بعد أحداث دموية أشعلتها (طالبان نيجيريا) التي تسعى إلى إقامة دولة إسلامية في الشمال
قتلى في مركز للشرطة بولاية بوتشي النيجيرية يوم الاحد الماضي
لمايدوجوري (نيجيريا) / 14اكتوبر/ رويترز:دعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى الهدوء في نيجيريا اثر أعمال العنف الدامية بين الشرطة وإسلاميين، مؤكدة رفضها ممارسة العنف باسم الإسلام. وقال الأمين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلو في بيان له انه يدعو إلى “الهدوء وضبط النفس”، معربا عن “ قلقه الشديد وأسفه البالغ إزاء هذه الأحداث المؤلمة” التي أسفرت عن 150 قتيلا منذ الأحد.وشدد احسان اوغلو في بيانه على “ضرورة قيام القادة الدينيين بتعليم أتباع دياناتهم قدسية الحياة البشرية والانخراط في حوار جدي من اجل تصحيح سوء الفهم والتصورات الخاطئة وتعزيز مبادئ التسامح والوئام بين المسلمين والمسيحيين”. وأكد الأمين العام للمنظمة التي تضم 57 دولة، بينها نيجيريا، “رفضه التام لممارسات العنف باسم أي دين، بما في ذلك الإسلام، الذي يدعو إلى التعايش السلمي والتراحم والتسامح”.واندلعت أعمال العنف في شمال نيجيريا صباح الأحد عندما حاول إسلاميون متشددون من جماعة “طالبان” التي يطلق عليها بلغة الهاوسا “بوكو حرام” (أي التربية الغربية حرام)، مهاجمة مركز للشرطة في ولاية بوشي، بحسب الشرطة.وعلى غرار نظام طالبان السابق في أفغانستان، تسعى جماعة “طالبان” المؤلفة خصوصا من طلاب إلى إقامة دولة إسلامية في شمال نيجيريا.وفرضت سلطات الأمن في نيجيريا حظر التجول ضمن إجراءات أمنية مشددة بأربع ولايات في شمال البلاد, شهدت مواجهات متجددة بين قوات الشرطة ومن تسميهم السلطات المتشددين الإسلاميين.وعلى الأرض ذكرت رويترز أن أصداء طلقات نارية متقطعة ترددت في مدينة مايدوغوري بشمال نيجيريا الليلة الماضية، رغم فرض حظر للتجول بعد أيام من اشتباكات خلفت نحو مائة قتيل في ولايات بوتشي وبورنو وكانو ويوبي.ووضعت الشرطة الحواجز على الطرق وجابت شوارع كانو أمس الثلاثاء ولكن المدينة كانت هادئة فيما يبدو، كما طبق الجنود وأفراد الشرطة حظرا للتجول ليلا في بوتشي حيث بدأت الاضطرابات يوم الأحد ولكن لم يقع المزيد من العنف.وكان الرئيس عمر يارادوا قد أمر بتشديد إجراءات الأمن وطلب من الشرطة اتخاذ كل الإجراءات الضرورية “لاحتواء المتشددين وصدهم”.وطبقا لرويترز, فقد بدأت جماعة “بوكو حرام” التي ترفض التعليم الغربي سلسلة من الهجمات في مدينة بوتشي شمال شرق البلاد يوم الأحد بعد إلقاء القبض على بعض من أعضائها.واتهم أعضاء الجماعة التي تريد تطبيقا أوسع نطاقا للشريعة الإسلامية بمهاجمة كنائس ومركز للشرطة في ولايات بوتشي وبورنو وكانو ويوبي.وقال المتحدث باسم الشرطة محمد بارو إن جماعة “بوكو حرام” -وهي جماعة إسلامية تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية في نيجيريا ويطلق عليها أحيانا “طالبان نيجيريا”- هاجمت مركزا للشرطة في ولاية بوتشي شمال نيجيريا صباح الأحد الماضي, حيث اندلعت بعد ذلك اضطرابات في ثلاث ولايات أخرى.يشار إلى أن نيجيريا هي أكثر دول القارة السمراء من حيث الكثافة السكانية، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 150 مليون نسمة، ويتركز المسلمون في الشمال والمسيحيون والوثنيون في الجنوب.و ترددت أصداء طلقات نارية متقطعة في مدينة مايدوجوري بشمال نيجيريا مساء أمس الأول الاثنين رغم فرض حظر للتجول بعد أيام من الاشتباكات التي قام بها متمردون مسلمون وأسفرت عن سقوط 80 قتيلا على الأقل في أربع ولايات.وأحرق أعضاء في جماعة إسلامية محلية تريد تطبيقا أوسع نطاقا للشريعة الاسلامية في أنحاء البلاد كنائس ومركزا للشرطة وسجنا واشتبكوا مع قوات الأمن في ولايات بوتشي وبورنو وكانو ويوبي.وقال سكان إن شبانا مسلحين بمناجل ومدى وأقواس وسهام وبنادق صيد محلية الصنع ومتفجرات بدائية الصنع هاجموا مباني تابعة للشرطة وأي فرد يرتدي زي شرطة أو يبدو عليه أنه مسؤول حكومي في مايدوجوري عاصمة بورنو.وقال شاهد من رويترز في المدينة “ترددت أصداء طلقات نارية من حين لاخر أثناء الليل على الرغم من حظر التجول” مضيفا أن من المحتمل تمديد حظر التجول الذي يفرض من المساء إلى الصباح الباكر.وحرس أفراد مسلحون من الشرطة حواجز الطرق وجابوا شوارع كانو يوم أمس الثلاثاء ولكن المدينة كانت هادئة فيما يبدو. كما طبق جنود وأفراد الشرطة حظرا للتجول ليلا في بوتشي حيث بدأت الاضطرابات يوم الأحد ولكن لم يقع المزيد من العنف.وقدرت الحكومة أن 55 شخصا قتلوا ولكن مصادر أمنية وسكان أكدوا أن العدد أكبر كثيرا. وقالت صحيفة نيجيرية لها مراسلون في أنحاء البلاد أن عدد القتلى بلغ أكثر من 150 في ولايتي بورنو وكانو وحدهما.وتعيش أكثر من 200 مجموعة عرقية في سلام بشكل عام جنبا إلى جنب في نيجيريا رغم أن الحرب الأهلية بين عامي 1967 و1970 خلفت مليون قتيل. وتشهد البلاد نوبات من الاضطرابات الدينية منذ ذلك الوقت.وليس لهذا العنف صلة بالاضطرابات في منطقة دلتا النيجر الجنوبية المنتجة للنفط حيث أعاقت سنوات من الهجمات التي يشنها مقاتلون يقولون إنهم يريدون نصيبا أكبر من الثروة الطبيعية للبلاد قطاع النفط الحيوي بالبلاد.والولايات الأربع من بين 12 ولاية من ولايات نيجيريا الست والثلاثين بدأت تطبيقا أكثر صرامة للشريعة عام 2000 في قرار أثار نفور أقليات مسيحية كبيرة وأشعل موجات من العنف الطائفي أسفر عن مقتل الآلاف.وتقف جماعة بوكو حرام التي تعارض التعليم الغربي وتطالب بتطبيق الشريعة في أنحاء البلاد وراء أحدث اضطرابات.وأمر الرئيس عمر يارادوا بتشديد إجراءات الأمن في المناطق المنكوبة وأمر الشرطة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لاحتواء المتشددين وصدهم.وبدأت جماعة بوكو حرام سلسلة من الهجمات في مدينة بوتشي بشمال شرق البلاد الأحد بعد إلقاء القبض على بعض من أعضائها.وقتل أكثر من 50 نيجيريا واحتجز أكثر من مئة في تلك الاشتباكات ما دفع حاكم ولاية بوتشي إلى فرض حظر تجول ليلي في عاصمة الولاية.