ناشد الفصائل العرقية المتصارعة في الحكومة إنهاء الصراع
بغداد/وكالات: أصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مناشدة عاجلة أمس الاحد الى الفصائل العرقية المتصارعة في حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها من أجل انهاء الصراع الذي قال انه سبب إراقة الدماء والازمة التي تصاعدت في الايام الاخيرة. ودوت قذائف المورتر مجددا في مناطق مختلفة بالعاصمة لتستمر حالة التوتر رغم حظر التجول الذي أبقى سبعة ملايين شخص داخل منازلهم لليوم الثالث منذ تفجير سيارات ملغومة مما اودى بحياة أكثر من 200 شخص يوم الخميس الماضي.ووبخ المالكي القيادات السياسية بخلاف ما فعل في السابق حينما كان ينتقد الجماعات المتشددة. وقال في مؤتمر صحفي تلفزيوني قصير ان الذين بمقدورهم وقف مزيد من التدهور واراقة الدماء هم الساسة.. مشيراً إلى ان إرادات سياسية منحرفة تقود العنف، ولكنه أضاف ان ذلك لن يحدث الا حينما يتفقون وأن يدركوا بانه لا يوجد منتصر وخاسر في هذه المعركة. وتابع قوله ان الوضع الامني تجسيد للانقسام السياسي.وسيسمح انهاء حظر التجول واعادة افتتاح المطار اليوم الاثنين للرئيس جلال الطالباني بالمضي قدما في زيارته لطهران التي تأجلت بسبب اغلاق المطار.وسيكون الاجتماع المقررة عقده الاربعاء في الاردن بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس الامريكي جورج بوش هو التحرك الدبلوماسي الرئيسي الاخر لمحاولة نزع فتيل الازمة.ويكافح المالكي لتحقيق تغيير مؤثر على صعيد المشكلات الامنية او المشكلات الاقتصادية. وكان المالكي قد اختير لرئاسة الوزراء كحل وسط بعد اشهر من الجدال في وقت سابق من هذا العام.ورغم الضغوط من واشنطن كافح المالكي لكبح الميليشيات التي يتهمها السنة بتشكيل فرق اعدام قتلت الالاف وقال مرارا ان الاولوية لمحاربة المسلحين السنة والمنتمين للقاعدة.ووعد المالكي بإجراء تعديل وزاري ولكن حتى يكون لتلك الخطوة تأثير كبير ينبغي الابتعاد عن اسلوب تخصيص وزارات للاحزاب السياسية التي تدار فيما بعد كاقطاعيات للفصائل المتناحرة داخل الحكومة.ويتعرض المالكي للانتقاد من جانب الاقلية السنية التي كانت لها الهيمنة حيث يصفونه بانه عميل لايران الشيعية بينما يطالبه اقرانه من الاسلاميين الشيعة ببذل المزيد من الجهود للدفاع عن مصالحهم ضد كل من السنة والولايات المتحدة.وقال عالم الدين السني البارز حارث الضاري الذي يعيش في المنفى ومطلوب القبض عليه بتهمة الارهاب يوم السبت إن الحكومة تستغل النزعة الطائفية بينما يطالب نائب الرئيس الطالباني وهو سني بالتوازن بين الاولويات لتكون حكومة وحدة وطنية حقيقية.أما الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الحليف الرئيسي للمالكي فقد طالب بعد تفجيرات الخميس في معقله بمدينة الصدر بألا يجتمع رئيس الوزراء مع بوش والا فان اتباعه سينسحبون من الحكومة والبرلمان.وحث مبعوث للامم المتحدة الحكومة يوم السبت على منع "سرطان" الطائفية من تدمير البلاد.وقد استمر احتجاب الصحف العراقية عن الصدور لليوم الثالث على التوالي فيما اعلنت رئاسة مجلس النواب ان المجلس سيستأنف جلساته صباح اليوم لدراسة تطورات الاوضاع السياسية والامنية في البلاد حيث ادت الصدامات الطائفية بين مليشيات شيعية وسنية الى مقتل 66 شخصا وحرق 12 مسجدا وتجددت أمس بقصف هاوني على بعض مناطق العاصمة.في غضون ذلك لم يصرح نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني بعد لقائه بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في ختام زيارة قصيرة إلى المملكة يعتقد أن مداولاتها تركزت حول سبل الحد من العنف المتفاقم في العراق.واكتفت المتحدثة باسم تشيني في تصريحات لها بعد توقف الأخير بإيرلندا في طريق عودته إلى بلاده بالقول إن المباحثات "غطت قضايا إقليمية عدة".ويأتي لقاء تشيني-عبد الله متزامنا مع استمرار العنف المذهبي في حصد أرواح العراقيين ومطالبة الأمين العام لهيئة علماء المسلمين (السنية) حارث الضاري الأمم المتحدة والجامعة العربية بسحب تأييدهما للحكومة العراقية، مبررا طلبه بالقول إن هذه الحكومة تعمل على إشعال نار الطائفية بعد أن خسرت تأييد الشارع العراقي.من جهته أشار طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي إلى أن القوى السُنية لم تكن جزءا حقيقيا في صناعة القرار الأمني بالحكومة.وفي هذا السياق أفاد أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة العربية بأن مندوبي اللجنة الوزارية الخاصة بالشأن العراقي قرروا في اجتماع طارئ عقد جلسة في الخامس من الشهر القادم على مستوى الوزراء.وذكر مندوب مصر أن الوزراء العرب سيطالبون كافة الفصائل والقوى العراقية بوقف حمامات الدم التي تعرقل تصور بناء بلد آمن ومستقر.في هذه الأثناء أعلنت الحكومة العراقية رفع حظر التجول جزئيا على حركة المواطنين مع الإبقاء على حظر حركة السيارات في العاصمة بغداد اعتبارا من صباح أمس.