بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين... وبعدالقرآن الكريم نزل من عند الله جل جلاله مُصدقا للتوراة والإنجيل الكريمتين, من واقع أن القرآن الكريم كذلك جاء الخطاب فيه رحمة للعالمين ولكافة الناس بشيرا ونذيرا, لقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء وقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّة;ً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) سبأبمعنى آخر إن الرسالات السماوية جميعها نزلت أساسا لتخرِج الناس ( كلهم جميعاً - رجالا ونساء- ) من الظلمات إلى النور بإذن ربهم, في صيغة (شرعة ومنهاج, كتاب وحكمة, توراة وفرقان, إنجيل وبينات, كتاب الله وسنة الله, القرآن والفرقان, المحكم والمتشابه), لضرورة إتباع أوامر الله جل جلاله ونواهيه, ويجب إتباعها في هيئة دساتير وتشريعات وقوانين وضعية أرضية مستمدة أساسا من الدستور والتشريع والقانون الإلهي, لإسلام الوجه لله جل جلاله وحده لا شريك له ( توحيد الله - عبادة واستعانة - ) وهي مانعرف بالفقه القرآني بمصطلح ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر), بحيث أن أية إختلالات في عدم إتباع أوامر الله جل جلاله ونواهيه التي نزلت رحمة للعالمين ولكافة الناس بشيرا ونذيرا في الرسالات السماوية, بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, سينتج عنه بالضرورة إلى إختلالات حياتية ومعيشية للناس كافة!!! وأية استعاضة بأديان أرضية وضعية ملكية مذهبية ( بجميع طوائفها ) بغير ما أنزل الله جل جلاله بها من سلطان, وتتعارض وتتناقض مع رسالات الله السماوية, ستؤدي بالضرورة إلى إسلام الوجه وتأليه غير الله جل جلاله وحده لا شريك له!! أو الاستعانة بإتباع تشريعات وأديان ملكية بشرية أرضية وضعية يكون التأليه لغير الله كما يحدث اليوم في واقعنا العربي والإسلاموي بإطلاق أدوات التعظيم والتأليه والتبجيل وإشراكهم وتأليههم مع الله جل جلاله وحده لا شريك له.... وهذا بحد ذاته هو أول هدم وإنكار وكُفر لمفهوم ومنظومة الشورى في الإسلام ( الديمقراطية وحقوق الإنسان )!! حينما يرفض الحاكم ( ملك/ سلطان/ أمير/ شيخ ) مبدأ الشورى في الإسلام والتبادُل السلمي للسلطة مستعينا بأديانه الأرضية الوضعية ومشرعيه غير الشرعيين ( مؤسسة وكهنوت الحاكم غير الشرعية )!!! يتحول الحاكم بعدها إلى إله يُعبد ويستخدم ويستنفر جيشه وشرطته لهتك حقوق وقيم وحريات وكرامات الناس في هتك وهدم وإنكار وكُفر بيَن واضح جلي لأهم مبادئ حقوق الإنسان والتكريم والتفضيل لهذا الفرد الإنسان كما كرمه وفضله الله جل جلاله في الرسالات السماوية. الرسالات السماوية والتي تقوم بمجملها على تعظيم وتأليه وتوحيد الله جل جلاله وحده لا شريك له, ولضرورة الاستعانة والتوكل وطلب المدد والحول والقوة من الله جل جلاله وحده لا شريك له, من خلال ما جاء برسالات الله السماوية, وينكر الله جل جلاله في الرسالات السماوية أية أديان أرضية وضعية ملكية مذهبية وطائفية ويعدهم الله جل جلاله ويصفهم بالمشركين, وفي مكان آخر يصف من يخرج عن حدود ما أنزل الله جل جلاله للرسل والأنبياء ( الرسالات السماوية ) يصفهم بأشد الكفر والنفاق. لقوله تعالى: }وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {{53} المؤمنون وقوله تعالى: }وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {{32} الروم وقوله تعالى: }الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {{97} التوبة الديمقراطية أو الشورى بين الناس في الإسلام هي منظومة متكاملة تقوم على التبادُل السلمي للسلطة ولتكريم وتفضيل الله جل جلاله للإنسان في كوكب الأرض ( رجل كان أم امرأة ) في منظومة التعامُل التكاملية كرحمة للعالمين ولكافة الناس بشيرا ونذيرا, تكفل الديمقراطية أو الشورى بين الناس في الإسلام, تكفل وتضمن التبادُل السلمي للسلطة, تبدأ في قمة هرم السلطات المرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة وشؤون الناس كافة, يبدأ أولا بأن يكون الناس كافة هم أصحاب اختيارهم الحقيقي بمحض إرادتهم للحاكم المناسب بالانتخاب المباشر لأعلى هرم السلطة ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) , ويتدرج ذلك للوصول إلى ممثلي هذه الشعوب وبكل ما يرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بأمور وشؤون الناس كافة, بحيث يكون المسؤول المباشر مُكلفا وليس مُشرفا في جميع المرافق والقطاعات المختلفة المرتبطة ارتباطا مباشرا بشؤون وأمور الناس, بحيث تحرص بمفهوم الشورى بين الناس, بأن تكفل للناس تكريمهم وتفضيلهم ( من حقوق وقيَم وحريات وكرامات ) كما كرمهم الله جل جلاله وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا, بحيث نجد إن الخطاب في القرآن الكريم يتكلم بشكل مباشر وغير مباشر للقاطنين من الناس ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) في كوكب الأرض رحمة للعالمين ولكافة الناس بشيرا ونذيرا. لقوله تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{{13}الحجرات ويستمد هذا التكريم والتفضيل لهذا الإنسان إن جعله الله جل جلاله مُخيرا وليس مُسيرا في مسائل الاعتقادات الشخصية والإيمان والكُفر, وجعلها الله جل جلاله في علاقة ثنائية خاصة بين العبد وخالقه ولا يكون الإنسان طرفا فيها, في إشارة إلى إن الله جل جلاله جعل لكل منا شرعة ومنهاجا ( التوراة والفرقان, الإنجيل والبينات, الكتاب والحكمة, القرآن والفرقان, كتاب الله وسُنة الله, المُحكم والمتشابه ) في إشارة إلى إن الله جل جلاله جعل وجه التكريم والتفضيل لهذا الإنسان بقلوب يفقهون بها وأعين يبصرون بها وآذاناً يسمعون بها وهو ما يُعرف بالمفهوم العام بالعقل (السلطان) ليميز الإنسان الخبيث من الطيب والحلال والحرام والإيمان والكُفر والنور والظلمات وبين أن يرضى بعقله ( السلطان) ليعيش إنسانا بني آدميا بشرا مُعززا مُكرما، أو أن يغيب عقله وما وهبه الله جل جلاله من ملكات التأمل والتفكُر والتصور والتبصُر وليغيب عقله ليكون بهيمة خرساء بل أضل سبيلا. لقوله تعالى: }وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {(48} المائدة وقوله تعالى: }وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ {{29} الكهف وقوله تعالى: }لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {{256} البقرة وقوله تعالى: }أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا {44} الفرقان ويتحدد تعريف مفهوم الشورى بين الناس في الإسلام ( الديمقراطية وحقوق الإنسان ) بخطاب الله جل جلاله إلى الناس كافة ... بقوله تعالى: }وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {{38} الشورى فسنجد إن الخطاب في الآية الكريمة أعلاه موجه لكل الناس الذين استجابوا لربهم ويقيمون الصلاة ( وأمرهم شورى بينهم ) ومما رزقهم الله ينفقون, فالخطاب هنا موجه لكل الذين استجابوا لربهم من خلال إتباع ما أنزل الله جل جلاله في الكتاب ( الرسالات السماوية)في خطاب بين جلي واضح إلى الأمة جميعهم, بأن يكون مبدأ الشورى بين الناس ومن خلالها ما يكفل لهذه الأمة حقوقها وقيمها وحرياتها وكراماتها ( رجلا كان أم امرأة). وقوله تعالى: }لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمسُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ {{18} الرعد بمعنى آخر إنه من الناس من أتبع الطاغوت إبليس الشيطان الرجيم يرفضون الاستجابة لله جل جلاله ويرفضون أوامر الله ونواهيه المنزلة من عند الله جل جلاله في رسالاته السماوية, بحيث يكونون قرناء للطاغوت إبليس الشيطان الرجيم ويحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا. ودعونا نربط الآية الكريمة أعلاه {38} الشورى... بقوله تعالى: }وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {{38} الشورى وبين الآية الأخرى أدناه من القرآن الكريم ( الحج 41)،لنستوضح مفهوم الشورى بين الناس في الإسلام... بقوله تعالى: }الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ {{41} الحج سنلاحظ بوضوح, إن الآية الكريمة أعلاه ( الشورى 38) تشرح الآية الكريمة ( الحج 41 ) في تبيين إن (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) تتحدد بعدة مفاهيم للتمكين في الأرض, تبدأ بالحاكم الصالح المناسب التقي ( يخاف الله في العباد ) و (أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ) ومن صفاتهم التي تشرح مفهوم الشورى بين الناس ( وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ )، والشورى أساسا كما في الآيتين أعلاه تقوم أساسا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن يمكنهم الله في الأرض, وهذا مبدأ محوري هام في إدارة شؤون وأمور الناس كافة, والمرتبط ارتباطا وثيقا بتكريم وتفضيل الإنسان وحفظ قيمته وحقوقه الطبيعية وحرياته وكراماته, ويشترط بالحاكم أن يكون نزيها أمينا على حقوق الناس كافة ويشترط أن لا يأكل أموال وحقوق الناس بالباطل كما يحدث في واقعنا العربي والإسلاموي اليوم, بحيث أصبح الحاكم يأكل بملاعق من ذهب والشعوب تعاني الجوع والفقر والعوز والفاقة والتسول!! وبحيث نجد الإله الحاكم يعيش في قصور وعروش وسرايا وخدم وحشم!! والشعوب تعيش في بيوت من القش والطين والصفيح وفي المقابر!! وما تجده من أدوات القمع والبطش والإذلال والمهانات والملاحقات والسجون والتعذيب وتكميم الأفواه واستخدام واستنفار الجيش والشرطة كأدوات قمع وبطش ضد الشعوب!! بما يتنافى مع أوامر الله ونواهيه وبما لم ينزل الله جل جلاله به من سلطان في رسالات الله السماوية ( للأسف الشديد). لقوله تعالى: }وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {{70} الإسراء وقوله تعالى: }ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{{41} الروم الديمقراطية هي الشورى بعينهاكلمة ( الديمقراطية ) باللغة الإنجليزية democracy هي تعني ( حكم الشعب ), والديمقراطية دائما مربوطة بحقوق الإنسان... والشورى بين الناس المذكورة بوضوح في القرآن الكريم, ترتبط ارتباطا وثيقا بحقوق الإنسان من قيمة حقيقية لهذا الإنسان وتكريم وتفضيل لهذا الإنسان, وترتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بحريات وقيَم وحقوق وكرامات هذا الإنسان, وترتبط ارتباطا وثيقا بحكم الشعب تماما في اختياره للحاكم النزيه المناسب في تبادل سلمي للسلطة, بحيث يكون التعظيم والتأليه هو لله جل جلاله وحده لا شريك له, في إتباع لأوامر الله ونواهيه في الرسالة السماوية. إن غياب الشورى بين الناس والتبادل السلمي للسلطة في عدوان وحرب على الله وكتبه ورسله وللسعي في الأرض فسادا, لما يتمخض عنه تأليه وتعظيم الحاكم الأرضي غير الشرعي الدكتاتور الطاغية فغياب الشورى بين الناس في الإسلام ( الانتخاب الشعبي المباشر للحاكم ) منذ أكثر من 1300 عام وحتى يومنا هذا مع سبق الإصرار والترصد, في عدوان وحرب على الله وكتبه ورسله!! ساهم بشكل واضح ومباشر لما آلت إليه أحوال الأمة العربية والإسلامية من جهل وتخلُف وتجهيل وتضليل متعمد في تحريف التاريخ وتحريف الكثير في تفاسير القرآن الكريم واختلاق الأديان الأرضية الوضعية المذهبية!!! وقمع وبطش وتنكيل ومهانة وإذلال وإسفاف وملاحقات وسجون وتعذيب وتكميم الأفواه!!! ما ساهم بشكل واضح ومباشر لانحدارنا وتغييب عقولنا للتعرُف على ملكوت وعلوم الله جل جلاله في خلق السموات والأرض وفي الإعجاز الإلهي الرباني في خلق الإنسان نفسه, للحاق بركب الأمم والعلوم والحضارات, ساهم في وصولنا إلى الحضيض وأسفل السافلين بين الأمم!! ولا نستغرب الغياب الكلي لمفهوم الشورى بين الناس في الإسلام في كتب التاريخ والموروث الإسلاموي الأصولي السلفي ولا نستغرب خلوها من الإشارة لتعريف مفهوم الشورى بين الناس في الإسلام!! وسخرت أديان أرضية وضعية مذهبية لمصلحة آلهة ملوك/ سلاطين/ أمراء/ مشايخ ومشرعيهم ومؤسساتهم الدينية الكهنوتية لتحكم الناس بالحديد والسيف والنار!!! لمصلحة إله حاكم رفض الشورى بين الناس في الإسلام!!! وإستعاض بها بالجيش والشرطة كأدوات قمع وبطش وإذلال ومهانة موجهة ضد الناس في الأرض ولحرمانهم من قيمهم وحقوقهم الطبيعية وحريتهم وكرامتهم. أستغرب كثيرا عندما تجد من يدعون العلوم الشرعية والفقهية, حينما يغيب عنهم تماما الحديث عن مصطلح ومفهوم الشورى بين الناس في الإسلام والتبادُل السلمي للسلطة!!! ويعتبرون إن الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ( الشورى بين الناس والتبادل السلمي للسلطة ) وكأنهم يتكلمون عن شيء غامض مبهم وإن الديمقراطية وحقوق الإنسان ( الشورى في الإسلام ) وكأنها دخيلة على واقعنا العربي والإسلاموي!! من وحي جميع كتب تراثهم الأصولي السلفي وكتب التاريخ والتراث الإسلاموي المُحرف المُزور المكتوب حروفه بالدماء ويشرعون من خلال أديان وغير محددين بسقف زمني لدوراتهم الانتخابية!! بمعية مؤسستهم الدينية الكهنوتية المذهبية غير الشرعية المتناثرة وتكفر بعضها بعضا!! لتشرع وجود الحاكم غير الشرعي الكهنوتي الدكتاتور الطاغية بنظام وراثة وأسر حاكمة!! وحينما لا يتحرجون من تأليههم وتعظيمهم للآلهة الحكام بنظام الوراثة والأسر الحاكمة والتي لم ينزل الله بها من سلطان في رسالات الله السماوية!! ويذبحون الشعوب قرابين للإله الحاكم غير الشرعي الطاغية!! بحيث أصبح إطلاق هذا المصطلح ( الشورى بين الناس في الإسلام - الديمقراطية وحقوق الإنسان ) وإطلاق هذا المفهوم ( الشورى في الإسلام ) يعد من المُحرمات والممنوع التطرق إليه من خلال مؤسساتنا الدينية الكهنوتية المذهبية مجتمعه بجميع طوائفهما, مما يبين بوضوح ما آلت إليه أحوالنا كأمة عربية وإسلامية!! من أحقاد وكراهيات وأديان أرضية وضعية ملكية وإقصاء وتكفير وأحقاد وكراهيات بين الناس وأشد الكفر والنفاق!! والإنسان عندنا أصبح مهانا مُداسا لا قيمة ولا حقوق له!! وتجد مؤسساتنا الدينية لا يذكرون الله جل جلاله إلا قليلا!! وتحرص هذه المؤسسات الدينية الأرضية المذهبية كثيرا لتسبح بالناس في أوهام وطلاسم وخزعبلات وافتراءات كتب التاريخ والتراث الإسلاموي والمذاهب والطوائف والشيع والفرق والأحزاب والجماعات الدينية ولتجهيل وتضليل الناس في الأرض وبالإقتتالات الأهلية والتكفير والإقصاء وزرع الفرقة والفتنة بين الناس!! في إشارة إلى تحويل الناس إلى بهائم جاهلة لمصلحة إله حاكم باطل غير شرعي يأكل أموال الناس بالباطل!! ويحاربون الله ورسوله ( الرسالة السماوية) ويسعون في الأرض فسادارفضوا الشورى بين الناس في الإسلام والتبادُل السلمي للسلطة بدورات انتخابية محددة بسقف زمني لدوراتهم الانتخابية تكفل التكريم والتفضيل لهذا الإنسان في الأرض!!! ولا تحرص هذه المؤسسات الدينية الكهنوتية المذهبية لا تحرص على حقوق وقيم وحريات وكرامات الشعوب ( الناس) في الأرض!!! في رياء وأشد الكفر والشقاق والإرهاب والنفاق في الأرض!!! لصالح إله حاكم أرضي, رفض الشورى بين الناس والتبادل السلمي للسلطة وهي ما تعرف لدى أمم أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) تعرف بالديمقراطية وحقوق الإنسان. لقوله تعالى: }إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {33}المائدة [c1]------------------------* كاتب وباحث إسلامي [email protected][/c]
|
مقالات
الديمقراطية .. هي الشورى في الإسلام
أخبار متعلقة