الزكاة بعيون رجال الأعمال والمسؤولين والعلماء :
صنعاء / سبأ: يحرص كثير من التجار ورجال الأعمال على أداء الزكاة مع حلول شهر رمضان الكريم، باعتبارها ركناً من أركان الإسلام وفريضة على كل مسلم، حيث يقومون بإخراجها وتسليمها إلى مصارفها الشرعية.وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت آراء عدد من رجال الأعمال ومسؤولين في الدولة وعلماء بهدف توضيح أهمية الزكاة ودورها الاقتصادي في المجتمع. استهل مدير الإرشاد بمكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة جبري إبراهيم الحديث حول الجهة المخولة بجباية الزكاة ويقول”إن الأصل الذي يأخذ الجباية هو الوالي لأنه اعرف بعدد فقراء اليمن وأغنيائهم وكم مقدار الزكاة عند هؤلاء لان لديه إحصاء “.وأضاف أن “الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بعث الصحابي الجليل معاذ بن جبل إلى اليمن أمره أن يأخذ الصدقة من أغنياء اليمن ويعيدها إلى فقرائهم”.فيما يقول المدير التنفيذي لملتقى علماء رابطة العالم الإسلامي الدكتور سعد الشهراني” إذا كانت الدولة وصية على الجباية فالأولى أن تدفع لها”.وينوه مستشار وزير الأوقاف والإرشاد يحيى الكامل أن هناك 25 بالمائة من مستحق الزكاة تطرح للتاجر يزكي فيها كما يشاء لأقاربه وغيرهم والباقي يزكي بها لولي الأمر.ويذكر المدير العام للشؤون المالية والإدارية في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية الدكتور عبدالله عابد فالح أن في بعض الدول الإسلامية وخاصة السعودية تأخذ الدولة نصف الزكاة وتترك النصف الباقي للأغنياء والميسورين لكي يتصرفوا به وينفقوه على الفقراء والمساكين والمحتاجين عن طريقتهم الخاصة.أما رجل الأعمال اليمني علي حسين الانسي فأعرب عن أسفه لعدم وجود تنسيق بين التجار والدولة حول مسألة جباية الزكاة وقال: معظم التجار يتعامل مع الدولة في مسألة الضرائب والجمارك أما الزكاة فينفقونها وفق اجتهاداتهم الخاصة التي قد تكون صائبة أو خاطئة.ويقترح الأنسي إيجاد آلية لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الميسورين والدولة من خلال إنشاء جمعيات خيرية في كل مركز أو دائرة يتم اختيارهم من قبل المواطنين ويضاف إليهم مندوبين من مصلحة الواجبات لكي يسهموا في جمع العائدات الزكوية وتوزيعها على المحتاجين تحت إشراف الدولة.[c1]موقف الشرع من ممتنعي الزكاة[/c]يوجد بعض ضعفاء النفوس والجشعين من الأثرياء الذين لا هم لهم سوى تكديس الأموال حول ذلك يقول إبراهيم الجبري: الزكاة ركن من أركان الإسلام وأكدها العلماء جيلاً بعد جيل وعصراً بعد عصر وأصبحت معلومة من الدين بالضرورة ومن ينكرها كافر.ويضيف “ يجب أن يؤدي الزكاة كل مسلم تطيب بها نفسه فان لم يؤدها فان من حق رئيس الدولة او الحاكم الشرعي أن يأخذها منه قسرا ذلك ما اقره علماء الإسلام في الفقه الإسلامي لان غياب هذا الركن الإيماني الذي فرضه الله له آثار سلبية منها ظهور الحقد والكراهية والبغضاء والاعتداء كما تتواجد العصابات التي تقطع الطرق ويوصل الناس إلى الحاجة وتنزل بهم المرض والآفات كما تحصل مصائب كبرى لا تحمد عقباها”. ويتحدث حول هذا الموضوع الدكتور الشهراني قائلا: هذه الزكاة للأسف لم يتم تأديتها على الوجه المطلوب لدى بعض مجتمعاتنا الإسلامية ويتم التحايل والتلاعب في أدائها من قبل ضعفاء النفوس .. ولا يخفى أن الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه قام بمحاربة المرتدين عن تأدية الزكاة وقال: والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه”. واستمر أبوبكر بالدفاع عن هذه القضية والحفاظ على ركن من أركان الإسلام حتى استقامت له الأمور وعاد المرتدون إلى صوابهم.[c1]أهمية الزكاة وفائدتها[/c]وحول معرفة أهمية الزكاة ونتائجها الايجابية على المجتمعات الإسلامية يبين المدير التنفيذي لملتقى علماء رابطة العالم الإسلامي أن تأدية الزكاة على الوجه المطلوب من قبل التجار والميسورين من المسلمين فأننا لن نرى فقيرا.. مبينا أن الأصناف الثمانية ذكرهم الله في كتابه العزيز وهي واضحة ومعلومة.. فهذه الأصناف موجودة في مجتمعاتنا بكثرة أبرزهم الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وكذلك من لا يجد قوت يومه.ويضيف جبري إبراهيم “ الزكاة لها حكمة عظيمة وفوائد كبيرة للفرد والمجتمع المزكي وكذلك الدولة التي تقوم بجباية الزكاة... فهي أولا تبعد الفرد عن أدران الأنانية وحب الاستئثار وتمني فيه حب الخير والإيمان لذلك تجد الحق سبحانه وتعالى يبين ذلك في كتابه العزيز (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم للزكاة فاعلون).فإذا الزكاة هي ركن للدين وصفة المؤمنين وبها يتكافل المجتمع وتحصل المحبة والمودة بين الفقراء والأغنياء .. فعندما ينظرالفقير إلى الغني الذي يطعمه ويعطيه من ماله عن طيب نفس دون أن يجبره احد يرى أن هذا الرجل عظيم يستاهل أن يعطيه الله المال بل ويدعو له أن يبارك له رزقه ويعافي ولده”.ويرى رجل الأعمال علي حسين الانسي أن الزكاة تحفز التجار والميسورين إلى التسابق في فعل الخير من خلال دفعها للدولة وكذا تحفيزهم للانضمام إلى المؤسسات الخيرية والتي تركز جميعها تجاه كفالة الأيتام وبناء المساجد والمدارس والمساهمة في عملية التزويج الجماعي وغيرها من المشاريع التي تعزز الإخوة والتكافل الاجتماعي.والزكاة مشتقة في اللغة العربية من زكا والتي تعني النماء والطهارة والبركة وهي ركن من أركان الإسلام الأساسية وفريضة على كل مسلم تتوافر فيه شروطها فيجب عليه إخراجها لمستحقيها وقد ورد لفظ الزكاة في القرآن الكريم مقرونة مع الصلاة في أكثر من 80 آية قال الله تعالى( إن الذين امنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).وتعد الزكاة في الإسلام هي أول نظام عرفته البشرية لتحقيق الرعاية للمحتاجين والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع حيث يعاد توزيع جزء من ثروات الأغنياء على الطبقات الفقيرة والمحتاجين.وتستحق الزكاة متى ما بلغت النصاب وحال عليها الحول(سنة قمرية) من الأموال المتمثلة في الذهب والفضة والعملات النقدية والثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية والثروة المعدنية وعروض التجارة بمختلف أنواعها.وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم النصاب بعشرين مثقالا من الذهب وهي تساوي 85جراما من الذهب الخالص وحدد نصاب الفضة بمائتي درهم وهي تساوي 595 جراما من الفضة الخالصة.وتقدر مستحق الزكاة من الذهب والفضة والعملات النقدية 2,5 بالمائة من قيمتها كما يسري ذلك المستحق بنفس النسبة على صافي أرباح عروض التجارة.وبالنسبة لزكاة المحاصيل الزراعية فقد اجمع العلماء على أن نصابها ما يعادل وزن 653كيلو جراماً من القمح ونحوه..كما قدروا زكاة الزروع بحسب الجهد المبذول في الري على النحو التالي:في حالة الري بدون تكلفة يكون المقدار الواجب هو العشر وفي حالة الري بوسيلة فيها كلفة يكون مقدار الزكاة هو نصف العشر أما في حالة الري المشترك بين النوعين يكون المقدار الواجب ثلاثة أرباع العشر.