بمرور الزمن ونمو ملكة التفكير عند الإنسان،برزت الحاجة للبحث عن أصول وطرق مناسبة لتفسير التأثيرات الإيجابية التي تحدثها الفنون الأدبية المختلفة لدى عامة الناس ،وبذلك أخذ النقد يتطور من التأثير الذاتي إلى التأثيرالموضوعي ، وأخذت مناهج النقد وأصوله ووظائفه تتغير وتتنوع هي الأخرى ،وأصبحت الإنسانية تملك في كل عصر من العصور أشكالاً تعبيرية ووسائل وطرقاً قصيرة ومباشرة للنقد لكثير من القضايا الحياتية إلى جانب الترويح والترفيه عن النفس ، وبرز فن (المنولوج)الذي يعتبر واحداً من ألوان الفن الغنائي الذي ظهر في زماننا الحديث وهو- أي فن (المنولوج)-يمثل وسيلة هامة وضرورية من وسائل التعبير عن هموم الناس إلى جانب كونه وسيلة ترفيهية من خلال (النكتة) المصاحبة للأغنية او مفردات الكلمات (اللاذعة) بطريقة الإيقاع الموسيقي الغنائي.وفن (المنولوج ) فن سريع التأثير والفاعلية يتلقاه المستمع ويردده بذلك اللحن الإيقاعي الممتع والسلس، وعالمنا المعاصر بحاجة ماسة إلى هذا ا النوع من النقد ومن أنواع التعبير الفكاهي ، وإذا خلا هذا النوع من التعبير الناقد والهادف من قاموس حياتنا وانعدم بذلك النقدالاجتماعي وأصبح محصوراً على النقد الأدبي فقط ولفئةٍ محدودة من فئات وشرائح المجتمع. ويتخذ الفنان (المونولوجيست)الموهوب أدوات فنية وطرقاً إبداعية مختلفة منها النكتة ويتمكن باسلوبه وطريقته المتفردة في الاداء من الاستحواذ على كافة حواس المستمع والمشاهد لان الايقاع الموسيقي في المنولوج له قوة تأثير ايجابية وفاعلة ومؤثرة.واليمن عرفت فن المنولوج في النصف الثاني من القرن الماضي وبرز في هذا اللون من الفن الغنائي العديد من الفنانين المبدعين منهم (المنولوجيست) الفنان فؤاد الشريف وعثمان عبدربه وحسين محمد حسن ومحمد علي كعدل وعوض بن جبير وآدم سيف ويحق لنا ان نسأل اين هم هؤلاء الفنانون المبدعون الذين اضاؤوا حياتنا سنوات طويلة ؟؟ وما احوجنا لامثالهم.ترى لماذا اختفى هذا الفن الناقد الهادف من حياتنا؟ وهل نامل من الجهات ذات العلاقة والمهتمة بحياتنا الثقافية والفنية والابداعية ان تبدي قدراً من الاهتمام والعناية بهذا اللون الفني الغنائي وتشجيع وتحفيز الكتاب والفنانين والقائمين على الانتاج الاذاعي والتلفزيوني لايلاء عناية متعاظمة لـ (فن المنولوج) وفي حياتنا اليوم العديد من المواضيع والقضايا الاجتماعية التي تستحق التناول عبر اغنيات (المنولوج) وحده وليس غيره!!
