شخصيات خالدة
ألكسندر دوماس هو أحد أشهر الكتاب الفرنسيين خلال القرن التاسع عشر الميلادي ، عرف من خلال رواياته ومسرحياته التاريخية العديدة، والتي نال من خلالها شعبية واسعة وأصبحت كتبه من أكثر الأعمال قراءة على مستوى العالم ، وتعد روايتا الفرسان الثلاثة وكونت دي مونت كريستو من أشهر رواياته فقام بكتابة الاثنان في نفس الفترة، وذلك ما بين عامي 1844 – 1845، هذا بالإضافة لرواية الزنبقة السوداء وغيرها من الروايات والمسرحيات الأخرى، عرف دوماس باسم دوماس الأب، وذلك لأنه يوجد دوماس الابن والذي اشتهر أيضاً كروائي وأديب مسرحي. ومازالت روايات دوماس تلقى رواجاً كبيراً بين الأجيال الحديثة من الشباب على مستوى العالم حيث ترجمت أعماله لعدد كبير من اللغات.ولد دوماس عام 1802م، في إحدى القرى الفرنسية والتي تعرف باسم فيلير كوتريتس، لأب فرنسي كان مركيزاً في دوقية أورليان بفرنسا، وكانت له أصول إفريقية من جانب والدته لويز دوماس، توفى والده وهو في الرابعة من عمره، وتولت أمه تنشئته في ظل ظروف معيشية صعبة، أحب دوماس القراءة منذ الصغر فكان مقبلاً عليها شغوفاً بها قارئاً لكل شيء تصل إليه يده، كما ساعد في إثراء خياله القصص التي كانت ترويها له والدته عن بطولات والده العسكرية وشجاعته أثناء حكم نابليون، فتكونت عنده خلفية عن قصص البطولات والمغامرات دعمت موهبته ككاتب بعد ذلك. أنتقل دوماس إلى باريس للعمل هناك، وبدأت أعماله الأدبية تولد فارتبط أول نجاح له بمسرحيته التاريخية هنري الثالث وذلك عام 1829م، وتوالت من بعدها العديد من المسرحيات الناجحة، ثم بعد ذلك قام بتوجيه جهوده نحو الروايات، فتمكن دوماس من تقديم نفسه كأديب متميز من خلال مجموعة من الروايات التي غلب عليها الطابع التاريخي، فكان يحاول أن يسجل جزء من التاريخ الفرنسي من خلال هذه الروايات ولكن مع إدخال وجهة نظره الشخصية فيها، ولقد شهدت الفترة ما بين 1840 - 1848 تألقا أدبيا بالنسبة لدوماس، إلا انه لم يحصل على مركزه المتقدم بين الأدباء إلا بحلول عام 1980م، أي بعد وفاته بحوالى عشر سنوات. قام دوماس من خلال مؤلفاته بالتعرض لشخصيات حقيقية أثرت فيه بشكل أو بأخر، فقام بعرضها في رواياته مضيفاً بعض التفاصيل، فتداخل معه الخيال مع الواقع وقام بنسجهم معاً في إطار شيق ثري يجذب القارئ، وقد تفوقت مسرحيات دوماس على رواياته واحتلت مكانة متميزة في سجل الأدب الفرنسي وتنقسم المسرحية عنده إلى نوعين المسرحية التاريخية والمسرحية المعاصرة والتي أستقى أحداثها من خلال الواقع المعاصر له، وكانت معظم الأعمال الأدبية لدوماس متفرقة حيث كان يقوم بنشرها على شكل حلقات متسلسلة في بعض الصحف، ومازالت هناك عدد من الجهود من اجل جمع أعماله وإعادة نشرها.