[c1]علي إبراهيم[/c]واقعياً ليس هناك معنى الآن للحديث عن تحريك عملية السلام على المسار الفلسطيني أو بذل جهود لدفع عجلة التفاوض المتوقفة منذ سنوات.فالوضع المنفلت أمنيا وصراع السلطة والفصائل جعلا الرؤية تنحصر في مجرد فتح معبر أو تمرير حقيبة أموال عبر الحدود لتصريف الأمور لبعض الوقت، واصبح كل الحديث يدور حول أفضل سعر لتبادل الجندي الأسير بأكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين.عمليا فإن كل ما قد تم الحصول عليه من مطالب، بعد مؤتمر مدريد للسلام واتفاق السلام الذي وقعه عرفات ونجم عنه قيام السلطة، تآكل أرضا ورؤية ومؤسساتيا من خلال الضعف الذي تعيشه مؤسسات السلطة حاليا.وإسرائيل مسؤولة عن إضعاف مؤسسات السلطة الفلسطينية خلال فترة الانتفاضة، لكن الصراع الداخلي الفلسطيني مسؤول ايضا وبنسبة أكبر في الفترة الحالية في حين أن المفترض ان يحدث العكس لو كانت هناك رغبة في التفاوض في وضع قوي.وتدل الاشتباكات والاختطافات المتبادلة الأخيرة على ان مبدأ حرمة الدم الفلسطيني قد تم التخلي عنه في ظل عمق الخلاف القائم بين وجهتي نظر في الساحة الفلسطينية بين تياري فتح وحماس.ومن السهل الحديث عن وقف الاقتتال والوحدة الوطنية إلى آخره، لكن عمليا من الصعب رؤية كيف يمكن ان يكون هناك اتفاق بين تيارين متعارضين برؤيتين متباينتين تماما للعمل بشكل مشترك للمستقبل ما لم يتنازل طرف عن قناعاته للآخر، أو يحسم طرف الصراع لصالحه بالقوة.هذا الخلاف قائم منذ قيام السلطة نفسها، فحركة حماس والتيار الذي تمثله رفضت الاتفاقات التي قامت على اساسها مؤسسات السلطة من البداية، ورفضت الاعتراف بالنتائج السياسية لاتفاق السلام الفلسطيني، وكانت التفجيرات والعمليات الانتحارية التي نفذت، بينما كان عرفات يتفاوض مع الاسرائيليين، أحد أسباب انهيار المسيرة، ثم المسلسل الذي نراه الآن.وقد كان هناك أملاً بعد أن شاركت حماس في الانتخابات الأخيرة والتي جاءت نتيجتها مفاجئة بفوزها وتشكيلها الحكومة في ان يحدث تغير نحو الواقعية في رؤيتها السياسية بعد ان أصبحت في الحكم ولها حكومة يفترض ان تكون مسؤولة عن اعاشة الناس وايجاد وظائف وحياة أفضل لهم.لكن الايديولوجية كانت أقوى، وربما كان لأطراف خارجية قوة ضغط منعت الحركة من التجاوب مع متطلبات الوضع الجديد باستثناء ما طرح حول فكرة «الهدنة» والتي لم تكن كافية من أجل فك الحصار الدولي ماليا وسياسيا عن الحكومة الفلسطينية والذي انعكس بدوره على الشعب الفلسطيني.وجاء الفصل الأخير من المواجهة بين السلطة والحكومة الحماسية حول «القوة التنفيذية» وهي عمليا ميليشيا للحركة لتضيف بعدا داميا آخر للصراع الذي يبدو ان امامه وقتاً لكي يحسم، وان كانت كل دقيقة اضافية تمر مع هذا الوضع المنفلت تخصم بالسالب من الرصيد الفلسطيني للمستقبل.يبقى سؤال يجب أن يطرح عربيا اذا استمر هذا الانفلات والاقتتال الفلسطيني وما يطلق عليه البعض «صوملة غزة» نسبة إلى الصومال قبل تدخل اثيوبيا، وهو هل سيترك الوضع هكذا لكي لا يبقى شيء يجري التفاوض عليه، كما حذر العاهل الاردني سابقا، أو أن هناك حاجة لتدخل عربي بوسائل فعالة وليس بيانات وتمنيات، واذا كانت هناك حاجة لتدخل بأي وسيلة وأي أدوات؟[c1]❊نقلاً عن/ صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية[/c]
|
تقرير
ســؤال!
أخبار متعلقة