على ذمة صحيفة «الشرق الأوسط»: سائق الصحافية السعودية.. صحافي أيضاً
الرياض/الشرق الأوسط :«اثنان بواحد» هكذا أصبح شعار من يكلف بمهام إيصال الصحافية السعودية، لتنفيذ تحقيقاتها وحضور مناسباتها وتغطياتها الصحافية، سواء أكان سائقا وافدا أو أن يكون زوجا أو أخا وفي أوقات أخرى قد يكون احد أبنائها. ففي كثير من الأوقات لا تقتصر مهمة «السائق» على توصيل الصحافية للجهة المحددة، وإنما تجاوز الأمر ذلك إلى اكتساب مهارة وجرأة العمل الصحافي بالتقاط الصور في المواقع الخطرة وتوجيه تساؤلات الصحافة الأنثوية للذكور وذلك عن طريق «زرع السائق» في مواقع تجمعاتهم. وتجاوز الأمر ايضا إلى اكتساب السائق المهنية والبراعة في فن التحايل لمساعدة الصحافية على التقاط صورة ما، أو أن يعمد إلى تسجيل أحاديث وسط مجتمعات الجنس الخشن. وبالرغم من أن فوائد عديدة تمكنت الصحافية السعودية من اقتناصها من «سائقها» إلا انه سرعان ما تحول أمر «السائق» إلى سلطة اجتماعية رابعة تتقدم عليها سلطة الأب والزوج والأخ. مساومات عديدة وتوسلات ووعود كان على الصحافية اقتطاعها، لمجرد إيصالها إلى إحدى التغطيات والمناسبات. نورة الحويتي الصحافية والمحررة بجريدة (الرياض) تخلصت سريعا من سائقها ولم تعد تعتمد عليه، بعد عقد قرانها مباشرة والتي كما ذكرت سئمت من تذمره المتكرر لطول ساعات الانتظار وعدم إعطائه مواعيد محددة. وليتحول الزوج إلى صحافي متعاون، يلتقط الصور إلى جانب تسجيل بعض الاستفسارات وتساؤلات زوجته الصحافية الموجهة إلى الرجال العاملين في الدوائر والوزارات التي يصعب عليها دخولها. وترى نورة أنها محظوظة جدا بزوجها الذي أصبحت تعتمد عليه في مناقشة بعض المواضيع الاجتماعية وإبداء رأيه في تحقيقاتها وكتابتها الصحافية، إلى جانب مرافقته لها للمحافل والمناسبات الدولية. وتذكر دور زوجها الكبير في مساعدتها على التقاط صور لتحقيقها الخاص بأطفال الشوارع إلى جانب موافقته على دخول احد المسالخ وتصوير ذبح أضحيات عيد الأضحى المبارك. وتعترف روضة الجيزاني الصحافية في جريدة (الجزيرة) أنه بالرغم من تحول زوجها إلى «دليل ميداني» يرشدها ويوصلها إلى المحافل والتغطيات الرسمية، ما زالت تعاني من عوائق عدة أهمها مهمة الإيصال لحاجة العمل الصحافي إلى السرعة في تقصي الأخبار والسرية. وأضافت روضة الجيزاني أن عملها الصحافي في ظل مجتمع ما زال منقسما بين تأييد الصحافة النسائية وبين آخر يعارضها، اقتضى حمل الزوج على دخول عدد من الدوائر الحكومية، وذلك لإيصال استفساراتها للمسؤولين، إلى جانب عمله «كدليل». ولعل نادية الفواز الصحافية في جريدة (الوطن) السعودية الأوفر حظا بين مثيلاتها من الصحافيات، حيث لم تعتمد في إيصالها على السائق الوافد وحده وإنما كان لزوجها وشقيقها نصيب من عملها، وكما ذكرت، بعد عملها الصحافي والذي امتد لما يقارب الأربعة عشر عاما «قامت بتجنيد كل من معها للعمل الصحافي». وأضافت نادية ان كلا من زوجها وشقيقها وسائقها اصبحوا يتمتعون بحس صحافي متميز في رصد المشاهد النادرة وتذكيرها ببعض الأسئلة أثناء إجراء حوارات صحافية، بالإضافة إلى جلب (بروشورات) كتيبات وأفلام وثائقية لعدد من المناسبات، مستشهدة بحفل «جائزة أبها» والتي اعتمدت فيها على زوجها لالتقاط الصور. ولعدم توفير المؤسسة سائقا خاصا للصحافية السعودية، برز على الصحافية عبء آخر متمثل بالجانب المادي حيث لا تقل تكلفة إيصال الصحافية لوجهة واحدة يوميا عن 1500 ريال في الشهر الواحد. من جهة أخرى أوضحت سوزان الزواوي الصحافية في الجريدة الانجليزية «عودي غازيت» انه مع بداية ممارسة المهنة الصحافية ظنت احتمال مواجهتها بعض العوائق التي قد تحد من انجاز مهامها الصحافية كونها امرأة، إلا أنها سرعان ما تبدل رأيها في ذلك. وأضافت ان مطبوعتها الأجنبية لا تختص بمهام معينة للصحافية وأخرى للصحافي و إنما المهام هي ذاتها للطرفين، مشيرة إلى أنها تقوم بنفسها بالذهاب إلى الوزارات الحكومية، ولا تعتمد على زوجها جراء انشغاله بمهامه الخاصة. واستشهدت بحضورها جنازة الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله) وتصوير المقبرة، مؤكدة أن أية عوائق تقف أمام المرأة.. تكون هي من يخلقها.