قتلها بالعنف الجنسي
طالبت أسرة الفتاة اليمنية الصغيرة إلهام التي قضت بعد (3) أيام من تزويجها، بإعدام زوج ابنتهم الذي مارس معها الجنس بعنف متسببـا لها في نزيف أدى إلى وفاتها.فيما بات تحديد سن للزواج في اليمن بعد مأساة إلهام قضية ملحة بنظر المدافعين عن هذا المبدأ.وكانت إلهام العشي البالغة من العمر (13 عامـا) توفيت الجمعة في الثاني من أبريل 2010م بسبب تمزق أعضائها التناسلية وأصابتها بنزيف مميت، وذلك بعد أن زوجت في 29 مارس 2010م.وفي قرية العشة التي تملؤها مظاهر الفقر المدقع والواقعة في محافظة حجة اليمنية، قال عبدالله أخو “إلهام” قتلوها قتلا، زوجها وأهله.لقد ربطوا أختي وقاموا بقتلها واستخدموا منومات ومنشطات وقتلوها”.أما الوالدة نجمة فقالت لوكالة فرانس برس من داخل كوخها الحجري ذي السقف المصنوع من القش وجذوع الأشجار «ظلموني أطالب بشرع الله وأطلب القصاص (الإعدام) بدلا عن ابنتي».وما زالت عائلة الهام ترفض تسلم جثتها من المستشفى الجمهوري في مدينة حجة.وقال شقيق إلهام مهدي العشي لفرانس برس “الله أعلم ما فعلوا لأختي قتلوها وتكالبوا عليها، ونحن لن نتسلم الجثة”.وأضاف “ماذا نفعل بالجثة؟ نحن نريد القصاص لقتل أختي. طبعـا زوجها هو القاتل الفعلي، ويقولون إن أخوانه وأخته وأباه ساعدوه على القتل”.وكانت إلهام جزءا من عملية زواج بدل، إذ زوجت لعماد الحكمي (24 عامـا) وهو من قرية مجاورة، بموازاة تزويج شقيقة عماد لعبدالله شقيق إلهام.وقال عبدالله الذي تزوج في نفس ليلة زواج أخته “تعارفت أنا وعماد وطلب مني أن أزوجه أختي إلهام على أن يزوجني أخته فقبلت، وبعد التفاهم مع والدتي وأختي تمت الموافقة وتم الزواج”.وذكر عبدالله أن المشكلة بدأت عندما لم يتمكن عماد من إقامة علاقة جنسية مع إلهام ومن فض بكارتها بينما هو أمضى ليلة زفاف ناجحة. وفي اليوم التالي أبلغت عائلة إلهام بأنها مريضة على حد قول عبدالله.وبحسب مصادر متطابقة من العائلة ومصادر طبية من المنطقة، قصد عماد مع زوجته إلهام مستوصف القرية غداة الزفاف بحثـا عن أي شيء يساعده على إتمام الزواج.وقالت الطبيبة الأوزبكية مكياييفا المتخصصة في أمراض النساء والولادة لوكالة فرانس برس إنها استقبلت إلهام وكان معها زوجها “واستحت أن تكشف جسمها ولم تسمح لي بمعاينتها”. وذكرت أنها رفضت طلب زوج إلهام أن تفض غشاء البكارة وأكدت أن الفتاة كانت تبدو هزيلة وضعيفة.وبعد اللقاء مع الطبيبة، توجه عماد إلى صيدلية ليبحث عن حل آخر. وقال صاحب الصيدلية لفرانس برس إن عماد طلب أقراصـا منومة أو مخدرة لكنه رفض أن يعطيه هذا النوع من الحبوب لعلمه بأنه قد يستخدمها لتخدير زوجته؛ إلا أن عماد لم يذهب فارغ اليدين بل حصل على عقار منشط جنسي محلي الصنع وغادر.وبعد يومين عاد عماد مع زوجته إلى المستوصف نفسه ليتبين بحسب الممرضة بأن “إلهام” كانت تعاني من “جروح والتهابات فأعطي لها علاج وذهبت إلى البيت وفي اليوم التالي أبلغنا أنها توفيت”.وقالت الطبيبة الأوزبكية : “عندما عاينت إلهام في المرة الثانية كانت تعاني من التهابات وجروح وطلبت من الزوج عدم الاقتراب منها لكن يبدو أن الزوج لم يلتزم”.أما تقرير المستشفى الجمهوري في حجة بتاريخ 4 نيسان / أبريل فأثبت أن إلهام وصلت إلى المستشفى جثة هامدة، وأنها توفيت جراء “تمزق شديد في المنطقة السفلى للمهبل... وحول فتحة الشرج”.أما تقرير الشرطة فقد أظهر أن الزوج عماد قال إن زوجته كانت تعاني من الإعياء عندما تزوجها ولم يتمكن من فض بكارتها؛ لأنها رفضت بسبب خوفها ومرضها.وفي قرية “إلهام”، خصص شيخ القرية خطبة الجمعة لموضوع الزواج وكيفية التعامل مع صدمة وفاة الفتاة.أما الناشطة والمحامية شذا ناصر فقالت : لفرانس برس : إن “الحادثة أكدت أنه لا القانون ولا الدولة قادران على حماية الصغيرات من الزواج المبكر ما لم يكن هناك حملة توعية”، بأن موضوع تحديد سن الزواج بات ملحـا.وشددت على أنه يجب أن تقترن هذه الحملة بـ “بمعاقبة معارضي قانون تحديد سن الزواج الذي لم يتم إقراره بعد في اليمن يضغط من المتشددين».وقالت : “نطالب مجلس النواب بإصداره (مشروع القانون) وبالإبقاء على المواد العقابية التي تنص على معاقبة ولي الأمر والزوج والمأذون إذا لم يتأكدوا من سن العروس».كما أكدت ناصر أنها تولت الدفاع عن عائلة إلهام وستطالب بالإعدام كعقوبة قصوى. وكان الجدل تصاعد مؤخرا في اليمن حول ظاهرة تزويج القاصرات وهي ظاهرة منتشرة خصوصا في المناطق الريفية، وقد نظمت تظاهرات تطالب بتحديد سن دنيا للزواج، بينما نظمت تظاهرات أخرى ضد ذلك بدعم من التيارات الدينية المتشددة.وكان البرلمان اليمني أقر العام الماضي مشروع قانون يضع حدا أدنى لسن الزواج هو (17 عامـا) للنساء و(18 عاما) للرجال، إلا أن نوابـا من أطياف سياسية عدة قدموا إلى رئيس البرلمان طلبـا لإعادة مناقشة القانون.ولم تتم المصادقة على هذا القانون الذي يعول عليه من أجل الحد من ظاهرة تزويج الأطفال.ويرى الإسلاميون إن الإسلام لم يحدد سنـا للزواج ويتذرعون بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي في التاسعة من العمر.وكانت هيئة علماء اليمن التي يرأسها رجل الدين المتشدد والنافذ عبدالمجيد الزنداني أصدرت بيانـا ضد مشروع القانون واعتبرت أن تحديد سن الزواج يعني “تحريم ما أباحه الله”.[c1](وكالة الأنباء الفرنسية)[/c]