بيروت/متابعات:بوفاة وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل إثر إطلاق النار على سيارته واستقرار رصاصة على الاقل في رأسة في وسط بيروت والذي لم يعرف حتى الآن المسئول عن الاغتيال، فان الازمة السياسية اللبنانية بين الفرقاء قد دخلت مأزقاً جديداً وطوراً تصعيدياً خطيراً لايستطيع احد ان يتكهن بالمدى الذي قد تبلغه وتأثيراتها الداخلية والاقليمية والدولية.والجميل ينتمي الى فريق 14 مارس وهو عضو في حزب الكتائب المسيحي ووزير الصناعة وابن الرئيس الاسبق امين الجميل.ويشهد لبنان أزمة سياسية بين الاغلبية الحاكمة والمعارضة. وتهدد التوترات السياسية بالامتداد الى مواجهات في الشارع.وقال فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني أمس الثلاثاء ان حكومته تتمتع بالشرعية على الرغم من استقالة ستة من الوزراء المؤيدين لسوريا وحذر من أن أي احتجاجات مناهضة للحكومة قد تتحول الى عنف.ويستعد حزب الله وحلفاؤه للخروج الى الشوارع للمطالبة بالاطاحة بحكومة السنيورة التي يتهمونها بالتحالف مع الولايات المتحدة قائلين انها فقدت شرعيتها مع غياب التمثيل الشيعي فيها.ولم يعرف بعد ما إذا كانت المعارضة ستمضي قدماً في وعيدها بانزال مؤيديها للتظاهر في الشارع أم ستعلن تعليق خطواتها لحين تهدأ حالة الصدمة التي سببتها حادثة إغتيال الجميل.وكانت الحكومة قد أقرت الاسبوع الماضي مسودة تشريع للامم المتحدة لتشكيل محكمة لمحاكمة قتلة الحريري على الرغم من استقالة ستة من وزرائها.والجميل هو أول سياسي يقتل منذ اغتيال جبران تويني في انفجار سيارة ملغومة يوم 12 ديسمبر عام 2005. وقد جاء اعلان نبأ وفاتة ورئيس الاغلبية النيابية سعد الحريري يعقد مؤتمرا صحفيا يعلق فيه على الازمة السياسية المتفاقمة في لبنان، وقد قال فور سماعه بالنبأ ان لبنان على مفترق طرق "وهناك من يقوده الى التصعيد والفراغ" في اشارة الى قوى المعارضة التي تتمثل بحزب الله وحلفائه. واضاف ان هناك "جهد يبذل في المقابل لتطويق التصعيد كسبيل بهدف خرق الجدار السياسي المسدود الذي تصطدم فيه البلاد". واتهم الحريري بعض القوى في لبنان "بوضع البلاد في مهب الريح في الوقت الذي يواجه فيه لبنان عاصفتين اساسية واحدة من عدو تاريخي والثانية من نظام متهم بارتكاب جرائم سيتسية في لبنان". يأتي هذا في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان هذه الايام التي دخلت بالفعل نفقا مظلما خاصة بعد ان قررت أحزاب المعارضة النزول الى الشارع لفرض إرادتها امام الأكثرية النيابية التي رفضت في وقت سابق تشكيل حكومة وحدة وطنية وذلك خلال جلسات التشاور التي انتهت بالفشل منذ حوالي اسبوعين.وتحضيرا للتحرك الشعبي عقدت أحزاب المعارضة اجتماعا موسعا امس الاول في منزل الوزير البناني السابق عبد الرحيم مراد بحضور وفد من قيادة حزب الله جرى خلاله البحث في التطورات الاخيرة، وآلية تحرك المعارضة في الشارع. واعلن مراد بعد الاجتماع انه تم الاتفاق بالإجماع على خيار النزول الى الشارع عبر تظاهرات شعبية تتمتع بإطار دستوري وقانوني اخذين بعين الاعتبار ما يضمن سلمية هذه التجمعات الجماهيرية وهدفنا اسقاط الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.وأشار الى انه في القريب العاجل سنشهد الحشود الجماهيرية في اماكن وساحات متعددة ولن يقتصر التحرك على ساحة واحدة واوضح ان الموعد حدد ولكن الان ليست اللحظة المناسبة لإعلانه. وبدوره اكد عضو المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي ان الخلاف مع هذه السلطة هو سياسي وليس مذهبياً وان قوى المعارضة لن تسمح بأن يتحول لبنان الى ساحة اميركية - صهيونية. ونقلت جريدة الديار اللبنانية عن مصادر داخل الاجتماع قولها ان امكانات التسوية بدأت تتضاءل كثيرا وبات خيار النزول الى الشارع هو المرجح. واوضحت ان القرار اتخذ ولا عودة عنه الا اذا اعاد فريق الاكثرية حساباته واقتنع بأن لا حل الا بقيام حكومة وحدة وطنية. وفيما اذا كان التحرك سيبدأ يومي الخميس والجمعة المقبلين قالت كل شيء وارد بما في ذلك بذكرى عيد الاستقلال، اضافت ليس هناك ما يمنع من حصوله بذكرى الاستقلال للتأكيد على ان التحرك هو لتثبيت الاستقلال الحقيقي. واوضحت ان التحرك سيشمل اكثر من منطقة وبأحجام مختلفة ومفتوحة على كل انواع التصعيد ضمن القانون. وهو بالتالي مرهون بمدى ردة فعل الفريق الحاكم. واشارت الى ان هذا الاجتماع هو الاجتماع الاخير قبل اعلان ساعة الصفر. وذكرت جريدة السفير اللبنانية ان عملية طباعة الشعارات واللافتات التي ستكون موحدة قد انجزت أمس الاول على ان يرفع العلم اللبناني وحده، مع حظر رفع الشعارات والهتافات الفئوية، كما انجزت كل الاجراءات التنظيمية واللوجستية والتقنية المتعلقة بآلية الدعوة والمواصلات والطرقات والساحات المحددة للتجمعات واجراءات وصول الامدادات من خيم ومياه وطعام، فضلا عن اعطاء اولوية للجانب الانضباطي عبر تشكيل مئات الفرق في بيروت والضاحية الجنوبية وجميع المناطق اللبنانية مهمتها تطويق الإشكالات من اي نوع كانت والحيلولة دون تسلل أي جهاز مخابراتي او مندسين الى جسم المتظاهرين والمعتصمين لافتعال مشكلات تشوه التحرك وتحرفه عن مساره الصحيح.في غضون ذلك ذكرت تقارير صحفية انه في موازاة التصعيد السياسي في المرحلة الاولى فان جملة رسائل حملتها كلمة الامين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل يومين ومن بينها ابقاء خيار التعديل الحكومي او حكومة الاتحاد الوطني خياراً قائما وذلك على الرغم من كلّ التعقيدات المحيطة بالوضع الحكومي الحالي.وكشفت مصادر لبنانية عن فرصة يسعى الى استغلالها الوسطاء الذين نشطوا الاسبوع الماضي لتقريب وجهات النظر بين المسؤولين والعمل على اعادة طرح فكرة استئناف الحوار الوطني لكن نفس المصادر استبعدت ان تكون هناك اية نيات راهنة لترجمة هذا التوجه التحاوري او التشاوري، وان كان تركيز من قبل الجميع على ضرورة اللجوء الى الحل السياسي قبل الاحتكام الى الشارع وفتح الساحة امام المجهول.وبالتالي فإن الساعات الآتية لن تخلو من العديد من الاقتراحات والمبادرات لتسوية ازمة الحكم خصوصا عشية الاحتفال بعيد الاستقلال والتي ستكون مختلفة هذا العام عن كل الاعوام الثالثة والستين الماضية وقد تشكل مناسبة الاحتفال فرصة لاعادة التواصل ما بين المسؤولين وطرح الازمة ربما او على العكس ستكون ذكرى الاستقلال مناسبة لتفجير الوضع وترجمة الخطاب السياسي التصعيدي مواجهات في الشارع.وقد هاجم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في حديث لاذاعة بي بي سي حسن نصر الله على خلفية مواقفه الاخيرة، وقال في ان المحكمة الدولية هي المفصل الذي لا يمكن التنازل عنه رغم التهويل والتهديد والسعي الى وضع البلاد على مشارف انقلاب سياسي مضيفا ان قوى 14 آذار على استعداد لخوض التسوية اذا كان ذلك يساهم في حل الأزمة السياسية القائمة. من ناحية أخرى رفعت حركة امل الشيعية اللبنانية والتي يتزعمها نبيه بري سقف خطابها السياسي بلسان النائب علي حسن خليل الذي قال لجريدة السفير "اننا نعتبر ان الرئيس السنيورة هو جزء لا يتجزأ من الازمة السياسية الكبرى التي يمر بها البلد"، مؤكدا ان حركته ليست على الحياد بل هي في صلب تحرك المعارضة، والشارع وإن كنا لا نتمناه ولكنه بات خيارا اساسيا بالنسبة الينا، وننصح الآخرين بأن يتعاطوا معه بشكل جدي وليس على طريقة تعاطيهم مع استقالة الوزراء الستة".واعلن خليل ان حزب الله وامل موافقان على مبدأ المحكمة الدولية ومستعدان لمناقشة التفاصيل بإيجابية كبيرة ونحن نتحدى الاكثرية ان تشكل حكومة وحدة وطنية وتختبر موقفنا من المحكمة وباريس 3 وغيرهما.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]خمس حقائق عن بيار الجميّل وأسرته المارونية المسيحية[/c]
[c1]*[/c] بيار الجميل في الثلاثينيات من عمره كان يعمل محاميا وهو أصغر عضو في البرلمان اللبناني. انتخب أول مرة عام 2000 ثم اعيد انتخابه عام 2005.[c1]*[/c] هو من الجيل الثالث من الساسة البارزين من عائلة الجميل التي اثرت على التاريخ الحديث للبنان.[c1]*[/c] أسس جده بيار الجميل حزب الكتائب اللبناني أحد المجموعات الرئيسية في الحرب الاهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975.[c1]*[/c] كان والده أمين الجميل رئيسا للبنان بين 1982 و1988.[c1]*[/c] اغتيل عمه بشير الجميل في سبتمبر ايلول عام 1982 بعد اقل من شهر من انتخابه رئيسا للبلاد وفور موافقته على بدء علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.