اقبال "كبير جدا" بفضل مشاركتهن
الكويت / وكالات :اقترعت النساء بكثافة لافتة في الانتخابات التشريعية الكويتية التي بدأت صباح أمس الخميس التي يشاركن فيها للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد الاعرق برلمانيا بين دول الخليج وبدأت النساء بالاقتراع مع فتح الصناديق لاختيار الأعضاء الخمسين في مجلس الأمة الكويتي في 25 دائرة انتخابية لكل منها نائبان. وتشارك الكويتيات للمرة الأولى في عملية الترشح ولا تقتصر مشاركتهن على الاقتراع ويتنافس على هذه المقاعد الخمسين 249 مرشحا بينهم 28 امرأة. وأفاد وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح أن الإقبال على الانتخابات التشريعية " كبير جدا" وغير مسبوق بسبب مشاركة النساء في الاقتراع. وقال وزير الداخلية في الحكومة الكويتية التي يفترض ان تستقيل بعيد صدور نتائج الانتخابات " اخبرنا القضاة أن نسبة الإقبال كانت كبيرة جدا وهذه أول مرة يكون الإقبال بهذا الشكل" بسبب مشاركة المرأة. وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي عقده بعيد الظهر أي بعد انقضاء أكثر من 4 ساعات على بدء عمليات الاقتراع"المرأة فازت اليوم في الاقتراع والحضور واعتقد أن هذا نجاحا مهما للمرأة. وفتحت صناديق الاقتراع حوالي الساعة الثامنة بتوقيت الكويت (05,00 غرينتش) في 94 مركزا انتخابيا موزعة بالمناصفة بين الرجال والنساء اللواتي يشكلن 57 من إجمالي الناخبين (195 ألف ناخبة من أصل 340 ألف ناخب). وسيكون البرلمان المقبل الحادي عشر الذي ينتخب منذ بدء الحياة البرلمانية في الكويت قبل 44 عاما إلا ان المرأة لم تحصل على حقوقها السياسية ترشحا واقتراعا إلا بعد تصويت تاريخي في مجلس الأمة في مايو2005. وسبق ان شاركت النساء في ابريل الماضي في انتخابات محلية جزئية. وتسجل أعداد ضخمة من النساء أمام مراكز الاقتراع في مختلف الدوائر ومنذ ساعات النهار الأولى وهو أمر غير اعتيادي اذ اعتاد الناخبون الكويتيون على انتظار ساعات المساء للاقتراع, فالصناديق ستبقى مفتوحة حتى الثامنة مساء (17,00 غرينتش). وأمام مدرسة نفيسة بنت الحسن في الدائرة الحادية والعشرين وهي الاكبر من حيث عدد الناخبين والواقعة في منطقة قبلية, تجمعت مئات النساء وهن يلبسن العباءات السوداء أمام المركز وبعضهن أتى قبل فتح صناديق الاقتراع. وتعرف الدائرة الـ21 بأنها "ام الدوائر" لأنها الأكبر بين الدوائر الـ25 من حيث عدد الناخبين (30970 ناخبا, بينهم أكثر من 19 ألف امرأة). وفي منطقة الجابرية الواقعة على مسافة 12 كلم الى الجنوب من العاصمة الكويت والتابعة للدائرة العاشرة كانت بثينة ماضي وهي سيدة أعمال عازبة وفي منتصف العشرينات أول امرأة أدلت بصوتها. وقالت ماضي التي تملك شركة اتصالات تسويقية كنت الأولى لأني سأغادر الكويت وطائرتي في تمام الساعة التاسعة (أي بعد ساعة من فتح صناديق الاقتراع. وأضافت سيدة الأعمال التي كانت تلبس زيا غربيا (سروال وقميص) "لم أرد أن افوت هذه الفرصة التاريخية بالرغم من الرحلة, هذا حدث تاريخي واشعر بالانتصار والفوز للمرأة الكويتية". وفي المكان نفسه قدمت امرأة في نهاية الستينات على كرسي متحرك, وبالرغم من علامات التعب البادية على وجهها أرادت أن تكون من أوائل الناخبات. وقالت بيبي جاسم مبتسمة "شعوري اني فرحانة, كان فقط الرجال يصوتون أما الآن أصبحنا نشارك" من جهتها أكدت منى البغلي (30 عاما) وهي متزوجة ولها ولد كنت حريصة ان آتي مبكرا لادخل التاريخ. انني سعيدة جدا وهذا عرس ديمقراطي حقيقي وإذ أشارت أنها صوتت للأفضل قالت هذا حقنا وقد تأخروا كثيرا حتى منحونا اياه. والدائرة العاشرة هي التي تعد اكبر عدد من المرشحات (6 مرشحات من اصل 28 مرشحة في سائر الدوائر" وعدد الناخبات في هذه الدائرة يبلغ تقريبا ضعف عدد الناخبين الرجال. وسجل اقبال جيد في المناطق التي تعد معقلا للسلفيين الذي يعارضون منح المرأة حقوقها السياسية, كما هي الحال في منطقة كيفان. ولم تتجاوز الحرارة في الصباح الأربعين درجة مئوية إلا أن دائرة الأرصاد الجوية توقعت أن تصل إلى 48 درجة خلال النهار.وتأتي هذه الانتخابات في اعقاب حملة انتخابية محتدمة ركزت على مسألتي الفساد والإصلاح السياسي علما ان البرلمان قد حل في 21 مايو اثر أزمة سياسية حادة بين الحكومة والمعارضة على خلفية مشروع لإصلاح النظام الانتخابي. وتعتبر المعارضة ان الدوائر الصغيرة تعزز امكانية حصول تجاوزات مثل شراء الأصوات كما تعزز التصويت على الاسس الطائفة والعشائرية والشخصية لذا تطالب بقانون يحددها بخمس دوائر وبما أن الوزراء يتمتعون بمقاعد في البرلمان (16 عضوا في الحكومة كحد اقصى بحسب الدستور) يتعين على المعارضة الفوز بـ 34 مقعدا لتؤمن الأكثرية المطلقة.