صباح الخير
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1972م الخامس من يونيو / حزيران من كل عام ( يوم البيئة العالمي ) وأسندت إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة ( يونب ) الاحتفال به لتحفيز الانتباه وجذب الاهتمام الدولي إلى الأهمية التي تمثلها البيئة وتوجيه العمل السياسي باتجاه البيئة لما تمثله المجتمعات من دور محوري في تشكيل المواقف وتغيير الاتجاهات صوب القضايا البيئية ومناصرة عنصر الشراكة والتعاون بين مختلف القطاعات الرسمية القطاعات الرسمية والشعبية لضمان تحقيق مستقبل أفضل وأكثر أماناً واشراقاً لكل شعوب العالم .. ومن المصادفات العجيبة أن يكون يوم البيئة العالمي الخامس من يونيو متزامناً مع يوم النكسة والاستيلاء على الأرض العربية واحتلال أجزاء كبيرة منها والعبث بخيراتها وتغيير معالمها البيئية والتراثية على مرأى ومسمع من المنظمات العالمية المعنية التي لم تحرك ساكناً تجاه ماتقوم به الدولة الصهيونية من اعتداء وتخريب للأرض العربية وطمس هويتها ومعالمها منذ نكبة حزيران عام 1976م وتواصل هذه الجريمة طوال اربعين عاماً مضت !! ولاتزال مستمرة !!وقد جاء في مقولة شهيرة للامام الشيرازي الراحل : ( نجد في آثار الأمم الغابرة أن هلاكها ليس نتيجة نقص في علم وفن وغذاء وسلاح بقدر ماهو فساد إنسان الثراء والترف والعلم المدمر !! ) ويصف الكاتب / مناضل جاسم من مركز الشيرازي للدراسات والبحوث البيئة بأنها مجموعة من العوامل البيولوجية والكيماوية والطبيعية والجغرافية والمناخية المحيطة بالإنسان والمساحة التي يقطنها وهي التي تحدد نشاط الإنسان واتجاهاته وتؤثر في سلوكة ونظام حياته ولصراع الإنسان مع الطبيعة علاقة كبيرة في حجم تأثيرات الطبيعة على حياته ومصادر عيشه خاصة وقد اصبح الانسان في القرن الحادي والعشرين يعيش في وسط مليئ بالتلوث !! بسبب تطاير الغازات وتفاعلات الأنشطة الإنسانية وخاصة الصناعية منها والتي أدت إلى حدوث ثقب خطير في طبقة الأوزون .. وقد جرت العادة من اجل أحياء يوم البيئة العالمي على تخصيص عنوان معين من عناوين الحفاظ على البيئة ليكون موضوعاً محورياً تدور حوله الفعاليات المختلفة التي تكرس للاحتفال بهذا اليوم ، وشعار يوم البيئة لهذا العام هو ( تغير المناخ ) موضوع الساعة ؟ وذلك بمناسبة العام الدولي للمناطق القطبية بحيث يكون التركيز على الآثار السلبية لتغير المناخ على البيئات والمجتمعات القطبية والنتائج المترتبة على ذلك عالمياً حيث ستجرى الاحتفالات الرئيسية ليوم البيئة العالمي 5 يونيو 2007م في مدينة ترومسو النرويجية ويعتبر هذا اليوم مناسبة شعبية تتخللها أنشطة عديدة الأوجه والهادفة إلى حماية البيئة من المخاطر المحدقة بها والتي تهدد في الأخير بانقراض الحياة البشرية ، ومن مشاهد تغير المناخ تأخذ ذوبان الجليد نموذجاً حيث شهد العالم إحد عشر عاماً من الأعوام الأكثر اجترارا منذ 125 سنة ماضية وسجل عام 2005م أكثر الأعوام احتراراً على الإطلاق وهناك أجماع من قبل المختصين على أن ذلك يرجع إلى انبعاثات غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الاحفوري ويظهر فحص عينات جوفية اسطوانية من الجليد أن كمية ثاني أكسيد الكربون الموجود حالياً في الغلاف الجوي أكثر مما كانت عليه في وقت مضى خلال الستمائة سنة الماضية . إن أثار تغير المناخ واضحة ومرئية وابسط الأمثلة الدالة عليها انكماش القلنسوة الجليدية في المنطقة القطبية الشمالية وتسارع الارتفاع في منسوب البحر وأنحسار الانهار الجليدية في كل انحاء العالم وذوبان الأرض دائمة التجمد وزيادة شدة العواصف الاستوائية طول مدتها والتحولات في سلاسل النباتات والحيوانات وسلوكها وكذا طول فصول النمو في مناطق خطوط العرض الوسطى والقطبية . وهناك الكثير من الحلول المتاحة لتفادي التغير الكارثي في المناخ من اهمها اجراء تحسينات في مجال كفاءة الطاقة واستخداماتها والتحول إلى الموارد المتجددة ومنخفضة الكربون كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الأرضية الحرارية والطاقة المائية ومن أجل حماية البيئة يجب أن نعمل على الأكثار من زراعة الاشجار التي تسهم في ابطاء وثيرة حدوث التغير في المناخ عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون أثناء نموها كما أن الاشجار تساعد في الحد من التلوث والابقاء على المدن باردة. ومن مظاهر تغير المناخ والارتفاع المضطرد في درجة حرارة سطح الأرض وظاهرة الاحتباس الحراري التي سيكون لنا معها وقفة خاصة للتعريف بها وتوضيح مخاطرها وكل هذه التغييرات تعطي مؤشراً واحداً وهو بدء تفاهم المشكلة التي تتطلب تفعيل القرارات الدولية نخفض نسب التلوث واستخدام الطاقة النظيفة البديلة إذ أن خفض معدلات تلك الانبعاثات الخطرة قد يبطئ من أثار ظاهرة الاحتباس الحراري التي يصفها العلماء بالقنبلة الموقوته التي من الممكن ان تنفجر في أي وقت وتؤدي إلى هلاك البشرية والخليفه جمعاء وتبقى معركة البيئة في كل مستوياتها هي معركة الجيل القادم بعد أن تراكمت معرفة اهميتها عاماً بعد عام .