السينما كانت حلمي وأنا صغيرة لا يتجاوز عمري الأعوام السبعة , كنت عندما أشاهد فيلماً مصرياً أو هندياً أو فيلماً من أفلام الرعب الأمريكية , أشعر بدور السينما في تنمية الفكر ونشر الموعظة الحسنة بين أفراد المجتمع , لم يقم أحد من أفراد أسرتي بمنعي عندما أطالب أحدهم بأن يرافقني إلى سينما المعلا أو سينما التواهي , حيث تفتح أبواب السينما عادة بعد الساعة الرابعة عصراً , وظل الحال هكذا حتى عام 2001م , وفجأة ودون أي مقدمات أصبحت السينما من المحرمات كيف ؟ ولماذا ؟ ومن المفتي الذي شرع بأن الأغاني والمسرح والسينماء من المحرمات ؟!! مع إننا أصبحنا نرى العديد من الأعمال الإجرامية ترتكب بحق المواطن البريء ولا تجد العقوبة الصارمة التي تمنع انتشار عصابات ممارسة السحر والشعوذة وأوكار معالجة المرضى بالأعشاب واستغلالهم مادياً , مما يؤدي إلى تدهور حالة هؤلاء المرضى , وهناك من يعمل على عرقلة تعليم الفتاة ونشر الأعمال الإرهابية باسم الدين الإسلامي الحنيف الذي حرم هذه الأعمال الإجرامية .إننا ندعو إلى ضرورة إعادة المباني السينمائية التي تم تحويلها إلى محلات تجارية أو بناء دور سينمائية جديدة ووضع خطط مستقبلية للتطوير السينمائي اليمني , وفرض عقوبات صارمة على كل من يعمل على نشر الجهل والخرافة وقتل آمال وطموحات مئات من الشباب الواعدين بمسيرة سينمائية مميزة , فتوقف كل شيء , أن المبدعين في هذا المجال موجودون بإبداعاتهم , ينقصهم الدعم المادي والفني المتمثل بالأجهزة والمعدات وسوف يظل الأمل كبيراً , بأن تتعهد حكومة الوحدة اليمنية ببناء دور للسينما والثقافة كما تعهدت على بناء نوادٍ رياضية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية , لأن السينما أصبحت اليوم من الوسائل المهمة في حياة الشعوب , وأصبحت تلعب دوراً كبيراً في اقتصاديات وميزانيات ودخل بعض الدول , إن دعم الدولة للمبدعين والمثقفين يساعد على محاربة الأعمال الإرهابية التي جعلت من الدين الإسلامي الحنيف وسيلة لنشر الكذب والخداع والأعمال التخريبية في الممتلكات العامة وعرقلة التنمية السياحية والاستثمارية في البلاد , إن هذه العصابات التي تحرم هذا وتحلل هذا تمتلك القوة دون الفكر , وهذا كان سبباً كبيراً لنشر الفساد الفكري في المجتمع , وكان من السهل أن تقودهم تلك القوة العمياء إلى البطش والتخريب في المواقع الأثرية مثل الأعمال الإرهابية في صرح الملكة بلقيس في مأرب وحرق بعض محلات بيع الكاستات الأغاني والأفلام السينمائية في إحد المحلات التجارية في عدن من أجل خدمة أغراضهم الشخصية وهي سرقة أموال الغير دون وجة حق .إن المتدين الحقيقي هو الذي يملك الضمير الحي واليقظ في مواجهة كل الأعمال الإرهابية التي تسيء إلى سمعة الوطن ،وهو يقف ضد أعمال البطش والخداع , ويرفض كل الأعمال الإرهابية التي تهدف لتدمير الاقتصاد الوطني والمباني الفنية والثقافية فلا قرت أعين الجبناء .
أخبار متعلقة