الرئيس جلال الطالباني يؤيد توسيع دور الأمم المتحدة في بلاده
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قتل محافظ المثنى جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في جنوب البلاد أمس الاثنين في تصعيد فيما يبدو للصراع على السلطة بين فصيلين شيعيين متناحرين يهدد بزعزعة استقرار جنوب العراق الغني بالنفط. وقال مسؤولون بالمحافظة إن محمد علي الحساني محافظ المثنى والملقب أبو أحمد الرميثي كان في طريقه من مدينة الرميثة إلى السماوة عاصمة المحافظة حين انفجرت قنبلة في موكبه المؤلف من تسع سيارات. كما قتل في الانفجار أحد حراسه الشخصيين وأصيب اثنان آخران. وهذا هو ثاني هجوم يستهدف مسؤولا محليا كبيرا خلال فترة تقل عن أسبوعين حيث شهدت محافظة الديوانية الجنوبية التي تقع على مسافة 180 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي لبغداد في 11 من الشهر الجاري مقتل خليل جليل حمزة محافظ الديوانية مع قائد الشرطة في المحافظة اللواء خالد حسن. وكلاهما ينتمي للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق الذي يرأسه عبد العزيز الحكيم وهو أحد الأحزاب الشيعية البارزة على الساحة العراقية والمشاركة في الائتلاف العراقي الموحد أبرز الكتل البرلمانية. وهناك منافسة شديدة بين المجلس الأعلى الإسلامي في العراق والتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر داخل الائتلاف العراقي الموحد ويحتل كل منهما 30 مقعدا في البرلمان. ولكن خارج البرلمان تكثر الاشتباكات بين مسلحين موالين لكل من الحزبين. ويدور صراع بين منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق وجيش المهدي التابع للصدر للسيطرة على البلدات والمدن في المحافظات الجنوبية التي تسكنها أغلبية شيعية. وكانت التوترات تتحول في بعض الأحيان إلى معارك واسعة النطاق في الشوارع بين الجانبين ولم تكن تنته إلا من خلال الاتفاق على وقف لإطلاق النار أو تدخل القوات الأمريكية. ويخشى محللون من تصاعد المعارك بين الجانبين حيث يحاول كل من المجلس الأعلى الإسلامي في العراق والتيار الصدري تقوية قاعدته قبل الانتخابات المحلية المتوقعة عام 2008 .
وقال مسؤول شيعي بارز طلب عدم نشر اسمه نظرا لحساسية الموضوع "ما حصل هو جزء من عملية تصفية حسابات قبل الانتخابات البلدية التي من المتوقع إجراؤها بداية العام القادم." ، وأضاف أنه لا ينتظر حدوث حمام دم شيعي بسبب اتخاذ قرار بضبط النفس. ولكنه توقع اغتيال بعض الشخصيات. وذكر أن الحساني قام بدور رئيسي في التصدي لعناصر حملت السلاح ضد الحكومة في إشارة فيما يبدو إلى عناصر متمردة من جيش المهدي. وقال رياض مجيد وكيل محافظ السماوة للتلفزيون الحكومي إنه تم نشر قوات الأمن العراقية في المدينة وفرض حظر التجول لأجل غير مسمى. وأضاف أن الحساني كان في طريقه من منزله في الرميثة إلى مكتبه عندما وقع الهجوم. في سياق متصل قالت الشرطة العراقية إن خمسة على الأقل قتلوا في انفجار قنبلة بسيارة متوقفة في حي مدينة الصدر الشيعي في شمال شرق بغداد أمس الاثنين. وأصيب 20 آخرون في الانفجار.
سياسياً قال الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس الاثنين إن بلاده تؤيد وترغب في ان تقوم الأمم المتحدة بتعزيز دورها في العراق فيما قال وزير الخارجية الفرنسي ان عقد مؤتمر دولي كبير حول العراق قد يساعد في حل الأزمة العراقية. قال الطالباني في مؤتمر صحفي عقده في بغداد وحضره الوزير الفرنسي برنار كوشنر "إننا من حيث المبدأ نؤيد ونرغب في تعزيز دور الأمم المتحدة في العراق ودائما كنا ندعو ونعمل مع الأمم المتحدة من اجل زيادة وتوسيع هذا الدور." ووصف الرئيس العراقي زيادة دور الأمم المتحدة في العراق بأنه "مفيد كثيرا جدا لنا." ودافع الطالباني عن شرعية وجود القوات الأجنبية في العراق فيما يتعلق بدور الأمم المتحدة وقال "إن القوات (الأجنبية) في العراق موجودة بقرار من الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن هي التي تحكم وجود هذه القوات." ومضى يقول "إن هذه القوات تتصرف بموافقة الحكومة العراقية وبالتعاون مع الأمم المتحدة." وأيد الوزير الفرنسي الذي وصل بغداد يوم الأحد في أول زيارة لمسئول فرنسي رفيع منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 ضد العراق وعارضته فرنسا بقوة زيادة دور الأمم المتحدة في العراق ووصف ماقاله الطالباني بأنه "مهم جدا". وقال كوشنر الذي تحدث إلى الصحفيين عبر مترجم ان "جزءا من مستقبل العراق والديمقراطية والسلام (في العراق) يمر عن طريق الأمم المتحدة." وأضاف "ان فرنسا تؤيد هذا التوجه وتؤيد القرار الذي تم اعتماده قبل بضعة أيام (من قبل الأمم المتحدة بشأن زيادة دورها في العراق)."