بعد انتشار ظاهرة تغيير الأسماء والألقاب العائلية والمجازر اليومية
بغداد / متابعات : يبدو أن اسم "عمر" المنتشر لدى العائلات السنية في العاصمة العراقية بغداد سينقرض بعد ارتفاع وتيرة المخاوف من استهدافهم في هجمات طائفية من قبل الجماعات المسلحة الشيعية والسنية التابعة لمنظمة بدر و جيش المهدي وجيش الصحابة وجيش محمد وجماعة أنصار السنة والجماعة المحمدية لقتال الصليبيين والروافض في ضواحي المدينة التي تشهد وضعا أمنيا غاية في الصعوبة بسبب تزايد اعمال العنف الطائفي والمجازر البشرية اليومية التي ترتكبها هذه المليشيات والجماعات الطائفية المسلحة !!.وبحسب وكالة ( د ب أ ) الالمانية قررت عائلة أبو ( عمر ) العراقية وهي بغدادية الأصل تغيير لقب العائلة إلى اسم آخر يجمع بين الطائفتين السنية والشيعية لتفادي موجة العنف على الهوية التي تطال العراقيين في ضواحي بغداد.وقال أبو عمر (66 عاما) موضحا اسباب هذا القرار غير المألوف : (( لم يكن القرار سهلا لكن علينا الايمان أن هذا الاجراء هو التصرف الحكيم لحماية أفراد الاسرة من موجة العنف الطائفي ))، مشيراً الى انه شرع بتغيير اسم أحد أبنائه من عمر إلى عمار والاخر من ابوبكر إلى مصطفى .في سياق متصل مازالت امرأة عراقية تدعى " أم بكر" تسكن في حي الدورة تطالب زوجها بتغيير اسم ابنها البكر إلى اسم آخر لا يثير الانتباه بين الطوائف المتصارعة ، لكن الزوج لم يحسم الامر بعد. وقالت ام بكر : ((أخشى على ابني من موجة العنف الطائفي )) . وتنشر صحف عراقية بارزة بين الحين والاخر إعلانات عن دائرة السفر والجنسية لطلبات أشخاص بتغيير أسماء أبنائهم من "عمر" و " ابوبكر " و " يزيد " و " عثمان " إلى محمد أو عمار أو بشار أو عامر.وتزامن وجود هذه الظواهر السلبية في سطح الحياة الاجتماعية العراقية مع تزايد الحديث عن ولادة ما يسمى ( العراق الجديد ) بعد ثلاث سنوات من التدخل الاميركي المثير للجدل في العراق عقب اسقاط نظام الرئيس صدام حسين حيث تجد ادارة الرئيس جورج بوش نفسها مرغمة على التساؤل عن الاستراتيجية الواجب اتباعها في حال تحققت التحذيرات التي اطلقها جنرالات اميركيون من احتمال اندلاع حرب اهلية في العراق ، خصوصا بعد التحذيرات التي اطلقها مؤخراً قائد القيادة الاميركية الوسطى التي تشرف على العمليات الاميركية في العراق الجنرال جون ابي زيد الخميس من خطر اندلاع حرب اهلية في العراق في حال استمرار اعمال العنف الطائفية ن قائلا ً في جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ : (( في حال لم يتوقف ذلك ( العنف) فان العراق قد يغرق في الحرب الاهلية )) .وجاءت تصريحات ابي زيد بينما يشهد الوضع في العراق تدهورا منذ الانتخابات التي جرت في كانون الاول/ديسمبر الماضي. وبعد ان اعلنت عزمها على خفض عديد الجنود قبل نهاية العام الجاري اعلنت الادارة الاميركية الاسبوع الماضي ارسال تعزيزات الى بغداد. الا ان السلطات الاميركية تؤكد ان اعمال العنف بين السنة والشيعة تقتصر على مدينة بغداد وترفض استخدام " الحرب الاهلية" لوصف الوضع وتفضل عبارة "العنف المذهبي".وقال ابي زيد ان الوضع في بغداد عند منعطف حاسم لكن على العراقيين التوصل الى تسوية "لان البديل صعب جدا". وخلال جلسات الاستماع تساءل اعضاء في مجلس الشيوخ عن انعكاسات حرب اهلية على 130 الف جندي اميركي تم حشدهم في العراق. ورد وزير الدفاع دونالد رامسفلد "لا استطيع التكهن في هذا الشأن". واضاف ان "هذا قد يشير الى اننا نعتقد ان هذا الامر سيحدث" داعيا البرلمانيين الى الصبر.واكد السناتور الجمهوري جون وورنر مسبقا انه اذا غرق العراق في حرب اهلية فسيكون على الادارة ان تطلب تفويضا جديدا من الكونغرس. وقال وورنر لشبكة التلفزيون الاميركية "بي بي اس" انه "اذا حدث ذلك فاعتقد ان الاميركيين سيتساءلون: من سنقاتل؟ الجانبين؟ وهل ارسلنا جنودا من اجل ذلك؟ كنا نتصور اننا ارسلناهم لتحرير العراقيين وهذا ما تم لقاء تضحية كبيرة بلغت اكثر من 2500 جندي قتيل".الا ان خبراء مستقلين رأوا من غير المؤكد ان يفضي الوضع الى نشوب حرب اهلية وان العمليات العسكرية والسياسية يمكن ان تسمح باحتواء العنف ووقفه. واوضحوا ان قدرة السلطة السياسية على مقاومة المتطرفين الشيعة والسنة تشكل احد المفاتيح الاساسية للمستقبل. لكن اذا وصل الانقسام الى الحكومة العراقية وقوات الامن فان الوضع يصبح غير محتمل للاميركيين.واكد لورين تومسون مدير معهد ليكسنغتن في واشنطن المتخصص بالتحاليل السياسية ان " الولايات المتحدة قد لا يعود لديها خيار آخر غير الانسحاب من بلد غارق في الفوضى رغم حجم الارباك الملازم لهذا الخيار". واضاف ان انسحاب القوات الاميركية في خضم حرب اهلية " سيشكل هزيمة هائلة للدبلوماسية وربما اكبر هزيمة لها في التاريخ".وتابع "لكن اذا كان البلد سيقسم فان محاولة وقف عملية طبيعية يمكن ان يشكل استراتيجية غير مؤكدة النتائج". لكن خبراء آخرين يرون ان هناك رهانات كثيرة في العراق تدفع الولايات المتحدة الى عدم التراجع لان انسحابا اميركيا يمكن ان يعني ارتفاعا كبيرا في اسعار النفط وايجاد مركز للارهابيين وهيمنة اقليمية لايران.وكان ابي زيد قد قال أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ "العنف الطائفي بلغ على الارجح أسوأ مستوى رأيته وفي بغداد على وجه الخصوص. اذا لم يوضع حد له فمن المحتمل ان يتحرك العراق نحو حرب اهلية."وأضاف بينما كان يدلي بافادة الى جانب الجنرال بيتر بيس قائد سلاح مشاة البحرية وأكبر قادة الجيش الامريكي في العراق ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان العنف في بغداد أضر بفرص خفض مستويات القوات الامريكية في العراق البالغ عددها نحو 133 ألفا حاليا. وحذر رامسفيلد من سحب القوات الامريكية من العراق قبل الاوان. وقال ان ذلك سينظر اليه على أنه نصر من جانب المتطرفين الذين يريدون السيطرة على منطقة تمتد الى ما بعد الشرق الاوسط.وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني قال يوم الأربعاء ان القوات العراقية يمكن أن تتولى السيطرة الامنية بجميع المحافظات بحلول نهاية العام.لكن الجنرال ابي زيد هون من احتمال خفض عدد القوات الامريكية في العراق هذا العام بسبب العنف في بغداد.وقال "من الممكن تصور بعض التخفيضات في القوات لكنني اعتقد ان اهم شيء هو تصور بغداد وقد باتت تحت سيطرة الحكومة العراقية."ووافقت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) الاسبوع الماضي على ارسال أكثر من 3000 جندي اضافي الى العاصمة العراقية لمساعدة القوات العراقية التي دربتها الولايات المتحدة على استرداد السيطرة على الشوارع من الميليشيات والعصابات الاجرامية وذلك بعدما فشلت خطة أمنية صارمة نفذتها قوات الامن العراقية في وقت سابق في القضاء على العنف.ويودي العنف في بغداد ومناطق مضطربة أخرى بالعراق بحياة نحو 100 شخص يوميا.ويقول مسؤولون أمريكيون ان العنف الطائفي يشكل الان تهديدا للاستقرار أكبر من التهديد الذي تمثله العمليات المسلحة التي يقودها السنة ضد حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الولايات المتحدة.كما جاء تحذير بخصوص مستقبل العراق في مذكرة دبلوماسية مسربة كتبها وليام باني سفير بريطانيا بالعراق المنتهية ولايته.وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن الفكرة الرئيسية في مذكرة السفير وليام باتي الأخيرة التي أرسلها من بغداد إلى لندن مشابهة لتصريحات أدلى بها باتي وقال فيها إن بريطانيا يجب أن تستمر في طريقها.لكن مقتطفات نقلتها هيئة الاذاعة البريطانية تشير إلى أن المذكرة تتضمن تقييما للأوضاع في العراق أكثر تشاؤما بكثير بشأن الاحتمالات في العراق مما أعلنته الحكومة البريطانية من قبل.وكتب باتي في البرقية التي أرسلت إلى بلير "احتمال نشوب حرب اهلية محدودة وتقسيم العراق كأمر واقع ربما يكون اكثر ترجيحا في هذه المرحلة عن تحول ناجح وملموس إلى نظام ديمقراطي مستقر."وأضاف "حتى توقعات الرئيس (الامريكي جورج) بوش المخفضة بالنسبة للعراق والتي تتمثل في وجود حكومة قادرة على الحفاظ على بقائها والدفاع عن نفسها ... وتكون حليفة في الحرب على الارهاب يجب ان تبقى محل شك."كما عبر باتي عن القلق إزاء النفوذ المتنامي لميليشيا جيش المهدي التي يتزعمها رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر المشارك في الائتلاف العراقي الموحد الشريك الأكبر في حكومة الوحدة الوطنية ، قائلا ً : " اذا كان لنا ان نتفادي الانزلاق إلى حرب اهلية وفوضى فان منع ( جيش المهدي) من اقامة دولة داخل الدولة مثلما فعل حزب الله في لبنان سيكون ضمن الاولويات " ، ورغم ذلك قال باتي ان الوضع في العراق "ليس ميئوسا منه."وتوقع السفير باتي ان حربا اهلية ستنشب في العراق الذي سيشهد انقساما واقعيا بدلا من انتقال جوهري وناجح لاحلال الديمقراطية المستقرة ، مشيرا ً الى ان الوضع في العراق ستعمه الفوضى التي يصعب تسويتها على مدى خمس الى 10 سنوات المقبلة.وقال ان أقل توقعات الرئيس الأمريكي جورج بوش باقامة حكومة عراقية تدافع عن نفسها وتحكم نفسها بنفسها وتكون حليفة في الحرب على الارهاب يتعين ان تبقى موضع الشك ، محذرا ً من تسليم المهمات الأمنية الى القوات العراقية وقال ان "الانسحاب المبكر من العراق سوف يضعف موقفنا".الى ذلك انتقد كارل ليفين عضو الكونغرس الديموقراطي تصاعد العنف الطائفي في العراق رغم الوجود العسكري الكثيف في العراق.وقال ان " العنف الطائفي لا يتصاعد فحسب بل وطغى على التمرد السني وارهاب تنظيم القاعدة في العراق ". كما انتقد السناتور الديموقراطي تيد كينيدي، رامسفيلد.وقال " نحن موجودون في العراق منذ اربعين شهرا و13 يوما ونملك افضل جيش على الاطلاق في وضع عسكري من الدرجة الثالثة ".ورد رامسفيلد على كينيدي بالقول ان " العراقيين سيعالجون العنف الطائفي في العراق .. كما ستعالجه قوات الامن العراقية كجزء من الحل.الا انه سيتم التعامل معه من خلال عملية مصالحة وعملية سياسية".واكد السناتور جون ماكين انه يشعر بخيبة الامل من التطورات في العراق ، وقال ان " الامر مزعج جدا واذا كان الامر كله عائدا للجيش العراقي (...) فانني اتساءل لماذا علينا ان ننقل القوات الى بغداد للتدخل في العنف الطائفي ".وقال ماكين الذي شارك في حرب فيتنام واسر خلالها ان خطة جديدة لاعادة نشر بعض القوات الامريكية في العراق هي محاولة لكبح العنف الطائفي في منطقة ليظهر في منطقة اخرى.لكن سفير العراق لدى الأمم المتحدة فيصل الاستر بادي قال إنه لا يتفق مع التوقعات التي ترجح إمكانية انزلاق العراق نحو الحرب الأهلية.