وأفادت الأنباء بأن نحو 20 آلية اقتحمت القرية فجرا ودهمت عدة منازل فيها وجرت مواجهات مع المواطنين الذين رشقوا القوات بالحجارة.