رداً على التحفيزات الأوروبية
طهران / وكالات:ذكرت الأنباء في طهران نقلا عن مصدر إيراني رسمي أن إيران ستعلن في الأيام القليلة القادمة نجاحا مهما في مجال التقنية النووية، حققه الخبراء النوويون في بحوثهم.ولم تحدد إيران طبيعة النجاح الذي حققه علماؤها والذي سيعلن خلال ما يعرف بأسبوع الحكومة, لكن الإعلان جاء بعد يوم من ردها رسميا على مقترحات الدول الست المعنية بملفها النووي، وقبل أسبوع من نهاية مهلة حددها مجلس الأمن لتعليق تخصيب اليورانيوم.وقدمت إيران ردا مستفيضا ومفصلا على التحفيزات, وصفته بأنه يقدم إشارات إيجابية وواضحة من شأنها حل المسألة النووية دون توتر, حسب الناطق باسم الخارجية رضا حميد آصفي.ورغم أن إيران تجنبت ذكر مسألة تعليق التخصيب فإنه لا دولة من الدول الست، رفضت الرد الإيراني صراحة. فقد قالت الخارجية الأميركية إنها تتفهم أن تعتبر إيران ردها عرضا جادا مازالت السلطات الأميركية تدرسه, وإن لاحظت أنه لا يستجيب لمطلب مجلس الأمن بالتعليق التام للتخصيب.من ناحيتها أعربت مستشارة ألمانيا عن عدم رضاها عن رد إيران على عرض الحوافز المقدم لها من القوى الكبرى لتسوية الخلاف بشأن برنامجها النووي.وقالت أنغيلا ميركل إن بلادها بصدد دراسة هذا الرد، لكنها أشارت إلى أن ما ورد عنه لا يثير الارتياح لأنه لم يذكر شيئا عن خطط إيران لوقف التخصيب الذي طالبها به مجلس الأمن الدولي.وكانت الخارجية الأميركية اعتبرت أمس أن الرد الإيراني لا يستجيب لمطلب مجلس الأمن بالتعليق التام للتخصيب، لكنها قالت إنها ما زالت تدرسه.أما وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي فأعلن أن استئناف المفاوضات مرهون بوقف التخصيب أولا, بعد أن أشار في وقت سابق إلى الحاجة لـ"بضعة أيام" لدراسة الرد لأنه "طويل ومعقد للغاية", بينما تعهدت روسيا بالسعي لتسوية سياسية تحفظ دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية, منوهة بـ"أهمية فهم دقائق الرد". الصين بدورها قالت إنها "تدرس جديا" رد إيران، وأعربت عن أملها بأن تراعي طهران مخاوف المجتمع الدولي وتتخذ الخطوات البناءة اللازمة، كما دعت جميع الأطراف إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس.ويأتي الرد الإيراني في وقت أقرت فيه لجنة استخبارات أميركية في تقرير من 29 صفحة بوجود ثغرات كبيرة منذ اجتياح العراق في 2003 في المعلومات المتوفرة حول إيران وبرامج "الدمار الشامل" التي تطورها.وقالت اللجنة التابعة لمجلس النواب إن هناك "ثغرات كبرى في معرفتنا وفهمنا للنواحي المثيرة للانشغال حول إيران", محذرة السياسيين بأنهم سيحتاجون إلى "معلومات استخباراتية من نوعية عالية لتقدير النوايا الإيرانية والاستعداد لأي جولة جديدة من المحادثات".غير أن التقرير لفت الانتباه أيضا إلى أن إيران ربما تمارس حملة تمويه, مبالغة في حجم التقدم الذي تحققه في التقنية النووية, كما فعل نظام صدام حسين مع أسلحة الدمار الشامل.