باريس / متابعات : أكد علماء في الولايات المتحدة انهم نجحوا لاول مرة في استنساخ اجنة للقرود لاهداف علاجية، وهو انجاز قد يشجع على استنساخ خلايا بشرية لاستخدامها في الابحاث الطبية.وقال باحثون من جامعة اوريغون للصحة والعلوم الاميركية في مقال نشرته مجلة نيتشر العلمية البريطانية على موقعها الالكتروني انهم تمكنوا من استنساخ اجنة قرود الماكاك مستخدمين التقنية نفسها التي ادت الى ولادة النعجة دولي اول حيوان ثديي مستنسخ في 1996 ، وهذه اول مرة تنجح فيها هذه التقنية لاستنساخ اجنة قرود.وتمكن الباحثون بقيادة شكرت مطالبوف من الحصول على سلالتين من خلايا المنشأ غير المتخصصة انطلاقا من الخلايا الجنينية.وتقوم عملية الاستنساخ على نزع نواة خلية من جسم حيوان بالغ ونقلها الى نواة بويضة بعد تفريغ نواتها من المكونات الوراثية.بعدها يتم تحفيز البويضة باستخدام مواد كيميائية وشحنة كهربائية لبدء عملية الانقسام الخلوي ، وباعتماد هذه التقنية تمكن علماء من استنساخ فئران وخنازير وقطط وابقاروكلاب.ولم ينجح استنساخ قرود سابقا بسبب مشكلات كانت تتسبب في حدوث تشوهات كثيرة في الخلايا ، كما اثارت الابحاث لاستنساخ قرود انتقادات بين الحريصين على اخلاقيات البحث العلمي الذين يخشون ان يفتح ذلك الطريق امام استنساخ بشر، وليس خلايا فحسب.ولكن الباحثين يميزون ما بين الاستنساخ الانجابي للبشر الذي قد يؤدي الى ولادة طفل مستنسخ، والاستنساخ العلاجي الذي يتم خلاله استنساخ سلالات من الخلايا لاستخدامها في العلاج الطبي.وقالت هيلين والاس من "جين واتش"، وهي جمعية بريطانية تراقب الابحاث الوراثية ان استنساخ خلايا قرود "يثير القلق حقا" لانه قد يدفع عالما غير مكترث باخلاقيات البحث العلمي الى استنساخ طفل.واضافت "ان الخطر يكمن في ولادة طفل مشوه والتسبب بمعاناة للام ، واضافت "لا نعتقد في بريطانيا ان الابحاث ستأخذ هذا المنحى لوجود قوانين تحظر الاستنساخ الانجابي. لكن مثل هذه القوانين غير موجودة في معظم دول العالم ، وخلايا المنشأ هي خلايا تتحول عندما يكتمل نموها الى انسجة وظيفية متخصصة.وخلايا المنشأ الجنينية لديها مميزات كثيرة كونها قادرة على ان تصبح اي نسيج من انسجة الجسم ومن هنا يأمل العلماء ان يستخدموها في المستقبل لاستبدال انسجة الأعضاء البشرية التالفة او المريضة.وفي غياب مثل هذه الامكانية يقوم العلماء حاليا بنقل خلايا او اعضاء، لكن المريض المتلقي يواجه مشكلة رفض جسمه للخلايا المزروعة. ولذلك فان الحصول على خلايا جنينية مستنسخة تحمل المكونات الوراثية للمريض نفسه تتيح الالتفاف على مخاطر رفض العضو المزروع ، وقال اعضاء فريق مطالبوف انهم عملوا على 304 بويضات اخذت من 14 قرود اناث.واخذت المكونات الخلوية التي زرعت في البويضات من خلايا الجلد لدى قرد ماكاك ذكر. ونجح الانقسام الخلوي لدى 35 من البويضات التي انقسمت الى خلايا جنينية. ومن هذه الخلايا الجنينية تم الحصول على سلالتين من خلايا المنشأ الجنينية القادرة على مواصلة عملية الانقسام الخلوي بصورة طبيعية. وهذا يعني ان نسبة النجاح تمثل 7.0 في المئة ، واعتبرت هيلين والاس ذلك نسبة فشل عالية .وتحتاج هذه التقنية دائما الى عدد كبير من البويضات للحصول على عدد صغير من الخلايا الجنينية. كما ان الكثير من الثدييات المستنسخة ولدت وهي تحمل تشوهات وراثية ونفقت في عمر مبكر.
استنساخ أجنة القرود هل يكون مقدمة لاستنساخ البش
أخبار متعلقة