صباح الخير
إن وجود النظام التربوي الكفؤ يعد أمراً ضرورياً لأي مجتمع يهدف إلى الإسراع في عمليتي التطور والنمو في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن أجل أن يسهم أي نظام تربوي بكفاءة وإقتدار في عملية التنمية يجب أن يخضع باستمرار إلى الدراسة والتقويم لكفاءته وأن الأساليب المتعددة التي يتم الوصول إليها حتى وقت قريب لدراسة الأنظمة التربوية كانت ومازالت دون المستوى المطلوب في إمكاناتها للتعرف على واقع هذه الأنظمة وسبل تطويرها وزيادة فاعليتها لذا فهناك حاجة ملحة للاستمرار في تطوير هذه الأساليب والتوصل إلى أساليب جديدة تحقق الغرض المنشود ويعتبر التقويم والبحوث التقويمية أحد الأساليب الأساسية التي تساعد في تحسين وتطوير كفاءة الأنظمة التربوية ويمكن تصنيفها إلى مجالين أحدهم يهتم بالكفاءة الداخلية وثانيهما يهتم بالكفاءة الخارجية وتعد أساليب النوع الثاني ممثلة لنظرة حديثة إلى التقويم المبني على أساس أن النظام التربوي يجب أن يسخر للمطالب الاجتماعية والتنمية الشاملة.تصنيف لبعض المشكلات التربوية في مدارسنا:1) عدم التقيد بالتقويم المدرسي السنوي الصادر من قبل وزارة التربية والتعليم مع بداية كل عام دراسي والمنظم لعملية سير العملية الدراسية حيث يلاحظ أن هناك فعاليات كالأنشطة والإجازات الطارئة، وتقديم أو تأخير مواعيد الامتحانات تتداخل مع ماحدده التقويم المدرسي وهذا بطبيعته يأتي على حساب الزمن المقرر للحصة الدراسية والمقرر الدراسي والحصيلة الدراسية للطالب وتأتي الامتحانات النهائية مجرد تحصيل حاصل.2) تأخير إنزال الكتب الدراسية وخاصة الجديدة للطلاب وإذا ما توفرت فهي ليست بكميات كافية فالنقص أحياناً يطل قائماً حتى نهاية العام الدراسي.3) نقص المعلمين اما لسوء عملية توزيعهم على المدارس حسب الحاجة مما يترتب عن ذلك تخمة تواجدهم في بعض المدارس وشحة في البعض الآخر من المدارس وإما نتيجة للتغيب والانقطاع المستمر واما للتحول إلى أعمال أخرى في نطاق المدارس ذاتها.4) ظاهرة التغيير المستمر في مدراء المدارس أكان في نهاية الفصل الدراسي الأول أم في نهاية العام الدراسي وذلك من غير أسس صحيحة تجيز هذا التغيير إلا بعد عدة اجتماعات تقويمية من قبل قيادات مكاتب التربية في المديريات مع هؤلاء المدراء وأعطائهم الفرص لتحسين أدائهم مستقبلاً لذلك يلاحظ أن مثل هذه التغييرات تحدث دربكة في سير العملية الدراسية خاصة إذا جاء البديل عكس المتوقع.5) عدم اختيار الوقت المناسب لترميم المدارس حيث دأبت التربية أن يبدأ مشروع الترميم مع بداية العام الدراسي وعلى أثره تتوقف الدراسة ويضطر الطلاب وخاصة من هم في المرحلة الأساسية بما فيهم المعلمون الانتقال إلى أقرب مدرسة أو توزيعهم على مدارس عدة لمواصلة الدراسة فتكون النتيجة إلى جانب متاعب هؤلاء الطلاب والمعلمين الكثافة العددية في الصفوف ويفترض أن تتم هذه الترميمات في الإجازات الصيفية حفاظاً على وقت الدراسة وسلامة المناخ الدراسي في هذه المدارس.6) الطوابير الصباحية والمسائية في مدارسنا لم تعد تؤدي دورها التربوي والتوجيهي وذلك لعدم وجود البرامج المعدة سلفاً والتي تصب في خانة الأنشطة اللاصفية مثل: "السكانية، البيئية، الاجتماعية والثقافية".7) الكثافة العددية للطلاب في الفصل الدراسي يؤدي إلى الاضطراب والخلل في سير الحصة الدراسية لعدم استطاعة المعلم قيادة الصف وتوصيل الدرس إلى كل طالب بطريقة جيدة وايضاً يؤدي إلى عجزه في متابعة الأعمال الكتابية والاختبارية للطلاب ايضاً فإن هذه الكثافة العددية للطلاب في الفصل الدراسي لاتهيئ لا للطلاب ولا للمعلم المناخ الصحي ولا النفسي ولا الكيفي للتعليم والتعلم وكلما كان عدد الطلاب في الفصل الدراسي مقبولاً كلما كان النظام فيه سائداً والحصيلة الدراسية نافعة وهادفة.8) إنحسار النشاطات اللاصفية في مدارسنا فهي وإن وجدت تعد تلبية للمناسبات ومن دون برامج وخطط فمن خلال النشاطات اللاصفية الهادفة والمبرمجة تستطيع المدرسة أن توجه طلابها نحو الأهداف المنشودة ليتم الخير والإقلاع عن الشر والشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه المحافظة على الممتلكات العامة كما أن النشاطات اللاصفية إن تم توظيفها التوظيف الجيد تقلل أو تساعد على امتصاص فراغ الطلاب وحملهم على الاهتمام بما ينفعهم من الدراسة وربطها بالحياة العملية.