التويثة (العراق)/14 أكتوبر/من: بول تيت: بدأ مئات من السنة العرب وكذلك أعداد قليلة ومتناثرة من الشيعة في الانضمام إلى وحدات شرطة عشائرية محلية في مناطق تقع جنوب شرقي بغداد حيث شنت معارك ضد القاعدة قبل أسابيع. ففي منطقة ريفية لا تبعد كثيرا عن محطة التويثة النووية اصطف حوالي 30 شابا عراقيا في جلد عند أنقاض برج مراقبة تعرض للقصف. والمحطة معطلة بعد إغلاق مشروع الطاقة الذرية العراقي بعد حرب الخليج عام 1991. ويرتفع برج المراقبة بزاوية غريبة في ساحة قريبة من طريق ضيق بمحاذاة نهر دجلة. وتدفق جنود أمريكيون في عربات همفي على الطريق على جزء جرى إصلاحه حيث قالوا إن قنبلة فجرها مقاتلو القاعدة أحدثت حفرة بعمق 15 قدما. وعلى مسافة قريبة ترتفع أشجار النخيل بجوار محطة كهرباء أخرجت أحشاؤها واسودت جذوع النخيل بتأثير التفجير والنيران. ونظم الجيش الأمريكي زيارة في المنطقة للصحفيين الجمعة. وعند سؤال محمد الجبلاوي وهو شيخ عشيرة من العرب السنة من بلدة التويثة عن مخاطر العمل مع الجيش الأمريكي قال "لست خائفا وأنا مطلوب للقاعدة على أي حال." واعتذر الجبلاوي للمصافحة بذارعه حيث قال إنه أصيب بعيار ناري في ذراعه في اشتباك مع القاعدة قبل ثلاثة أسابيع وأضاف أن شقيقيه قتلا في الأسبوعين الماضيين. وقال الجبلاوي "لا نريد أن نعيش في دولة متشددة على غرار دولة طالبان" في إشارة إلى النظام المتشدد الصارم الذي تروج له القاعدة. وفي التويثة انضم نحو 265 شابا لمجموعة "المواطنين المحليين المعنيين" وهي إحدى النماذج الأحدث لوحدات الشرطة العشائرية التي تعتمد على نموذج "صحوة" العشائر التي تشكلت في الأنبار في غرب العراق التي كانت أكثر محافظات العراق خطورة. وقال الكابتن برايان جيلبير من الجيش الأمريكي بعد أن سجل أسماء أحدث مجموعة في التويثة "كل واحد من هؤلاء الشبان تقريبا حارب معي كتفا بكتف ضد القاعدة قبل أسبوع." وقال اللفتنانت كولونيل جون كولاشسكي إن حوالي 700 شخص انضموا في كل مجموعة في منطقة القيادة هذه جنوب شرقي بغداد وهي منطقة مختلطة للسنة والشيعة بها جيوب لميليشيا جيش المهدي التي يتزعمها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وللقاعدة. وكان العاملون مع كولاشسكي مشغولون بتوزيع قمصان مطبوع على ظهرها حرفي (سي سي) باللغة الإنجليزية بحجم كبير وقلنسوات يرتديها لاعبو البيسبول بألوان العلم العراقي لتمييزهم. ويرفض الجيش الأمريكي الانتقادات التي تقول إن هذه المجموعات التي تحمل أسلحة خاصة بها تحولت إلى مجرد ميليشيا طائفية أخرى يجري استخدامها لحل مشكلات محلية ويمكن أن تحول أسلحتها بسهولة ضد القوات الأمريكية والعراقية في المستقبل. وعند سؤاله عن الرد الأمريكي في حالة حدوث أمر كهذا قال كولاشسكي " يمكننا تفكيكها (المجموعات) غدا." وأشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش بالاعتماد على شرطة العشائر في الأنبار لتقليص العنف هناك ويجري الآن تكرارها في مناطق أخرى وخصوصا حول بغداد. ويجري العثور على مزيد من مخابئ السلاح عندما تتمكن القوات الأمريكية من بناء الثقة مع الوحدات المحلية. ومن الأسلحة التي جرى تدميرها في التويثة الجمعة أثناء زيارة الصحفيين عبوات ناسفة على شكل مقذوفات خارقة. وهي عبارة عن علبة سوداء قصيرة وغليظة يبلغ قطرها قدم لها مقدمة مقعرة مصفوف عليها رصاص البنادق. ويتهم الجيش الأمريكي إيران بتزويد الميليشيات الشيعية بهذه العبوات والقنابل القاتلة التي تزرع على جانبي الطريق. ويقول قادة أمريكيون إن المعلومات عن المجندين المحتملين مسجلة في قاعدة بيانات حياتية إحصائية تساعد كذلك على التحقق من صحة البيانات الشخصية. ويتم استبعاد أي شخص له سجل جنائي أو حارب ضد القوات الأمريكية والعراقية. ويوقع شيوخ العشائر عقودا أمنية مع الجيش الأمريكي ويتقاضون ما وصفه كولاشسكي بأنه "راتب" لكل رجل يعادل حوالي 70 في المائة من راتب شرطي. وتتلقى وحدات "المواطنين المعنيين" التدريب الأساسي الذي يتلقاه أفراد الشرطة ثم يجري توزيعهم بعد ذلك لإقامة نقاط للتفتيش. وتنتشر على الطرق عبر التويثة وفي بلدة الكرغولية الواقعة شمالي التويثة حواجز خرسانية بيضاء اللون مكتوب عليها عبارة "المنطقة محمية من قبل الأهالي.. نقطة تفتيش الكرغولية" باللغة العربية باللون الأسود وباللغة الإنجليزية باللون الأحمر. وفي الكرغولية قال الكابتن تروي توماس من الجيش الأمريكي إن ستة من العرب والشيعة يحرسون نقاط تفتيش ساعدت وحدته في إقامتها. وقال قيس عباس محمد شيخ الكرغولية إن هذا المشروع هو آخر ورقة لإنقاذ العراق. ووقف زعيم من العرب السنة شارك في الحرب العراقية الإيرانية يراقب الشبان المصطفين وسط أنقاض البرج في التويثة لتسجيل أنفسهم. وقال الشيخ الذي رفض الكشف غن اسمه الحقيقي من خلال مترجم "القاعدة طماعون ويريدون إقامة دولتهم. وإيران أيضا طماعة وتريد أن يصبح العراق جزءا من إيران." ويشكو الزعماء السنة المحليون من أن عددا قليلا جدا من الجنود الأمريكيين إلى الآن كانوا قد اهتموا بالتشاور معهم. وقال الزعيم السني الذي كان يراقب المجندين "هناك حلقة مفقودة." ويتفق كولاشسكي على نحو أو آخر مع ما قاله الزعيم السني. وقال "لم تشملهم العملية السياسية بدرجة تزيد أو تقل. هذه طريقة مختلفة."