صباح الخير
صناعة الإنسان والمواطن الجديد والجيد , بعد الأب والأم , يأتي المدرسون والمربون , سواءً في مراحل التعليم العام , أو المهني والفني والجامعي , وكذا الصحفيين والإعلاميين الحقيقيين , بما في ذلك الإداريون في هذه المؤسسات , الذين يضعون مفردات المناهج والمشرفون والمراقبون على الامتحانات والمصححين للدرجات , والأمناء على منح الشهادات , ولأن هؤلاء جميعاً هم المعنيون بتنمية القيم الأخلاقية الإنسانية , وغرس المفاهيم والمعارف والعلوم الحديثة في أذهان النشء .و حق أولئك جميعاً إبداء الاحترام والتقدير والتبجيل والتكريم الكبير من قبل كل فئات المجتمع والدولة , كقاعدة راسخة وثابتة في العلاقة معهم , كما أنه من حقهم الحصول على الامتيازات والاستثناءات في رواتبهم وعلاواتهم وبدلاتهم , وسكنهم ومعيشتهم وسياراتهم , ومراجعهم , ودوراتهم التنشيطية كل عام , وليس بأقل من هم الآن في قمة الهرم الوظيفي للدولة , أو من التجار , لأنهم هم من صنعوا تلك القيادات , هكذا المسألة في مسلمتها النظرية والعبارية .لكن في واقع الأمر ليس كل الصحفيين ولا المدرسين من يحملون هذه الأهلية والرسالة , فبعضهم مجرد ( دواشين ودراويش ) , وبعضهم لم يطوروا أنفسهم ومؤهلاتهم بعد التخرج بما فيه الكفاية , وكذا الأمر في معايير اختيار القيادات الإدارية لهذه المؤسسات الهامة جداً في مجتمعنا , وكذا واضعي المناهج الدراسية , ومدرسي بعض الكليات في الجامعات التي يظل الأستاذ فيها يتعامل مع أوراقه وملازمه الصفراء لسنين عديدة , دون تجديد أو تغيير أو إضافة.ولا تزال الكثير من المدارس , إن لم يكن جميعها , تفتقد المعامل والمختبرات والمكتبات , والنشاطات الميدانية والتطبيقية تكاد تكون معدومة , رغم التلويحات في الخطابات الرسمية بضرورة بدء دراسة لغة ثانية إلى جانب العربية من الصف الرابع , وتدريسها بصورة جادة , وكذا تعميم الكمبيوتر بدءاً من مراحل التعليم العام , وتحسين نوعية التعليم والتربية بوجه عام في الريف والحضر على حد سواء , والتخلص من الحشو في مفردات المناهج القائمة.والأهم في ذلك كله أن تجد مخرجات التعليم طريقها للعمل الشريف بعيداً عن أساليب شراء الوظائف والمحسوبيات والرشوة , وإلا فقد التعليم قيمته , والمنشآت المدرسية , وكذا كليات الجامعات , غير كافية وينبغي بناء المزيد منها , وبمواصفات حديثة ومعاصرة فبعض القائم منها اليوم آيل للسقوط , والبعض الآخر , لا توجد فيه مساحات كافية لممارسة النشاطات الرياضية والفنية وغيرها .وفي المدن الساحلية شديدة الرطوبة لا توجد في الفصول " مراوح " لتلطيف الجو الدراسي فما بالكم أننا نحتاج في هذه المدارس والكليات إلى مكيفات هواء تسمح بأداء الدرس بنجاح كبير سواءً للمدرس أو الطالب , ولمنع حالات التسرب من المدرسة والعودة للأمية من جديد.تلك بعض الجوانب النقدية السريعة التي تتخلل العملية التربوية والتعليمية , والعمل الصحفي من حيث دخول الصحفيين ووضع منشآتهم , أملنا أن تولي هذه المؤسسات الإبداعية أهمية أكبر .