أضبط
تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة سوء استخدام الجوازات الدبلوماسية إلى الحد الذي أصبحت فيه تلحق ضرراً كبيراً بكرامة البلاد , وتسيء إلى سمعة الدولة .من المفترض أن يتم صرف هذه الجوازات الدبلوماسية لكبار المسؤولين في هيئات الدولة الرسمية والمنتخبة , وكبار شاغلي الوظائف الهامة , حيث يكون الهدف من صرف الجوازات الدبلوماسية هو الحفاظ على كرامة وهيبة هؤلاء المسؤولين وتسهيل مهامهم وتمكينهم من أدائها في الخارج بكل شرف بوصفهم يمثلون الدولة في مهام خارجية , حيث تعد هيبة حامل الجواز الدبلوماسي جزءاً لا يتجزأ من هيبة الدولة .لكن بعض حملة الجواز الدبلوماسي ممن يطلقون على أنفسهم لقب " شيخ " يسيئون ليس فقط إلى الجواز وإلى هيبة وسمعة الدولة بل وإلى سمعتهم وكرامتهم , حيث يتحول هؤلاء إلى متسولين على أبواب قصور بعض الأمراء والحكام ورجال الأعمال في الدول النفطية المجاورة طمعاً في الحصول على "إكرامية" تضعهم في قائمة المتسولين بامتياز .المطلوب من هؤلاء أن يحترموا أنفسهم وأن يختاروا لأنفسهم في داخل اليمن مكاناً مشابهاً للمكان الذي يضعون أنفسهم فيه خارج الوطن إلى جانب المتسولين والنصابين .فلا يجوز أن نرى هؤلاء – من حملة الجوازات الدبلوماسية – وهم يتنطعون في شوارع العاصمة صنعاء مع حراسات ومرافقين ومظاهر عنترية ما أنزل الله بها من سلطان بينما نراهم في عداد المتسولين على أبواب القصور في البلدان المجاورة , حيث يزجرهم وينهرهم حراس القصور بطريقة مهينة ومذلة .إذا كان هؤلاء لا يعيرون كرامتهم شأناً ويقبلون لأنفسهم الإهانات والذل , فإن الدولة يجب ألاّ تفرط بجوازها الدبلوماسي وألا تضعه بيد هؤلاء الذين يسيئون إلى أنفسهم وإلى الدولة وإلى الوطن الذي يرمز إليه الجواز الدبلوماسي اليمني .. ولله في خلقه شؤون .