صباح الخير
موضوع السياحة في اليمن حديث ذو شجون ، إذ لاتفتأ التصريحات السياسية والاقتصادية تتفنن في التطرق لمسوحات المشاريع السياحية وإعداد الخارطة السياحية بغية الترويج للسياحة مع الاعتراف وإن باستحياء بضعف البنية التحتية من خدمات كهرباء وماء وطرق وربما اتصالات التي هي أساس ومدماك النهضة السياحية المأمولة .. لهذا فإن الشفافية لتحقيق هذا المنجز مشوب بالحذر ، بل إن الضبابية أن تتكلم عن المليون سائح في اليمن بحلول عام 2012م من خلال تكثيف الإعلان والترويج السياحي ، بيد أن الواقع لايوحي بشيء من التغيير نحو الأفضل . فالدول التي قطعت شوطاً كبيراً في صناعة السياحة مثل الأردن ومصر ، عربياً ، من حقها أن تتوقع ارتفاع نسبة عائداتها السياحية استناداً إلى جملة من المؤشرات ، أما نحن في اليمن فيوجد استياء عام لكل شرائح المجتمع المحلي من تكديس اكوام القمامة والمخلفات وتردي النظافة وضعف مستوى الخدمات وتراجع المستوى المعيشي وتفافم نسبة البطالة والفقر ، ناهيك عن القضايا المتداولة في الصحف الأهلية والحزبية عن صعوبة جز تلابيب الفساد المستشري في سلك القضاء وثنايا الثكنات العسكرية وتراخي من الممكن لحل ما يلزم حله . إن أهداف المشاريع السياحية ، على وجه الخصوص ، لا تخرج عن إطار تقديم الخدمات السياحية في مناطق الجذب السياحي ، أما المشاريع الاستثمارية ، عموماً ، تكمن اهميتها في تحقيق عوائد اقتصادية واستثمارية للمستثمرين وللدولة والمجتمع .. فلماذا إذن يتراوح حديث المستثمرين ، اليمنيين والعرب والأجانب هو الآخر ، في سعادتهم لما شاهدوه من فرص استثمارية متاحة ، في حين أن الإعلان عن مشاريع استثمارية جديد ، استناداً إلى الخارطة السياحية لايزال بعيد المنال . لقد كنت ذات يوم أعمل مرشداً سياحياً لفوج سياحي من الألمان في مدينة عدن ، وكانت خطة السياحة حينذاك هي زيارة الصهاريج والمتحف الوطني المتواضع في كريتر ورؤية كل من قلعة صيرة ومنارة عدن عن بعد ومن ثم العودة إلى مبنى وزارة الثقافة في التواهي لمشاهدة وسماع رقصة فولكولورية مغناة .. وكان زمن الرحلة لا يزيد على ثلاث ساعات قضى السياح معظمة في الوقوف عند منعطف عقبة عدن للاستمتاع بالمنظر الخلاب للبحر .. وتأمل شاطئ صيرة البكر مع عدم اهتمام ما يحكيه المرشد عن قلعة صيرة .. أو تاريخ منارة عدن والمرور على بعض المقتنيات الأثرية في المتحف دون شروحات ، والعبدلله يمر على القطع الأثرية الجافة ( نقود معدنية ، حلي فضية ، أدوات منزلية وملابس ، واصنام .. ) كالسياح مرور الكرام وحتى الرقصة الشعبية المفترض أن تكون المرحلة الاخيرة لراحة السائحين تبرم الكثير منها كونها استخدمت طرق الخشب كالطبول وكانت الحلبة كبيرة ومقيتة . إن اهم امكانات عدن السياحية تكمن في شواطئها الدافئة ، وإن لم يسترض أو يتمدد على رمالها الذهبية سائح واحد بعد .. ودعم السياحة في مدينة عدن يتطلب تطوير أنماط السياحة البحرية كالغوص والرياضة البحرية .. وكذا تحسين المناطق الرطبة لمراقبة الطيور المهاجرة والسياحة البيئية . وإنها لمفارقة جد عجيبة بين امكانيات السياحة في اليمن عموماً وعدن خصوصاً باعتبارها قبلة السائحين وبين انحسار السياحة والاستثمار المأمول ؟ فما دام القطاع السياحي قطاع حيوي انمائي ، والانتعاش السياحي له مردوده الاقتصادي في القطاعات الخدمية الأخرى فلماذا تتوانى الدولة بالأخذ بزمام المبادرة وإصلاح ما يفسده المستثمرون .