صنعاء / يحيى عسكران: كشفت دراسة حديثة أن ارتفاع نسبة الفقر وانتشار الأمية في اليمن من العوامل الرئيسية المؤدية إلى تسرب الفتيات من التعليم وانتشار الزواج المبكر في أوساط الفتيات والشباب. واعتبرت الدراسة التي أعدتها مؤسسة تنمية القيادات الشابة «برنامج انطلاق» بمديريتي معين وبني الحارث بأمانة العاصمة أن ضعف التعليم شكل رقما أوليا في تراجع الفتيات وتسربهن من التعليم وانسحابهن من المدارس في وقت مبكر. وعزت الدراسة التي حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منها أسباب تسرب الفتيات من مدارس التعليم إلى جانب مشكلتي الفقر والزواج المبكر إلى العنف المدرسي، وبعد المدرسة، والعادات والتقاليد المجتمعية والتعليم المختلط، وانتظار الفتاة للنصيب. وأشارت الدراسة إلى تدني دخل 60 أسرة هي قوام العينة المختارة للدراسة بمديرية بني الحارث، والدخل غير ثابت، والهجرة الداخلية بين أفرادها قوية ما يتسبب في تسرب الفتيات من التعليم. وأوضحت الدراسة تدني مستوى التعليم للأسر المبحوثة بمديرية بني الحارث حيث تصل نسبة الأمية لدى الأمهات 100 % والآباء 93 % .. لافتة إلى أن نسبة الذكور والإناث الذين يكملون تعليمهم تصل نسبتهم بالمديرية إلى 40 % من إجمالي الأسر المبحوثة. وحسب الدراسة فإن نسبة 75 % من الأسر ترى أن التعليم ضروري للفتاة، بينما ترى نسبة 25 % أن تعلم الفتاة القراءة والكتابة فقط ضروري لان نهايتها الزواج والأولاد. وبحسب الدراسة ترى الفتيات المتسربات من التعليم أن لديهن رغبة في العودة إلى التعليم لكن ترددها في مواصلة تعليمها ناتج عن ظروف اقتصادية صعبة إلى جانب خوفها من عدم موافقة الآباء والإخوة على هذا الطلب. وأكدت الدراسة أن تسرب الفتيات من مدارس التعليم الخاضعة للمسح ناتج من وجهة نظر أعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية بالمديرية عن الحالة المعيشية المتدنية، والزواج المبكر، وبعد المدرسة عن منازل الأسر، وعدم الوعي، والتفكك الأسري، وعدم توفر المتطلبات التعليمية الضرورية. مبينة أنه لا توجد إحصائيات محددة ومنظمة حول تسرب الفتيات من المراحل التعليمية. وذكرت الدراسة أن نسبة 85 % من إجمالي المبحوثين يعتبرون الزواج المبكر عائقا كبيرا أمام تعليم الفتاة، بينما يرى 15 % أن زواج الفتاة مبكرا غير عائق وانه بإمكان الفتاة العودة للدراسة بعد زواجها. وعن مدى تقبل الفتيات لنشاط برنامج انطلاق بمدارس بمنطقة بني الحارث أشارت الدراسة إلى أن نسبة 34 ر 83 % من أعضاء الهيئة الإدارية يرون انها مناسبة جدا فيما ترى نسبة 66 ر 16 % أنها مناسبة فقط. وأوضحت الدراسة أن مديرية معين تعاني من الكثافة السكانية العالية التي تصل إلى 66ر66 % ، وأن الحارات مرتفعة في الجبال و مساكنها شعبية والمستوى الاقتصادي للأسر متدنٍ إضافة إلى ضعف الخدمات الأساسية. اما المستوى التعليمي للأسر المبحوثة بمديرية معين أوضحت الدراسة أن نسبة الأمية لدى الأمهات 53 % والآباء 48%، فيما ترى أن نسبة المتعلمين الذي يكملون دراستهم تصل إلى 8 ر 74% وغير المتعلمين إلى 92 ر 25 % من إجمالي الأسر المبحوثة. وبينت الدراسة أن نسبة الفتيات المطلقات 7 ر24 % من إجمالي الأسر المبحوثة بمديرية معين تتوزع اعمارهن بين 15 عاما و17 عاما و20 عاماً وأقصى حد 30 سنة تتفاوت مراحل تعليم الفتيات بين الأساسي والإعدادي.. مؤكدة أن نسبة طلاق الفتيات بمديرية معين مرتفعة مقارنة بأسرة واحدة في مديرية بني الحارث. ودعت الدراسة إلى ضرورة تدريب مدربين على كيفية التعامل مع الفتيات ومراعاة ظروفهن النفسية وكذا الحال مع اسر الفتيات إضافة إلى تأنيث التدريب حتى يتقبل المجتمع تعليم وتدريب الفتاة. وخلصت الدراسة إلى أنه لا يكفي تنفيذ برنامج انطلاق عبر الصحف والمجلات ولكن لابد من وجود وسائل إعلان أخرى تتلاءم مع الظروف التعليمية للفئة المستهدفة. يذكر أن برنامج انطلاق التابع لمؤسسة تنمية القيادات الشابة يستهدف الفتيات من عمر 12 إلى 21 سنة لتعزيز وتمكين الفتيات بالمعارف والمهارات التي تمكنهن من التعرف على حقوقهن التعليمية وبناء قدراتهن لمواصلة التعليم والتخفيف من نسبة الزواج المبكر. ويهدف برنامج انطلاق إلى تمكين الفتيات بالمعارف والمعلومات لرفع مستواهن التعليمي من خلال دورات بناء القدرات الفتيات لمواصلة التعليم وأنشطة داخل المدارس وورش عمل للمجتمع المحلي إضافة إلى بنك التعليم الذي يعمل على إقراض الفتيات لمتابعة التعليم وأنشطة أخرى تعزز فعاليات البرنامج.
|
ومجتمع
الفقر والأمية سببان رئيسيان في الزواج المبكر و تسرب الفتيات من التعليم
أخبار متعلقة